الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستالين و بلشفة فروع الأممية الشيوعية - فيلي كوسينن- ترجمة معز الراجحي

معز الراجحي

2014 / 1 / 23
الارشيف الماركسي


ستالين و بلشفة فروع الأممية الشيوعية
أوتو فيلي كوسينن
بعد وفاة لينين ، حازت الاحزاب الشيوعية في البلدان الرأسمالية من قِبل الرفيق ستالين بالتحديد على توجيهات ثمينه من أجل تكوينهم البلشفي . لا يعلم الجميع إلى حد الآن ما قدمه ستالين لفروع الأممية الشيوعية ، سواء على الصعيد النظري او العملي .فهو القائد البلشفي لسياسة الحزب الشيوعي لعموم روسيا ، و كذلك بمشاركته المباشرة في قيادة الحركة العمالية الثورية العالمية .
تتم دراسة أسس اللينينية ، و بالتحديد مذهب لينين حول طابع الحزب الشيوعي و دوره ، منذ زمن لا بأس به في كل البلدان الرأسمالية. ليس فقط من خلال الاعتماد على أعمال لينين ، بل ايضا من خلال تفسير ستالين لها . لا أحد يستطيع مثل ستالين شرح المبادئ الأساسية لللينينية بوضوح و بتناسق مماثل . في خطاباته و مقالاته تصبح المسائل الاكثر تعقيدا سلسة بفضل نباهته العميقة . لذلك بالتحديد و على سبيل المثال حافظ ما نشره ما بين عام 1923و عام 1927 ضد المعارضة التروتسكية و الزينوفيفية إلى حد اليوم، على قيمة ارشادية في عديد من البلدان .
في عام 1925 عندما كشف زينوفييف عن صيغته ضيقة الأفق و المغلوطة حول "ديكتاتورية الحزب " ، بين ستالين عبر تصحيحه لضيق الافق ذاك بشكل واضح و غير مسبوق ، الفهم اللينيني للعلاقات الحقيقية بين حزب الطبقة العاملة و هذه الأخيرة .
ماذا سنفعل ، يتسائل ستالين ، إذا بدأ الحزب بطريقة أو بأخرى في التصادم مع الطبقة العاملة ، قاطعا بذلك العلاقات التي يجب أن تكون لديه معها و محطما " الثقة المتبادلة " ؟ بشكل عام هل يمكن أن تقع حالات ماثلة ؟ أجل ، هي ممكنة الوقوع عندما يؤسس الحزب سلطته بين الجماهير ليس من خلال عمله لكسب ثقتهم ، بل بواسطة حقوق " لا متناهية " ؛ عندما تكون سياسة الحزب خاطئة بشكل واضح للعيان و لا يريد الإعتراف بذلك و لا إصلاح أخطائه ؛ عندما تكون سياسة الحزب صائبة بشكل عام لكن الجماهير لم تفهمها بعد ، عندما لا يريد الحزب أو لا يستطيع الإنتظار حتى يتسنى للجماهير أن تقتنع عبر تجربتها الخاصة بصواب تلك السياسة . ينطوي تاريخ حزبنا على سلسلة كاملة من الحالات المماثلة. لقد تمت هزيمة مختلف التجمعات و الاجنحه داخل الحزب و سحقهم لأنهم إنتهكوا احد هذه الشروط الثلاث و أحيانا إنتهكوها كلها.
لقد أعطى الحزب البلشفي و لجنته المركزية و ستالين شخصيا، لكل فروع الامميه الشيوعيه مثالا لا يقدر بثمن حول الطريقة التي يتوجب بها تقوية الروابط مع جماهير العمال الواسعة ، مثلا حول طريقة توظيف الحزب الإقناع كمنهج رئيسي لقيادة الطبقة العاملة.
المثال الثاني الذي لا يقل أهمية ، اعطته لأحزابنا اللجنة المركزية و ستالين شخصيا ، و المتمثل في الربط بين قيادة الحزب و قواعده. بالنسبة لأحزاب البلدان الرأسمالية التي لا تملك تقاليد بلشفية قديمة ، و التي لم تتحرر بعد من بقايا الإشتراكية-الديمقراطية ،فان اسلوب عمل كل من اللجنة المركزية للحزب البلشفي و ستالين شخصيا، تعتبر دروسا عملية ثمينة من اجل تطوير أداء الحزب و تحسين تشكيلته و الرقي بمستوى الوعي اللينيني لدى كل الأعضاء ، تطوير النقد الذاتي البلشفي و الانضباط في صفوفه ، للوصول الى التنظيم و الحزم البلشفيين . بوجه خاص منذ عام 1923 إلى اليوم , بين لنا ستالين عمليا في نضاله من أجل وحدة الحزب ، كيف يجب إدارة الصراع ضد التكتلات . علمنا أنه في سبيل مصلحة الحزب ، لا يجب القضاء على بذور الخلافات المبدئية ، لكن على العكس يجب التنبيه إليها في الوقت المناسب من أجل تسليح الحزب إيديولوجيا ضد المخاطر ، سواء المخاطر اليمينيه او اليساريه . لكي لا يسيطر المعارضون على الحزب عن حين غفلة و لا يزرعوا في صفوفه الإرباك . هكذا فقط تكون جماهير الحزب مستعدة لأن تطلق مقاومة قوية في وجه المعارضين و أن تساند قيادة الحزب حتى القضاء نهائيا على الخطر الإنقسامي و تطهير الحزب من العناصر التي إنحرفت .
المثال الثالث ، يتمثل في الدور القيادي النشيط الذي لعبه الحزب الشيوعي على رأس الحركة الثورية. و في هذا السياق فإن سياسة ستالين البلشفية الحازمة و اللينة معا ، هي مثال لا يقل أهمية لأحزابنا ذات التجربة المتواضعة في النضال في البلدان الرأسمالية . فهي إما أن تبقى متخلفة عن الأحداث ، أو أن تكون في مؤخرة حركة الجماهير . أو تطلق شعارات ثورية لم تستوعبها الجماهير بعد فلا تتبعها. في الوقت الراهن، أحزابنا متحفزة جدا في عملها ، و ذلك بفضل الحماسة التي يراقب بها العمال الثوريون في جميع البلدان كل نجاحات الحزب البلشفي في إنجاز برنامج " الروائع "و بالخصوص الحملة الواسعة ضد العناصر الرأسمالية في الريف و التحولات المدهشه للإقتصاد الزراعي في البلاد السوفياتيه .
بعد وفاة لينين تبين أن مساهمة ستالين في قيادة الأممية الشيوعية ضرورية . كان لقيادته و لازال إلى حد الآن مغزى عظيم بالنسبة للأممية الشيوعية . في كل القضايا المهمة يتم تحديد خط اللجنه التنفيذية على ضوء نصائح ستالين . كل النشاط و كل الأهتمام تم تسخيرهما ،على سبيل المثال ، من قبل ستالين للحركة الثورية الصينية . و يمكن أن نكوّن فكرة عن ذلك من خلال واحد فقط من مقالاته العديدة المنشورة في الاعوام 1925-1927 . التي مازالت تحافظ إلى الآن على أهمية منقطعة المثيل في ما يخص حل المسائل الأساسية للحركة الثورية ، و بالخصوص القضايا الوطنية و الزراعية ليس فقط في الصين بل في بقية المستعمرات و أشباه المستعمرات .
نحن لا نستطيع و ليس لدينا نية أن نكتب تاريخ نشاط ستالين في الحركة الشيوعية العالمية . فروع الأممية الشيوعية التي قدم لها العون بنصائحه تعرف و تفهم قيمة تعاليمه. في أغلب الحالات ، تمثل ذلك في مساعدة الأحزاب في التغلب على تذبذب اليمين في صفوفها بالذات أو في قيادتها ، و في نفس الوقت تنبيهها من اخطار النزعات اليسراويه التي تهدد بعزلها عن الجماهير . بهذه الطريقة ، على سبيل المثال تمكن الحزب الشيوعي البولوني بعد عام 1926 من أن يصلح اخطائه الإنتهازية الفظيعة ؛ كذلك تمكن كل من الحزب الشيوعي الفرنسي و الحزب الشيوعي الإنجليزي في عامي 1927- 1928 من أن يضعا تكتيكهما على سكك سياسة ثورية حقيقية . و عندما حاول في خريف عام 1928 إنتهازيو الحزب الشيوعي الألماني على حين غفلة أن يستحوذوا على قيادة الحزب بطرد النواة البلشفية منه ، فإن الهيئة التنفيذية للأممية الشيوعية هي التي ساعدت هذا الحزب ليس فقط في إبعاد اليمينيين ، بل ايضا في التخلص من اعباء الإنتهازية الثقيل . و بنفس القدر من العزم إهتمت اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية بحل المسائل المتعلقة بقيادة الحزب الشيوعي للولايات المتحدة الأمريكية ،التي أدت مؤامرات الإنتهازيين لوفيستون و بيبر حولها ، إلى أن أصبح كل من الحزب و الانضباط الشيوعي الأممي في خطر كبير . في كل هذه الحالات قاد ستالين نشاط الهيئة التنفيذية للأممية الشيوعية .
بخصوص القضايا الأساسية للمؤتمر الرابع للأممية الشيوعية تم تحديد الخط الاساسي بالإتفاق مع ستالين ليس فقط في ما يخص مسالة البرنامج ، لكن أيضا في تلك المسائل المتعلقه بتقييم أفق انقطاع الإستقرار الرأسمالي مستقبلا . و حول تضخم التنافضات الداخلية و الخارجية في البلدان الرأسمالية . إنه و من خلال هذا التقييم قد تم في صفوف الأممية الشيوعية ، تحديد خطر اليمين على أنه الأكبر في المرحلة الراهنة . و تم توجيه الإهتمام إلى النضال ضد إنحرافات اليمين و التوفيقيين . التقرير الذي قدمه ستالين في الجلسة العامة للهيئة التنفيذية للأممية الشيوعية كان هذا المُقَرَّر للامميه الشيوعيه ، لم يكن فقط مُؤيَدا بل وُضع بطريقة أكثر تكاملا في صلة مع متطلبات نمو المد الثوري الجديد في العالم الرأسمالي.
إن النهوض الثوري العالمي الجديد يتطلب من الكومنترن و من فروعه تحضيرا بلشفيا اكثر فأكثر قوه . نحن نعلم بفضل تجربتنا العميقة أن ذلك ليس بالشيء السهل. يعوق هذه البلشفة الإنعكاس الحتمي للمحيط الرأسمالي ، الذي يكون التوجهات البورجوازية الصغيرة من اليمين و من " اليسار " . رغم ذلك ، فإن البلشفة تمضي قدما إلى الامام بشكل لا يقاوم . لا يوجد أدنى شك حول هذه النقطة، و سوف تستمر بمساعدة من قيادة الحزب البلشفي و قائده ستالين .
أوتو فيلي كوسينن

ترجمة معز الراجحي
المصدر : ستالين مجموعة نصوص حول الذكرى الخمسون لميلاد ستالين تقديم مارسال كاشان نشر لأول مرة في البرافدا سنة 1930 في عدد خاص بنفس المناسبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز معز الراجحي
فؤاد النمري ( 2014 / 1 / 24 - 05:36 )
كل الشكر على نقلك لهذا المقال الحدي في قيمة الستالينية
يتساءل المرء ..
لماذا كل هذه الحملة المسعورة على ستالين !؟
لم يسبق لأي شخص في التاريخ حتى هتلر أن كان هدف هجوم مسعور كسعار الهجوم على ستالين
لماذا وستالين يحتل مركز الصدارة في استفتاء شعوب روسيا عن أعظم وأفضل رئيس في تاريخ روسيا !؟
لماذا وملك بريطانيا يتوجه إلى ستالين برسالة تؤكد أن شعوب بريطانيا ستظل مدينة مدى الحياة لأفضال ستالين !؟
لماذا وتشيرتشل وهو أعظم شخصية بريطانية ربيب الديوقراطية البريطانية يقول بعظمة لسانه أنه لا يجوز مقارنته بأعظم قادة العصر ستالين !؟
لماذا الحملة المسعورة ؟
هناك جواب واحد وحيد وهو ..
أن الستالينية اللينينية هي المدخل الوحيد لتقدم البشرية في هذا العصر

اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في