الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المهدي جمعة للشعب التونسي : شدوني لا ن... عليكم
سيف الدين عفانة
2014 / 1 / 25كتابات ساخرة
المهدي جمعة، مهندس تونسي من الكفاءات العليا في اختصاصه. وهو مهندس تخرج منذ 1988 من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس. وقد شغل عديد المناصب الهامة في عدة شركات أروبية فتعلم لغة الغرب وثقافتهم. إلا أنه لم ينسى كيف يتعامل مع العرب.. مع التونسيين.
فاليوم، وبعد أن أصبح رئيسا للحكومة بطريقة لا يعلمها إلا هو وبضع من اللذين رافقوه للتدريبات "الخارجية" شبه-السرية التي قام بها قبيل الإتفاق عليه. نراه وقد ابتدأ احتراف لعبة السياسة. فتصريحه الذي نشر بجريدة "الشروق" اليوم السبت 25 جانفي 2014 والذي مفاده أن "رئيس الحكومة مهدي جمعة قرر تقديم استقالته صباح اليوم في حال لم تتوقف الضغوطات المسلطة عليه من مختلف الأطراف والجهات السياسية "، هذا التصريح يمثل للسيد رئيس الحكومة والذي له مؤهلات كبيرة في التواصل والإنعكاف داخل "المطبخ السياسي" التونسي، بداية "التزحليق" أي بداية الدخول في "قذارة السياسة".
قد يستغرب البعض ويقول بأنه وعلى العكس، رفض أن يكون "لعبة" بأيدي "السّاسة المتجوّلين" الحالمين بتركيز قواعده عبر القرارات و "التّمَحْمِيسْ" على أصحاب الحكم ( ولو المؤقت) لغايات حزبية وشخصية... وهذا صحيح، ولكن المنطق الذي استعمله سي المهدي جمعة قد يبدوا اليوم "صيحة فزع" وصرخة " أنقذوني من الأشرار" ولكنها قد تتطور في المستقبل تحت نفس المسمّى الأول لتصبح نظرية "شدوني لا نـ.... عليكم" سيدة الموقف.
وللتوضيح فإن نظرية " شدوني لا نـ.... عليكم" تونسية 100/100، صنعت بتونس وتم تصديرها إلى كامل الوطن العربي. وباقتضاب فإن هذه النظرية تقوم على اتيان صاحبها بعمل "جيد"، وبمجرد حصول عرقلة ما، يطالب هذا السيد إما بإطلاق سراح كل صلاحياته أو بإضافة صلاحيات أخرى له وكأنه سيحمي الكرة الأرضية من نيزك مدمر. وتبتدأ هذه العملية ببعض الحقيقية وهو ما أشار له سي المهدي جمع أن بعض الأطراف تضايقه، ثم تنتهي بأن نتركه يفعل ما يشاء ضنا منا بأنه سيبقى على نفس الدرب سائرا.
هذه النظرية إذن ليست بالخطيرة اليوم ولكنها قد تستفحل في سلطتنا وتغدو بموافقة شعبنا الطيب والبسيط أول مسطبات الدكتاتورية القديمة إذا ما سلمنا بطهر وصدق وملائكية أقوال رئيس حكومتنا. هذا الرئيس الشاب الذي خطب السياسة منذ مارس 2013 وما لبث أن "دخل بها" سريعا اليوم واستطاع أن يبدأ "حملة" قد تكون انتخابية يظهر فيها ملائكيته ليس على حساب الأطراف الآخرين فحسب، وإنما على حساب عقول البسطاء الذين سيصدقون حتما أنه "الصادق الأمين" وسينطلقون في قيادة حملته الانتخابية بنفس الطريقة التي يقومون بها اليوم لنصرة وزير الداخلية لطفي بن جدو القاضي الذي تولى منصبه يوم 14 مارس 2013.
في الختام أقول أننا أبناء هذه الأرض، نعرفها أكثر من أنفسنا، فهي تتنفس من خلالنا. ونحن وإن كنا بالأمس بسطاء فقد علمتنا "الثورة" أن لا نثق بجهل في كل ما يقال خاصة من سياسيينا الذين يؤكدون لنا كل يوم أن السياسة ليست "علم وفن الممكن" ولكنها "فن قذر" .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فنان الفسيفساء بوزيغو يكرم ترامب وهاريس من خلال إحدى أعماله
.. الممثل الأمريكي ماركو رافلو يدعو للتصويت لكامالا هاريس
.. افتتاح معرض الفنان عباس الموسوي 50 عامًا من الفن والسلام
.. حلقة خاصة ولذيذة جدًا مع الفنان محمد القس?? في #معكم_منى_الش
.. درة سنة أولى إخراج فى مهرجان القاهرة السينمائى