الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيات موت - ؟

جاسم محمد كاظم

2014 / 1 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ماذا لو عرف - باكونين – أن الدولة الليبرالية أصبحت "مليشيات موت " ؟

شغلت الحرية فكر الفلاسفة منذ القدم وعليها تصوروا بناء مجتمعات طوباوية ينتفي فيها القهر .الظلم والتعسف .
فاخترع الإنسان البدائي فكرة الرب .الملائكة والنبيين كملاذ لخلاصة من براثن الظلم .
وحين فشل هؤلاء في إنقاذه من ماساته ا جال بعيدا بفكرة الهائل فصنع المنقذين في آخر التاريخ وظهرت الجنة القابعة في سماء مجهولة كملاذ أخير و خلاصا له من ظلم الأرض .
لكن فلاسفة القرن التاسع عشر خالفوا كل هذه المبادئ لأنهم أرادوا عالما خاليا من الأرباب والأنبياء والملائكة بعد أن نبذت أدوات الإنتاج كل هذه التصورات وجردت السماء من سكانها كما يقول كارل ماركس وهو يصف نظرية نيوتن "
تقول الموسوعات الفلسفية والتاريخية في تعريفها شخصية باكونين بأنة صاحب نظرية شاملة في بناء الاشتراكية عن طريق ثورة" عفوية يقوم بها الأفراد تؤدي إلى تدمير كل سلطات الدولة القمعية وتخلق بعد ذلك عالما ينتفي فيه الظلم وطغيان الدولة بأجهزتها القمعية .
لكن باكونين كان يجهل كيف يبني ويتصور شكل عالم مابعد الثورة على عكس كارل ماركس الذي رأى أن الثورة لابد أن تسير على خطى واقعية وعلمية .
تأثر باكونين بشعار الثورة الفرنسية المستند إلى الحرية والإخاء والمساواة وكيف أنها اعتبرت الإنسان هو غاية بذاته وهو هدف السياسة والمؤسسات السياسية والاجتماعية .
"تلك الشعارات التي يصفها الرفيق النمري بان أصحابها وصلوا إلى المجتمع الرأسمالي أكثر المجتمعات وحشية في تاريخ المجتمعات والدولة الطبقية تك التي كانت امضي أدوات القمع والبطش والتعسف "

لم ترق الدولة البرجوازية بديمقراطيتها وليبراليتها الأولى التي يقول فيها ماركس بأنها كانت قفزة إلى الأمام لباكونين وطالب بالقضاء عليها منذ إعلان شرارة الثورة .

رأى باكونين بان الاتحاد بين جماعات المنتجين هو وحدة يحق الغاية الأساسية للعدالة والمساواة وحارب الشيوعية بكل ما أوتي من قوة لأنها تركز كل شي في يد الدولة نتيجة تسيد البيروقراطية بينما أن إلغاء الدولة هو الشرط الأول لتحقيق العدالة وكان من نتيجة هذا الشد والعنف أن فشلت الأممية الأولى في تحقيق أهدافها .

رفض باكونين وانصارة الديمقراطية البرجوازية وعقد روسو الاجتماعي واستبدلوه بعقد جديد كما يؤكد برودون بان عقد جان جاك روسو ماهو إلا عقد لاستبداد الدولة بإهماله الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويقول فيه ما نصه :
"أنة يشرع الفوضى الاجتماعية والبؤس على أساس تكريس السيادة الشعبية لكنة يهمل أية كلمة عن العمل والملكية والقوى الصناعية .. أن روسو يجهل الاقتصاد فبرنامجه يتحدث عن الحقوق السياسية ولا يعترف بالحقوق الصناعية "
وان الديمقراطية البرجوازية في حقيقتها ماهي إلا سخرية لأنها تعري الناخب من كل سلطته لتضعها بعد ذلك في أيدي النائب .

هكذا تجادل فلاسفة القرن التاسع عشر في وقت كان عالم الرأسمال في بداية مولدة وكانت الليبرالية الأولى حديثة العهد لا تمتلك بعد الجيوش المحترفة بل جنودا يرتدون الأزياء الملونة المحلاة بالريش ولم يصل العلم بعد إلى استخراج الثروات الباطنية ومحرك البشرية الأول وذهبها الأسود وكانت إنتاج العمال ومصانعهم العاملة بالفحم الأسود وإنتاجهم المقتصر على المنسوجات القطنية .الأحذية .الحقائب وبعض المستلزمات البسيطة المنزلية يستنشقون ذرات الكربون أكثر من استنشاقهم الأوكسجين.
ولم يخطر ببال أولئك الفلاسفة أن عالم الرأسمال المنتج ودولته سيختفي من الوجود بولادة عالم آخر تحكمه طبقة متوسطة قذرة لا تنتج أبدا لكنها بدل ذلك تلتهم الكل أرجعت العالم إلى طفولته العالم بصراع البروتستانت والكاثوليك من اجل إدامة مصالحها القذرة .
ولا ادري ماذا سيقول باكونين حينما يرى هذا الوضع الشائك المصاب بالخدر والسكون مع إضرابه من فلاسفة الفوضى لو أنهم راو أن الدولة تحولت إلى مليشيات موت في آخر أمرها يلتهم الكل فيها الكل بلا تناقض حقيقي مولد همها قتل كل من يفكر بالحرية وان التاريخ عاد إلى بداياته بظهور الأرباب والنبوءات من جديد .
ربما لترحم باكونين وكل فلاسفة الحرية على دولة الرأسمال الأولى وهم يرون فقط جدل التاريخ المنتج و المحصور فقط بين طبقة العمال والملاكين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز جاسم محمد كاظم
فؤاد النمري ( 2014 / 1 / 24 - 04:39 )
كنت يا رفيقي العزيز قد غرقت في الوطنيات وافتقدناك في العلوم الماركسية
وحسناً كتبت اليوم عن الفوضويين ونهاية الدولة البورجوازية
تحياتي


2 - تحية للمعلم النمري
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 1 / 24 - 14:52 )
رفيقنا الكبير لم نغرق في الوطنية قدر غرقنا في الايدلوجيا وشعارات اتباع الاولياء الصالحين وربما كان ماكتبناة تنفيسا لو بقي في الصدر لاصابنا بسكتة قلبية بدل السكتة الفكرية لكن مالعمل اضا كان تاريخ اليوم يسير الى الخلف معاسمى تحية للرفيق والمعلم النمري

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته