الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من وجهة جديدة -لحج- قادم ؟!

إعتراف الريماوي

2005 / 6 / 21
القضية الفلسطينية


طالعتنا الأخبار ، وتسارعت الأنباء في أيام الأسبوع السابق ، عن لقاءات رسمية جرت بين قيادات من حركة حماس وممثلين عن الإتحاد الأوروبي ، ولقاءات أخرى غير رسمية بين وفد من الحركة وأمريكيين ، وقد تزامنت هذه المستجدات مع تصريحات مسبقة لمسؤولين كبار في الحركة عن نيتهم دخول الحكومة الفلسطينية بعد الإنتخابات التشريعية القادمة ، وأن لا مشكلة لديهم في مفاوضة "الإسرائيليين".

لعل ما يلفت النظر في هذه التطورات في سياسة حركة حماس ، هو التحول من مكان الرفض إلى دخول اللعبة السياسية بكل تفاصيلها ، فاللقاءات الرسمية وغير الرسمية سواء مع الإتحاد الأوروبي أو مع الأمريكيين ، تعبر عن تغير حقيقي في السياسة المستقبلية للحركة ، فنقاش القضايا السياسية مع هذه الأطراف يعني إقرارا ضمنيا من قبل الحركة بمرجعية ورعاية التسوية السياسية المطروحة ، خاصة وأن الحركة – وباقي الفصائل – قد أعطت "تهدئة" تسنح للعمل السياسي بأخذ مداه وجدواه! ، ولكن هل يمكن أن تكون مصطلحات "خارطة الطريق" أو "فك الإرتباط" أو مسار التسوية بشكله الحالي والعام قد إنسابت وتسربت الى قاموس حماس؟!.

ليس مجرد الجلوس مع الأوروبيين أو الأمريكيين يعني نهاية المطاف ، ولا أتحدث عن هذا الموضوع بمفاهيم الطهارة أو عكسها ، لكن القارئ للتطورات الجديدة من حقه التساؤل والشك فيما يجري ، فلقاء الأوروبيين والأمريكيين بإنحيازهم المعروف بالمحصلة على طول مسار التسوية المتعثر ، مع وجود "التهدئة ،" وإستعداد حماس لدخول الحكومة الفلسطينية ، وتذهب لأبعد من ذلك في إستعدادها لمفاوضة " الإسرائيليين" ، فهذه القضايا ربما تؤسس لخط جديد في سياسة الحركة وتوجهاتها ؟!

فإذا عدنا للوراء قليلا ، نجد كيف تم إنهاء الإنتفاضة الأولى والبدء بمسار التسوية ، ألم يبدأ المسار حينه على شكل لقاءات مع جيمس بيكر ثم جاء مؤتمر مدريد ومن ثم أوسلو ومن ثم...؟! علما أن القيادة المتنفذة في م . ت . ف كانت تعلن دوما أنها لن تقبل بأقل من قرارات الشرعية الدولية كحل لقضيتنا ، ولكنها قبلت بأقل من ذلك وبكثير!! ، يا ترى هل هذا الحدث يذكرنا بشيء ، هل يكمن أن تكون حماس قد وقفت على بوابة النفق ذاته ؟!.

ترى ماذا يمكن أن نسمع من إجابات ؟! هل هي الضغوطات الدولية ؟ أم التخاذل العربي الرسمي ؟! أم تجربة تكتيكية لخط التسوية من جديد ؟! ، فقد سمعنا ذلك منذ زمن ، وإعتبره البعض مبررا للدخول في النفق الذي لم نخرج منه حتى اليوم ، ولكن هل تقبل حماس أن تكون في هذه الخانة من الإجابات والتبريرات ؟ أم هي اللحظة المناسبة التي ترى فيها الحركة صورتها كفرع من حركة الإخوان المسلمين ، لتطوي صفحة "الجهاد" وتعود للشكل الجهادي السلمي فقط منه ؟!

بغض النظر عن الإجابات ، لكن دخول حماس للعبة مسار التسوية بحد ذاته – فيما لو تم - ، يترك آثارا مختلفة على القضية الوطنية عموما وعليها كحركة ؛ فدخول حماس أو عدمه لا يغير من النتائج المتوقعة لأي مفاوضات مستقبلية ، كونها تتطلب إيقاف مقاومة المحتل أولا دون أي ثمن مقابل يدفعه ، بما يعني إعطاء الإحتلال طاقة جديدة وفرصة لفرض الوقائع على الأرض مجددا ، كما أن قبول حماس بالرعاية الأوروبية أو / و الأمريكية وحتى لو برعاية "اللجنة الرباعية" ، فهذا بحد ذاته يعني أن أي حل قادم لن يلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية التي تقرها الشرعية الدولية ، فكل أشكال هذه الرعايات ، ومع الفوارق النسبية فيما بينها من حيث تفهمها للقضية الفلسطينية ، لا تنطلق من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، بل تؤمن بالحلول الجزئية والمداخل الأمنية ولها تعريفات تضع المقاومة في صف الإرهاب ، وبالتالي التعاطي مع مثل هكذا تسوية سيكون محتوما بالفشل ، وبنتائج تضر القضية الفلسطينية لا تنفعها ، بمعنى آخر سيكون أمامنا تجربة أخرى على شاكلة أوسلو وإرهاصاته ، فلماذا نعود من جديد ، وندفع ثمن الخطأ مرتين ؟!

وبذات الوقت ماذا تقول حماس في هذا التصور ، فهي حركة جذبت الناس إليها بحكم تمسكها بالمقاومة في الوقت الذي أسقطها التيار المتنفذ في م . ت . ف من أجندته ! أما الآن فقد تكون حماس شريكا لهذا التيار في دربه وفهمه! ، والناس بشكل عام ، مع مواجهتهم ممارسات الإحتلال ، ومع سوء الوضع الإقتصادي ، والتعب في هموم الحياة اليومية ، إلا أنهم سيدركون معنى هذا التحول والتغير ، وهم ليسوا بصدد إعادة المعاناة من جديد ، ويدركون معنى تجربة لم تجلب إلا المزيد من المعاناة ، فقدسية المقاومة وممارستها خلقت مدا جماهيريا للحركة ، أما بعد الوجهة الجديدة ماذا يبقى؟ وماذا يحصل؟!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا