الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة الأمريكية على طاولة البحث

فريد جلّو

2014 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مفهوم العولمة المجرد هو مفهوم إنساني جاء بعد الانجازات العلمية الهائلة في مجال الاتصالات ،الهدف من هذا المشروع الإنساني هو التقريب بين الشعوب اعتمادا على المنجزات العلمية والتكنولوجيا المتطورة بهدف نهائي هو خلق مجتمع عالمي تحكمه قيم الإنسانية والعدالة وصولا إلى تنمية قدرات البشرية على الأرض لخدمة مجتمع كوني جديد .
ولكن الرأسمالية عموما تحاول استخدام مفهوم العولمة وما توفر من منجزات علمية في كل
الاتجاهات ومن ضمنها الاتصالات لأغراض تتعلق بالهيمنة على العالم لزيادة مكاسبها المادية وتسخر كل قدراتها المادية لاستخدام تلك التكنولوجيا لصالح هيمنتها ولتبعد العولمة عن مفهومها الإنساني ، وبما إن العالم يشهد في هذه المرحلة وجود قطب واحد هو أمريكا صاحبة اكبر رأسمال وكارتلات عابرة للقارات وتدخل في النسيج الاقتصادي لأغلب دول العالم ، وإذا اتفقنا على ذلك يمكننا أن ننتقل إلى ما يعضد الرؤية بخصوص هيمنة رأس المال الأمريكي على مبدأ العولمة أي يجب أن نتناول بعض التفاصيل والمؤشرات ومنها المحاور التالية :
أولا : محور الأدب والفن إضافة إلى الإعلام عبر الفضائيات : نجد في هذا المحور إن إصبع الرأسمال الأمريكي موجود في عدد هائل من الفضائيات التي تعرض أفلام وأغاني وندوات سياسية ووووووو كلها تدور في إطار العولمة وباتجاه المشروع الأمريكي حتى إنها تسخَر رؤوس أموال الآخرين لهذا الغرض فمثلا ال mbc بكل محطاتها ولصاحبها الأمير السعودي تعرض مختلف أنواع البرامج الرياضية والأفلام ، والنظر إلى هذه البرامج بشكل سريع نجد إنها تتقاطع مع ما يدعيه النظام السعودي من أخلاقيات معينة فالأفلام تدعو إلى العنف والشذوذ الجنسي والمخدرات والسرقة والقتل ووووووووو برامج أخرى هابطة جدا اخذ يقلدها الصبيان المترفون الخليجيون مثل إعادة تصنيع السيارة بمواصفات معينة وهذا غيض من فيض .
السؤال هنا لماذا مثل هذه البرامج والأفلام التي تموَل من اكبر وأقدم نظام سياسي يدعو للتطرف الإسلامي ؟

ثانيا : محور الرياضة : قبل سقوط الاتحاد السوفيتي القطب الند كانت هناك رياضة الشطرنج وقد بذلت أمريكا جهود هائلة لخلق لاعبي شطرنج مؤهلين للفوز على لاعبي الاتحاد السوفيتي ولكنها لم تتمكن ، والآن بعد أن استفردت أمريكا بالعالم لم يعد احد يسمع بتلك المباريات .
كان هناك تطور ممتاز في العاب الساحة والميدان لدى دول المنظومة الاشتراكية ، لم تكن أي دولة بالعالم قادرة على منافستهم فكانوا يحصدون الميداليات الذهبية ببساطة في اللقاءات الاولمبية ، والآن انحسر الاهتمام بهذه الرياضة إلى الخلف مقابل الاهتمام برياضات أخرى من نوع العنيف التي تروج لها أمريكا ذات النظام الرأسمالي المتوحش ، كرياضة الملاكمة وقد تعددت في هذا المجال أساليب الملاكمة ، ورياضة المصارعة وهي أيضا تشبه الملاكمة في تعددها ، ورياضات أخرى عنيفة لا يسع هذا المقال تعدادها .
المهم هنا العنف والمهم هنا الرهانات حتى إن الأمر تطور إلى شقين :
الأول مصارعة وملاكمة غير مسبوقة تستدرج المراهن والمتسابق والمتفرج إلى دائرتها
والثاني تطور الألعاب من هذا النوع لتصل إلى قاعات مغلقة بعيدة عن القانون وتشبه إلى حد كبير ما كان يجري من سباقات موت في القرون الوسطى .
حاولت الولايات المتحدة فرض رياضة كرة القدم الأمريكية على العالم ، تلك الرياضة التي فيها الكثير من العنف والتي تسمى بالرياضة مجازا وهي أشبه بصراعات حيوانات الغابة ولكنها فشلت على صعيد رياضة كرة القدم وكأي رياضة أخرى في مفهوم الرأسمالية فهي تجارة مربحة وهي اتفاقات خالية من القيم الرياضية وهي استثمار خسيس وهي أخيرا وليس آخرا رهانات ، فاللاعب ممكن أن يشترى ويباع من نادي إلى نادي ومن دولة إلى دولة كأي سلعة وممكن أن يتفق على خسارة فريق مقابل فريق آخر مقابل مبلغ من المال ، ولكن الحصيلة إن اللاعبين في الملاعب يركضون وراء الكرة وينجزون انجازاتهم مع احترامي لهم ولكن دون أن يعلموا إنهم لا يفرقون كثيرا عن خيول السباقات أو كلاب السباقات والقائمة تطول من السباقات من هذا النوع والرهان رديفها ، فما عادت الرياضة رياضة وما عادت هناك متعة في أي نوع من الرياضة .

سؤال أوجهه لكل من ينحاز إلى فريق معين : هل إن انحيازك لذلك الفريق هو من منطلقات وطنية أم من منطلقات فنية يتمتع بها ذلك الفريق أم ماذا ؟ أنا على يقين لن أجد جوابا شافيا لان المسألة تتعلق بالعواطف فقط .
رأيت شبابا عراقيين وصلوا لحد التشابك بالأيدي يدافع كل منهم عن فريق أوربي ،الأمر ليس مقصورا على العراقيين بل ما زالت في الذاكرة أحداث حصلت في الأمس القريب من نزاعات بين مشجعي الفرق في الملاعب الأوربية وصلت حد الاقتتال ، ولسنا بأحسن حال منهم فقد حصل نفس الشيء في ملاعبنا .
سؤالي الآخر كيف لدولة أو لنادي مشهور من نوادي الكرة أن يفتخر بفوز تحقق على أيدي لاعبين أجانب ، هكذا كانوا وهكذا هو الآن وعلى سبيل المثال في دول الخليج حيث تفوز فرقهم أما بالرشوة أو باستخدام لاعبين أجانب من أي جنسية كانت مقابل أجور ، فأي فخر في ذلك إذا كانت النقود هي الحاسمة فأي رياضة تلك وأي عولمة تريدها أمريكا ؟

وأخيرا إن أمريكا تريد العالم تحت هيمنتها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وكأن العالم عجينة ممكن أن تشكلها بما يخدم مصالحها ومصالح الرأسمال الأمريكي المتوحش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة