الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الدماء السورية ( 5 - 5 )

كور متيوك انيار

2014 / 1 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


في الاونة الاخيرة بدات دور المعارضة السورية الذي يسمى بالمعتدلة تتراجع في الميدان ، بينما تقدم الجماعات الاسلامية المتطرفة و تنظيم القاعدة و هو ما اصبحت تشكل حاجزاً بالنسبة للولايات المتحدة فاي تغيير يطيح بالاسد سيفسح المجال امام الجماعات الاسلامية المتطرفة للسيطرة على سوريا لذلك لا تريد امريكا إن تخاطر بتقديم سوريا هدية للجماعات الاسلامية و تنظيم القاعدة ، و اصبحت تتريث كثيراً امام الحلول العسكرية في صالح الحلول السياسية . الولايات المتحدة و اسرائيل تميلان إلا إن يلعب النظام السوري الحالي دوراً رئيسياً في اي تسوية سياسية حتى لو لم يكن الاسد جزءاً من تلك التسوية ، إن اي تسوية من دون إشراك الاسد في تلك التسوية سيكون فيها مخاطر سياسية و امنية كبيرة بالنسبة لسوريا و كامل المنطقة .
إن الإتفاق الامريكي الروسي على نزع الاسلحة النووية السورية عززت من فرص إتفاق امريكي روسي على عقد مؤتمر جنيف 2 من اجل البحث عن إمكانية وضع نهاية للازمة السورية التي اصبحت عبء إقليمي و دولي للعديد من الدول لذلك اصبح لغة الحوار تسود بعد زمن طويل من ترجيح الحل الامني ، على الرغم من بدء اعمال مؤتمر جنيف 2 إلا إن فرص نجاح المؤتمر في وضع نهاية للازمة ما زالت ضعيفة جداً فهنالك العديد من العقبات التي ستعيق جهود التسوية و مخرجات المؤتمر في حال خرج المؤتمر باليات عمل لإنهاء الصراع لكن سيظل العديد من القضايا تمثل حجرة عثرة بالنسبة لعملية السلام منها تشديد المعارضة السورية على اهمية إن لا يشمل اي تسوية وجود بشار الاسد على سدة السلطة باعتبار إن الثورة السورية قامت من اجل الإطاحة به ، و هو ما سيعتبر بمثابة تراجع من اجندة الثورة لكن الاسد يعتبر إن ترشحه في اي انتخابات مرهون برغبة الشعب السوري و هي شرط ليس قابل للتفاوض و يتفق معه في ذلك كل من روسيا و ايران ، لكن يجب إن لا يكون بقاء الاسد في السلطة من عدمه عقبة امام حقن دماء السوريين ، فيجب إن يكون هدف المعارضة السورية هي تغيير السياسات و ليس الاشخاص ؛ بالنسبة للنظام السوري فلقد كانت تشترط على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 إيقاف كافة اشكال الدعم المقدم لما تسميه بالجماعات الارهابية و تنظيم القاعدة لكن من الواضح إن شرطها هذا وجدت اذاناً صاغياً من قبل الاطراف الدولية حيث سبق للولايات المتحدة إن اوقفت الدعم العسكري عن بعض المجموعات العسكرية المتقاتلة في سوريا و كذلك فعلت بريطانيا و تراجعت فرنسا عن لهجتها المتشددة تجاه النظام السوري الذي كان يدعم بقوة التدخل العسكري و تركيا ايضاً ادركت إن تلك الحرب لها ستدخلها في مصاعب امنية و إقتصادية جمة و هو ما يشير إن الموقف الغربي يشهد تراجعاً ملحوظاً .
شكلت مسألة مشاركة إيران في المؤتمر قضية عويصة حيث تارجحت مواقف العديد من الدول حول اهمية مشاركتها في المؤتمر و رفض المعارضة السورية مشاركة إيران في المؤتمر بينما إشترطت الدول الغربية الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا قبول إيران بضرورة تشكيل حكومة توافقية في الفترة الانتقالية و الموافقة على مخرجات جنيف 1 لكن ايران رفض المشاركة في المؤتمر باي شرط مسبق و حتى اللحظات الاخيرة من إنطلاق اعمال مؤتمر جنيف 2 كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد قدم دعوة لإيران للمشاركة في المؤتمر لكن ضغوط امريكية ادت الى سحب الدعوة بالاضافة إلا إن مشاركة إيران كانت ستؤدي إلى إنهيار المؤتمر قبل إنعقادها بعد إن ربطت المعارضة السورية مشاركتهم بسحب الدعوة من إيران و هو ما حصل فعلاً . إيران جزء اصيل من الصراع الدائر في سوريا لذلك اعتقد إن إستبعادها من المشاركة في اعمال المؤتمر لم يكن موفقاً ، لكن لن تعيق مشاركتها في تنفيذ مخرجات المؤتمر طالما سوريا و روسيا ستوافقان عليه .
مع بدء اعمال مؤتمر جنيف 2 إتجهت الانظار نحو سويسرا لعل خاتمة اعمال المؤتمر سيشهد مخرجات ربما تنقل الازمة السورية في إتجاه التسوية السياسية ، إمكانية خروج المؤتمر بخطط ينهي الازمة ضئيلة جداً ما لم يتوافق الاطراف الاقليمية المؤثرة في الازمة على ضرورة إنهاء العنف من سوريا ، إن خروج الاطراف الاقليمية مختلفة حول مخرجات جنيف 2 سيضعف اي عمل نحو التسوية ؛ إن عملية السلام السورية تحتاج إلى إرادة حقيقية من قبل النظام و المعارضة فمثلاً الاشتراط على ضرورة رحيل الاسد قبل القبول باي تسوية شرط تعجيزي و تركز اكثر على الاشخاص و ليس على بنية المطالب الثورية ، إن رحيل الاسد ليس ضمانة كافية على إن سوريا ستستقر بل إن بقاء الاسد و القبول بها من كافة الاطراف يحقق الاستقرار اكثر و ذلك في حال تقديم الاسد تنازلات حقيقية يقنع بها المعارضة .
إن خروج الاسد في الوقت الحالي من المشهد السياسي سيضعف الامال حول مستقبل باهر لسوريا لان الجماعات المتقاتلة في سوريا لها اهداف مختلفة و ليسوا جميعهم بالمتفقين حول اجندة معينة حول كيفية إدارة الدولة السورية ما بعد الاسد لذلك سيكون من الخطورة الدفع بالاسد خارج السلطة في الوقت الحالي ، إن إسرائيل التي تنظر للازمة السورية بعين الريبة تفضل بقاء الرئيس الاسد في السلطة لان رحيل الاسد ربما سيعجل بالنظام السوري بتقديم اسلحة متطورة لحزب الله في لبنان و هو ما سيشكل خطورة حقيقية بالنسبة لاسرائيل و تهدد امنها القومي لذلك هي تفضل بقاء الاسد بدلاً من صعود جماعات إسلامية مغمورة على سدة السلطة في سوريا ، كذلك الولايات المتحدة لم تعد متاكدة إن رحيل الاسد يحقق لها اهدافها الاستراتيجية في المنطقة بعد إن دخل تنظيم القاعدة في خط الازمة و التي لو إستطاعت الحصول الى مركز قوة في الدولة السورية الجديدة في إن تحول انظارها نحو اسرائيل التي تعتبر الهدف الاولى للجماعات الاسلامية المتطرفة ، بالاضافة إلا إنها ستشكل بؤرة لكافة الجماعات الاسلامية المتطرفة كما كان افغانستان معقلاً للارهابيين من قبل .
إن اي تسوية تنتج من مؤتمر جنيف 2 لن تصمد و لن تجد حظها من التنفيذ ما لم تتخلى الدول الغربية الولايات المتحدة – بريطانيا – فرنسا بالاضافة الى الدول العربية التي تسعى من اجل الاطاحة بالاسد خاصة دول الخليج مثل قطر و السعودية من دعمهم للمعارضة السورية المسلحة حتى لو بلغ الامر درجة إيقاف الدعم عن تلك الجماعات لان إستمرار تقديم الدعم السخي للمعارضة السورية تجعلها تتمرس خلف مواقفها ربما للحصول على المزيد من الدعم او لتحقيق اهدافها بعيداً من عملية السلام ؛ و اعتقد إن السعودية سيكون شيطان التفاصيل امام تسوية القضية السورية فمن الممكن إن تخضع قطر للضغوط الامريكية و توجيهاتها لكن هل ستفعل السعودية ايضاً ذلك ؟ .
إن الرئيس بشار الاسد فقد كل اسباب البقاء كرئيس لسوريا بعد كل تلك الدمار التي لحق بسوريا ، بالاضافة الى الانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان لكن كافة الاطراف من معارضة و حكومة يتحملان سوية ما الت عليه الامور ؛ إن نجاح عملية السلام متوقفة على الرغبة السورية حكومة و معارضة على تحقيق ذلك السلام اما إذا ظل المواقف الدولية تجد مكانة كبيرة لدى الطرفين فإن فرص تحقيق السلام ستتضاءل .

كور متيوك
كاتب و محلل سياسي مهتم بشؤون الشرق الاوسط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يحل مجلس الحرب بعد أسبوع من تقديم غانتس استقالته


.. كأس أمم أوروبا2024: مواجهات مثيرة في الجولة الأولى ورهانات س




.. هل تريد أن تتقدم في السن بطريقة صحية؟ ابتعد عن التلفاز


.. بعد سيطرتها على الجانب الفلسطيني.. إسرائيل تحرق معبر رفح




.. تقارير أميركية تتهم إسرائيل بتعطيل صفقة تاريخية مع السعودية