الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعور الدجال

مصطفى بالي

2014 / 1 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ثمة أحداث تتحول إلى مفاصل للتاريخ،محطات للتأمل،نافورة للعبر،برذاذ من الغربة والاستغرا ب،لا تحتاج إلى كثير من التفكير،تحتاج لبساطة الروح والرؤية،قليلا من البصر المستمد من البصيرة.
في مفاصل التاريخ،وبين غضاريفه،الكثير من المفارقات المضحكة المبكية للرائي فيما إذا كانت مازالت رؤاه قيد الاستخدام ولم يحلها إلى التقاعد المبكر.
في سوريا كما في غرب كردستان،ثمة حدثان يشغلان الرأي العام،مؤتمرون في عاصمة لم يسمع بها فقراء سوريا،وأشخاص لم يعرفهم ضحاياهم يوما على موائدهم التي تفوح منها روائح البصل,ثمة مومياءات محنطة تدعي تمثيلها للكرد أيضا,مؤتمرون جاؤوا من لجة المؤامرة,بين هؤلاء حضر كل ماجنوا الأرض وغاب ذوي الشهداء,غاب الذين تهدمت بيوتهم ومدنهم وقراهم,غاب عنها أولئك الذين ودعوا أعزة على الأفئدة دون لحظة وداع أوإلقاء نظرة أخيرة,ومع ذلك يغتصبون الشعب السوري والكردي جهارا نهارا دون حياء.
الحدث الثاني أيضا له بروتوكلات المؤتمرات،برائحة الدم الذكي،يحرسها مقاتلون كالحواريين،محرومون من كل ما يتمتع به المقاتل عادة من امتيازات،أمهات لهن آهات المجدلية إذ ترى فلذة الكبد تلقي بنفسها في مهاوي الردى،عوائل شاخ الدمع في مآقيها،تعلق صورة على الصدر لابن أو ابنة كما وسام الشرف الذي لا ينضب بفعل عوامل الزمن و لا يفقد رونقه بفعل التكرار,فهنا التكرار ليس قتًّالاً للجمال بقدر ما هو ترسيخ للرهبة و الخشوع.
المفارقة أن من يحضرون المؤتمر الأول كانوا هم هم جماعة المغارة و اختلفوا مع علي بابا لحظة طيش,وراحوا يشعلون النيران التي وقودها (ناس وحجارة سوريا)و لحق بهم مومياءاتنا المحنطة مصدقين أنفسهم أنهم يساوون ما أكثر من مجرد صوت نشاذ في صريخهم المُصِم لآذان الواقع.
في هذا السياق تصبح المزاودة مزادا علنيا لا خجل فيه ولا حياء تماما كأسواق النخاسة الكل يعرض فيها عورته الأبشع على أنها الأجمل,فمن كان ابناً لمواخير النظام في الأمس وخارجا من رحم سِفاحه قد صار بين يوم وليلة ثائرا يتهم أبناء السجون والمعتقلات بالتشبيح ومختلف النعوت عارفا تماما أنه كاذب أَشِرْ.
و في هذا السياق أيضا تذكرت طرفة لأحد مناضلي السجون السورية من المكون العربي في الجزيرة الكردية عندما خرج من السجن،زاره أحد الموميائين الذين يكرعان من خيرات جنيف الآن,حيث انبرى المومياء(ظناً منه أن المناضل العربي عديم الضمير مثله)بنعت أنصار حركة التحرر الكردستانية بأنهم عملاء النظام السوري،فما كان من الأخ العربي إلا أن رد عليه بكل هدوء:عزيزي المومياء,اعتقلني الأمن في القامشلي و ساقني للحسكة ومن ثم لديرالزور وبعدها حلب ثم حمص ثم دمشق,في كل هذه المحطات كنت أرى عبارات مكتوبة على جدران السجون تشير إلى أن كوادر هذه الحركة مرت من هنا بينما لم أرى اسمك واسم حزبك في أي سجن وعلى أي جدار.
جماعة علي بابا المجتمعون مع سادتهم في جنيف يتهمون الإدارة الذاتية بأنها خطوة انفصالية في حديثهم للمعارضة و أنها أقل من الطموح عندما يخاطبون المواطن الكردي بينما لا يتجرؤون النطق بكلمة كردي خوفا من سوط يلسع ظهرم في الغد القريب فالكفة مهما كان ميلها(للنظام أو للمعارضة)لا يهم.,سيكون السوط سيد الموقف
إن لم تصدقوا اسألوا العواصم الأربع في عشرة عقود مرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي


.. ما الذي يجمع بين المرشد الإيراني وتنظيم القاعدة واليسار العا




.. شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز