الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعم الكوني لحكومة المالكي

جواد البياتي

2014 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الدعم الكوني لحكومة المالكي في حربها على الارهاب

قد يكون رد فعل متأخر في الرد على الارهاب الذي مضى عليه مايقرب من عشر سنوات من قبل الحكومة العراقية ، وبعد ان تأزمت الامور بما لاتتحمل القضية مزيدا من التأخير ، فقد حصد الارهاب الكثير من ارواح العراقيين ولاحت بعض الرؤوس الدافعة والمغذية لهذا الوباء الخطير ، ومع ذلك كان من المؤكد ان التحرك الغاضب هو خير من الانتظار المستسلم . لكن الملفت والمدهش هو ذلك الاستيقاظ الكوني لخطر الوباء الذي راح يبيد كل ماوقعت عليه يديه من غير تمييز ، فلم يسلم منه دين او مذهب او قومية او شعب ، ولا يبدو لهذا الوباء البلاء اي انتماء لوطن او زمن او تاريخ او حضارة مثلما ليس له اي هدف منطقي يسعى اليه في نهاية الامر وليست هناك غاية واضحة او معروفة لتلك الحرب التي يشنها هؤلاء القراصنة اللذين لاينتمون الاّ لذاتهم فقط . ولأن هؤلاء لايستطيعون الوصول الى غاياتهم بهذه الطرق الفتاكة الغريبة عن الاخلاق الاجتماعية والدينية والبشرية على الارض التي بنى عليها الانسان حضارته ،فقد اصبح لزاما على هذه المخلوقات البحث عن كوكب جديد ( خام ) يبدأون هم بصناعته وفق نظام جديد لمجتمع يتفق مع منظومتهم العقلية والفكرية ليكون لهم كوكب متخصص لممارسة نظام سياسي واجتماعي وديني واقتصادي معين وهو ما يؤدي الى الى بسط الامن والسلام بأعتبارهم مؤمنون بما فوق كوكبهم الجديد من افكار وقوانين شرعية ونظم اجتماعية ومالية ممكن ان تطبق دون اي اعتراض من جماعات الرفض او المعارضة . ولما لم يكن ذلك مقبولاً عقليا على الاقل في الوقت الحاضر فلا بد من التعامل مع هذه الظاهرة المخيفة بكل الادوات التي تحول دون تمكين هذا الوباء من الانتشار في جسم الحضارة . واذا كان انتشار هذا الوباء يعكس فشل المدنية في تقديم الخدمات المقبولة للفرد خاصة في المجتمعات المتخلفة فأن ردود الفعل المدمرة لايجب ان تكون على حساب مابنته الدول وارواح الابرياء، كما ان الخطأ التاريخي الذي وقع عبر تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد اكّد بأن المنطقة تسير بأتجاه الهاوية . فقد ادركت دوائر القرار العالمي بأن ما بدأ يجري في الانبار هو بداية الرسالة الى العالم الحر ، ومالم تكن تلك الدوائر تحسب له اي حساب هو انها اشعلت النار قرب برميل البارود وربما لم ينتبه اليه واضعوا المخطط الذين كانوا يعتقدون بأن الخلايا النائمة في الانبار ستبقى نائمة لحين الحاجة اليها في اقلاق حكم الشيعة في العراق، لكنها وجدت نفسها في موقع تهديد حقيقي بعد التداعيات التي افرزتها القضية السورية وعدم وضوح نتائجها بعد عامها الثالث وبعد دخول عشرات الاطراف التي تصارح بالانتفاع من عهد مابعد بشار الاسد وبعد ان حاولت الولايات المتحدة الامريكية الضغط على العراق وايران بعدم مساعدة الحكومة السورية لكنها وجدت نفسها مجبرة على الندم والعودة الى منطق العقل الذي يقول بأن القاعدة يمكن ان تنقل المعركة الى العراق بعد ان توشك على خسارتها في سوريا ، وهذا مالاتتمناه بأعتبارها مرتبطة مع العراق بمعاهدة الشراكة الامنية التي تجبرها على التدخل لحمايته في حال تعرضه لأي خطر يتهدده ، لذلك بادرت الى تجييش التأييد المطلق للحكومة العراقية في حربها ضد ( الارهاب ) بشكل مطلق ابتداءا من دول الجوار وصولاً الى ابعد دائرة دولية وهي مجلس الامن الدولي الذي اعلن بالاجماع دعمه للحكومة العراقية في حربها على الارهاب . وهذا ماورد ايضا في بيان الاتحاد الاوربي والجامعة العربية وجميع الدول الكبرى التي اعلنت استعدادها عن تقديم كل الدعم المعنوي واللوجستي لمحاربة الارهاب . ولم يكن هذا الدعم نظريا ، اذ ان ذلك حصل بشكل فعلي من قبل امريكا وروسيا اللتان سارعتا بارسال شحنات الاسلحة بما فيها الطائرات والدبابات والاسلحة الثقيلة وكذلك الخبرات الفنية لمواجهة هذا التنظيم الدموي .
ان هذا الدعم اللا محدود الذي حصل عليه العراق في ظل حكومة المالكي لم يسبق لأي دولة في العالم ولا في التاريخ السياسي والعسكري ان نجحت في مثل هذا التحشيد لها . وربما يكون هذا دليلا على تطابق المواقف والافكار والمصالح بين دول العالم على مدى خطورة المنظمات الارهابية التي يمكن ان تنتشر في بلدانهم ، وبعض هذه الدول كانت ولا زالت تعاني من تداعيات الارهاب . ولهذا فكان قدر العراق والعراقيون ان يكونوا في مواجهة ارهاب التنظيمات المسلحة نيابة عن العالم او هكذا خطط لها . علما بأن الحرب بالنيابة هو قدر العراقيين في التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليست حربا بالنيابه
علي العبيدي ( 2014 / 1 / 24 - 17:08 )
وهل تعتقد حقا ان الارهاب يمكنه هكذا بكل بساطه ان يمسك ارضا او ينتشر بمجاميع في بلد ما بدون غطاء سياسي واجتماعي ودعم تكتيكي ولوجستي من قبل اطراف تشترك في تصدر المشهد العراقي!!!
الارهاب بدءا من القاعده واستمرارا مع داعش وغيرها هو استمرار للارهاب البعثي الذي ضرب بلدنا ابتداءا من شباط 1963 ولايزال مستمر وسوف يستمر الى ان تعترف الموروثات البعثيه المجرمه ان زمنها قد ولى وان الطريق الوحيد للعيش هو عن طريق عراق حر ودمقراطي ينتهج السلام وتداول السلطه عن طريق الانتخابات!!!
حينما تعترف مخلفات البعث وتستسلم الى حقيقة ان زمان الانقلابات والعمل المسلح قد انتهى الى غير رجعه سوف ينتهي الارهاب في بلدنا اما غير ذلك فان الارهاب سوف يستمر بضرب وطننا وشعبنا
اذن هي حربا ليست بالنيابه اطلاقا وانما هي حرب شعبنا التاريخيه المستمره مع عصابات البعث المجرمه والمتلونه دائما وابدا تحت مسميات اخرى

اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |