الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه الألم ، أوجاع الحزن في القصيدة ...

جابر حسين

2014 / 1 / 25
الادب والفن


من المعلوم الشائع في الناس أن العلاقة بين الشعر والألم ملتبسة جدا ، وتأخذ ذلك الألم بأوجاعه وأقنعته الكثيرة المتنوعة إلي ملامح القصيدة ، فصرنا نراه ، ذلك " الألم الذي يضئ " علي قول توفيق صائغ في العديد الكثير من القصيدة الراهنة ، يستوي إندياحه الغريب المثير عن الشعراء والشاعرات ، ولست أظنني أغالي إن قلت إنه أكثر ما يبدو عندهن ! تري ، هل غدونا – بسبب من ذلك الانتشار كله ، في اليقين بأن الشعر لا يأتي إلا من بؤرة الألم وبمقدار توهجها في الذات الشاعرة ؟ و ... هل يأتينا كل ذلك الألم بسبب من فقدان التوازن بيننا وبين الأشياء ، بيننا وبين أنفسنا بسبب من الخسارات الفادحة وتداعياتها عميقة الغور في وجداننا التي لا تكف عن مطاردتنا في كل مراحل حياتنا ، فيشرع الشاعر والكاتب والفنان ينضح إبداعه ألما ومواجع لكي يشفي – نفسيا ووجوديا – من محارق الألم ، ولكنه – وتلك هي المفارقة المؤلمة هنا – ما أن يشف حتي يبدأ يكون منغمسا في بلبال ألم جديد ، فيكون في تلك الحلقة التي لا تكف عن الدوران الغريب علي وجوهها كلها لتكون – من بعد – وجها باديا في القصيدة ، لربما يراه البعض الكثير " مضيئا " ومزهرا في القصيدة بل يرونه من ضرورات ملامحها ، بينما آخرون يرونه مقعدا بها في موضع الراهن فلا تؤشر للغد وللمستقبل ولا تقف معاضدة لرؤية الناس في دروب نضالهم في الحياة ! لقد رأيته ذلك الألم كثيرا هنا ، بل – ويا للغرابة – وجدته في شيوعه الكثير في قصيدة الشاعرات ، وتمدد عندهن ليكون في صحبة الحزن الكثيف الذي يلبس قصائدهن أردية السواد ! وكم وجدت عندهن – عند تأملي مثل تلك القصائد – بعضا كثيرا
من " المازوشية " ، لكأن الواحدة منهن تستمرئ ألمها وتستلذ له حين تجعله في ملامح قصيدتها ! شيئا من ذلك قال به صادق جلال العظم في كتابة " الحب والحب العذري " الذي أعتبر فيه أن العذريين هم الذين اختاروا مصائرهم الفاجعة تلك ، مفضلين أن يتحولوا بقصيدتهم إلي " ندابين " علي دروب الفقدان والألم ، وأن يخسروا حبيباتهم لكي يربحوا الشعر والخلود ، تتيحها لهم " نرجسيتهم " التي تدعهم في مفارقة القطيع الذي تنتهي حياتهم بزواج عادي وتقليدي وفق أعراف القبيلة وتقاليدها ، ليصبح – بعد قليل – ذلك الزواج نسيا منسيا ! هذه الحالات " المرضية " في القصيدة ، وهذه الأحزان كلها ، وهذا الألم النازف بالوجع عالي الصوت ، هل ، حقا ، تحتاجه القصيدة الآن ، و ... الآن بالذات ؟
هذا ما أنظر إليه وأتأمله مليا في راهن القصيدة ، وأكثر ، ما بوسعي ، من التساؤلات ، ودونما كلل أبحث عنها الإجابات !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا