الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية يحتضن عروض مشاريع التخرج لقسم الدراسات المسرحية بكلية الآداب جامعة الاسكندرية

ابراهيم حجاج

2014 / 1 / 23
الادب والفن


د.ابراهيم حجاج مدرس قسم الدراسات المسرحية بكلية الاداب جامعة الاسكندرية.
احتضن مسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية عروض مشاريع التخرج للفرقة الرابعة بقسم الدراسات المسرحية بكلية الآداب جامعة الاسكندرية (تمثيل – إخراج) فى الفترة من 22-24 يونيو 2013 تحت إشراف الأستاذة الدكتورة صوفيا عباس رئيس القسم، وتشكلت لجنة الممتحنين من السيدة الدكتورة منال فودة والسيدة الدكتورة صديقة لاشين والسيد الدكتور جمال ياقوت وقد تضمنت فعاليات اليوم الأول أربعة عروض مسرحية افتتحها عرض "الجلف" للكاتب الروسي تشيكوف كمشروع تخرج (تمثيل) للطالب أحمد عبد السلام والطالب أحمد هشام ومشروع تخرج (إخراج) للطالبة نسرين طلعت التى يحسب لها مشاركتها كممثلة أيضا بأدائها لدور الأرملة الثرية التى تدخل فى مشاحنات مع رجل بسيط من الأرياف جاء لاسترداد دين قديم كان فى ذمة زوجها الذى كانت تحبه رغم علمها بعلاقاته الغرامية بنساء أخريات وقد وظفت المخرجة شاشة العرض فى الخلفية لاستدعاء الزوجة ذكرياتها المؤلمة مع زوجها الراحل والتى ستكون دعما لوقوعها فى غرام شخصية الجلف التى أداها احمد عبد السلام ببراعة أما شخصية الخادم لوقا فلم تظهر امكانيات الطالب احمد هشام الأدائية نظرا لصغر مساحة الدور. أما العرض الثانى فهو الخادمتان للكاتب الفرنسى جان جينيه كمشروع تخرج (تمثيل) للطالبة شروق حسين ومشروع تخرج (إخراج) للطالب أحمد علاء وقد شاركت الطالبة نسمة عبد العزيز بالتمثيل، المسرحية تحكى قصة "خادمتين تتدربان في غياب السيدة على كيفية الخلاص منها، لأنها مسببة لهما قهرا وتهميشاً وتحطيماً لحياتهما".
في بداية العرض، يتوالى ظهور الخادمتين كلير وسولانج بثياب السيدة ، تكرر الخادمتان لعبة كل يوم، تنتحل فيها كلير دور السيدة ربة المنزل، فيما تقوم سولانج بدور الخادمة، وتتبادل الإثنتان الأدوار حتى يصلا إلى "ذروة" الغضب بهدف التحلّي بالقوة لقتل السيدة نتيجة لشعور الإهانة والقهر والغضب، وقد استعان المخرج بتقنية السلويت وتوظيف بؤر الاضاءة الحمراء ليوضح العلاقة بين السيدة والخادمتان القائمة على العنجهية الارستقراطية وازدراء الآخر وعلى مستوى الأداء التمثيلى فكان متوسطا حيث لم يصل للمتلقى الأبعاد النفسية للخادمتين أما على مستوى الإخراج فكنت اتمنى ربط مضمون المسرحية بواقعنا المعاصر خاصة وأن النص مفتوح على عدة قراءات، بدءًا من التماهي الفردي أمام قهر الآخر مرورا بتوحش الرأسمالية وهيمنتها غلى الطبقات الدنيا وصولا لخنوع شعوب بأكملها امام حاكمها الديكتاتوري المتسلط. كما تم تقديم العرض المميز مقبرة الأرامل كمشروع تخرج ( تمثيل) للطالبة اسراء عبد الرحيم التى نجحت فى أداء دورها من خلال اهتمامها بالتفاصيل الداخلية والخارجية للشخصية أما فاعليات اليوم الثانى فقد شهدت ثلاثة عروض مسرحية بدأت بعرض ساعة بعد منتصف الليل كمشروع تخرج (إخراج) للطالبة يوستينا عادل تمثيل الطالب محمد سعد والطالبة مارينا عزت وقد نجحت المخرجة على مستوى الاعداد من تقديم توليفة مسرحية من عدة نصوص نسجت من خلالها حبكة درامية تكشف حقيقة الانسان وتعريه أمام نفسه من خلال مكاشفته بسلبياته ويحسب للمخرجة قدرتها على عكس الجو النفسى للنص من خلال الديكور والموسيقى التى مزجت بين الأنغام الحية والمسجلة مما يعكس حالة الاضطراب والتناقض داخل الشخصية لكن كان ينقصها الاهتمام بتدريب الممثل على نحو أفضل. كما قدم عرض الخطوبة للكاتب الروسى تشيكوف ضمن فعاليات هذا اليوم كمشروع تخرج (تمثيل) للطلاب وحيد سعد وأحمد بهيج وسمر سليمان وجاء العرض فى إطار كوميدى خفيف استطاع الممثلين من خلاله الإمساك بتلابيب الشخصية ورسم ملمحها الكاريكاتيرى على المستوى الداخلى والخارجى كما جاءعرض "السجين 112" إعداد لنص " الجزيرة" للكاتب الجنوب افريقي "أثول فوجارد" كمشروع تخرج (تمثيل) للطالبين "أحمد صلاح" و "محمد فتحى" مستوفيا كل شروط العرض المسرحى الناجح حيث جاء الأداء التمثيلى صادقا مقنعا معبرا عن الحالة النفسية معتمدا على تقنية الاستدعاء خاصة فى مشهد القتل وتوظيف المايم بشكل تعبيرى رائع.
وتضمنت فعاليات اليوم الأخير أربعة عروض مسرحية بدأت بعرض "الحضيض" للكاتب الروسى مكسيم جوركى كمشروع تخرج (تمثيل) لكل من أحمــــد حمــــدى .. " فـــاسيلى "-أشـــــرف فــــــؤاد .. " ســــــاتــن "-مريــــم صـــالح .. " لـــــوقـا "-سعــــاد الهـــــوارى .. " فــــاسيليا "-دينــا هريـــــدى .. " آنـــــا "-هنــــــد فتــــحى .. " نــاتـــاشـا " -رفيــــــق الريحــــانى .. " كلمـــــتش -"محمـــــد فــــــــاروق .."مدفديف" " الذين قدموا عرضا متوازنا متكاملا أبرزوا من خلاله مواهبهم الأدائية حيث استطاع كل منهم أن يحافظ على أبعاد شخصيته الدرامية بشكل مستقل لا يتطابق مع مع شخصيات زملائه الآخرين كما يحسب للممثلين حفاظهم على ايقاع العرض دون تسرب أى ملل للمشاهد خاصة هند ومريم ودينا ورفيق الذين تفوقوا على أنفسهم واستطاع كل منهم تقديم شخصيته بفهم ووعى بأبعادها الداخلية والخارجية كما عكست سعاد الهوارى مشاعر الغيرة النسائية بصدق أما أشرف فؤاد فقد أدى دوره باتقان ودون تكلف كما يحسب له اهتمامه بالبعد الخارجى للشخصية. وتدور قصة المسرحية وسط بيئة المتشردين البائسين الذين داستهم الحياة الضاغظة القاسية.وتطرح المسرحية أسئلة ملحة.. لماذا تحول هؤلاء الناس إلى حثالة المجتمع؟ وهل يستطيعون أن يتحرروا من قيود الفقر واليأس والضعف النفسي ليعيدوا كرامتهم الإنسانية؟وأرى أن مقولة المسرحية الرئيسية قد أتت على لسان لوقا حين قالت "من حق أى انسان مهما ساء حاله أن ينال ولو قدرا بسيطا من الاحترام" وقد نجح أحمد حمدى- بالاضافة الى اتقانه لدوره- فى تقديم رؤية اخراجية ساهمت فى ابراز مضمون النص من خلال استخدامه لمستويين وان كنت اعيب عليه عدم استغلاله لمساحات المستوى العلوى بشكل كامل واكتفائه بمساحة تمثيل واحدة شغلتها حجرة "ناتاشا".كما ساهمت الاضاءة الباهتة فى المستوى الأسفل من عكس حالة البؤس الذى تعانيها هذه الشخصيات، بالاضافة إلى موسيقى د طارق مهران التى أضفت للحدث بعدا نفسيا ساهم فى ابرازه وتكثيفه. أما العرض الثانى ضمن فعاليات هذا اليوم فكان "مكان مع الخنازير" للكاتب الجنوب افريقي "أثول فوجارد" كمشروع تخرج (إخراج) للطالبة "بدور أحمد" تمثيل "وليد عزت" و "هبة فوزى" وتروي المسرحية قصة جندى ، وجد نفسه فجأه في حرب لا يد له فيها، يفرّ الي دفء بيته فيختبىء في حظيره الخنازير لتجنب عقاب رؤسائه وخوفاً من اتهامه بالخيانة العظمى فى محاوله من كاتب النص للدفاع عن انسانيه الانسان بعيداً من التباس مساره مع مسار الحيوان، وقد نجحت المخرجة بأقل الامكانيات على مستوى الديكور فى عكس بيئة النص، حيث أكدت مفردات المنظر فكرة العرض كما نجحت المخرجة "بدور أحمد" فى توظيف الرقص التعبيرى فى ابراز الحالة النفسية لبطل المسرحية ولكن عاب العرض الإطالة وهبوط الايقاع فى معظم فتراته وخفوت الاضاءة فى بعض المشاهد، ومع ذلك فقد بذل الممثلان(وليد عزت – هبه فوزى) أقصى طاقتهما لتقديم ثنائى انسانى وحالة شعورية وصلت للمشاهد من خلال النقلات الصوتية والشعورية. أما العرض الثالث فكان "مشعلوا الحرائق" ، عن نص لماكس فريش، إعداد وإخراج الطالب رامي جلال عامر، تمثيل الطلاب رنا مجدي، ريم أحمد، آية مجدي، عادل رجائي، ديكور نادية توفيق، محمود عبد الوهاب، إعداد موسيقي أحمد سمير وقد تضمن العرض كل مقومات العرض الناجح تمثيلا واخراجا حيث نجح المخرج فى توظيف طاقات الممثلين صوتيا وحركيا، ولكن على مستوى الاعداد أرى أن النص الأصلى قد اختزل كثيرا وبترت منه الأجزاء التى تعرض دوافع مشعلوا الحرائق أو مر عليها مرور الكرام فلم يظهر صاحب المنزل كمتطرف رأسمالى يدوس القيم الأخلاقية فى سبيل الحصول على المال بل ظهر شخصا طيبا رحيما حتى اصبحنا كمشاهدين متعاطفين مع أصحاب المنزل ناقمين على مشعلوا الحرائق مما أخل بالخطاب الدرامى والمغزى الرئيسى للنص. وقد اختتمت فاعليات اليوم الثالث بمسرح مركز الحرية للابداع بمسك الختام وهو عرض "فينال" كمشروع تخرج (تمثيل) للطالب "محمد فاروق" والذى أظهر من خلاله طاقاته الادائية وفهمه واستيعابه لأبعاد الشخصية خاصة فى مشاهد التشخيص فقد نجح فى الانتقال صوتيا وحركيا من شخصية الى شخصية ومن مرحلة عمرية الى مرحلة عمرية أخرى كما أضافت الرؤية الاخراجية بعدا ملحميا باستغلاله لخشبة المسرح والصالة كمناطق للتمثيل كما أجادت الطالبة "سلوى أحمد" فى تجسيد شخصية الممثلة الصديقة التى تعايش البلياتشو معاناته وتحاول التخفيف عنه واشعاره بقيمة ما يقدمه. وفى النهاية يمكن القول أن الطلاب استطاعوا ان يجسدوا مهاراتهم التمثيلية التي اكتسبوها على مدار أربع سنوات بجدارة، من خلال أدائهم المتناسق على خشبة المسرح، الذي عكس بجلاء قدرتهم العالية على استيعاب الملاحظات والإرشادات التي قدمت لهم من قبل المشرفين. وسنواصل فى المقال القادم عرض باقى العروض المسرحية فى إطار مشاريع تخرج قسم الدراسات المسرحية والتى أقيمت بقاعة التدريبات بكلية الآداب جامعة الاسكندرية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع