الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوري المالكي يضع أساسا جديدا للشراكة السياسية

أياد السماوي

2014 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نوري المالكي يضع أساسا جديدا للشراكة السياسية
(( لا تفاوض مع التنظيمات الإرهابية بما فيها القاعدة وداعش , ومن لم يكن لديه موقف صالح وقوي ضد الإرهاب أو من يمثل الإرهابيين , فهو ليس شريكا في العملية السياسية )) , خطاب واضح ومباشر لشركاء العملية السياسية في العراق , فالمالكي بهذا الخطاب قد وضع اساسا جديدا للشراكة السياسية , هذا الأساس يتمّثل في الموقف الواضح والصريح من عمليات القتل والإبادة التي يتعّرض لها الشعب العراقي من قبل القاعدة والإرهاب الدولي المدعوم من قبل السعودية وقطر وتركيا , فمن الواضح جدا إنّ الأوضاع الأخيرة التي جرت في الرمادي والفلوجة وسيطرة القاعدة وداعش عليهما , ودور بعض العشائر ورجال الدين في هذه الأحداث , قد كشف حجم المؤامرة التي يتعّرض لها الشعب العراقي وخصوصا فيما يتعّلق بدور شركاء الإرهاب في داخل العملية السياسية , وممولي هذا الإرهاب في الداخل والخارج .
ومعادلة يد مع الإرهاب ويد مع الدولة , لم تعد تنطلي على أصغر طفل في العراق , والعراقيون جميعا يعلمون علم اليقين أنّ التمويل والدعم الأكبر لهذا الإرهاب يأتي من داخل العملية السياسية و تحديدا من شركاء العملية السياسية , وهذا الدعم والتمويل متورط فيه أحزاب وشخصيات نافذة في مواقع المسؤولية , فالمسؤول الذي يهاجم الجيش العراقي ويتّهمه بالطائفية في الوقت الذي يخوض فيه هذا الجيش معركة حاسمة ضدّ هذا الإرهاب , هو بالتأكيد شريك لهذا الإرهاب , والسياسي الذي يطلب من الولايات المتحدة الأمريكية التريث بإرسال السلاح إلى الجيش العراقي هو أيضا شريك لهذا الإرهاب , ورجل الدين الذي يصدّر الفتاوى والبيانات لقتال الجيش العراقي هو أيضا شريك فاعل لهذا الإرهاب , وشيخ العشيرة الذي يستدرج الجنود من أجل الإيقاع بهم وتسليمهم لداعش لقتلهم , هو إرهابي بامتياز .
ومحاولات خلط الأوراق والتذّرع بالتهميش وضياع الحقوق , لم تعد مقبولة إطلاقا , فأي سخافة هذه ومحافظة الأنبار التي لا يتجاوز نفوسها المليون ونصف المليون والتي لا تساهم بدولار واحد في إيرادات الدولة العامة , لديها خمسة وزراء ونائب لرئيس الوزراء , في حين أنّ محافظة البصرة التي يتجاوز نفوسها الثلاثة ملايين نسمه والتي تساهم بتسعين في المئة من إيرادات الدولة العامة , لا يمثلها وزير واحد في الحكومة العراقية , فأين هو هذا التهميش بربكم ؟ .
أحداث الرمادي والفلوجة قد كشفت تماما الدور القذر الذي تقوم به قطر والسعودية من أجل إسقاط النظام في العراق وتفتيت الوطن العراقي , بالتعاون والتنسيق مع بعض شركاء العملية السياسية الذين عناهم المالكي في خطابه يوم أمس الجمعة , وهؤلاء الشركاء لم يعد لهم أي مقبولية في العملية السياسية القادمة , ما لم يكن لهم هذا الموقف الصالح والقوي الذي تحدّث عنه المالكي .
وزيارات المسؤولين العراقيين الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية , إن لم يكن قد تمّ التنسيق بها مع رئيس مجلس الوزراء الذي هو المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ سياسات الدولة العامة , فهي تندرج ضمن الجهود الساعية لإيقاف تسليح الجيش العراقي وإطالة الحرب مع القاعدة وداعش , فالمشاركة في الحكم تعني فضح الإرهاب وفضح كل من يقدّم الدعم لهذا الإرهاب , وتعني إنّ أموال الشعب العراقي هي للبناء والإعمار وليست لدعم الإرهاب من خلال الفساد وسرقة المال العام , وتعني التصدي الحازم لدعاة التفرقة الطائفية المتلبسين بلباس رجال الدين , وتعني الوقوف مع الجيش العراقي بحربه المقدّسة ضد الإرهاب , وليس التشهير به أمام العالم خدمة لأجندات السعودية دولة البغي ومنبع الإرهاب , وتعني التصدي لكل من يسعى لتهميش دور الحكومة المركزية في بغداد والتجاوز على صلاحياتها , وتعني التصدي لكل من يسعى للنيل من سيادة العراق .
اياد السماوي / الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر