الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدروس المستفادة من 25 يناير إلى 30 يونيو

اسلام احمد

2014 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


نجح الشعب المصري بعد عامين فقط من ثورة 25 يناير في إسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين وهو أمر نادر الحدوث في تاريخ الثورات , البعض أعتبرها ثورة ثانية ضد حكم الجماعة بينما اعتبرها البعض الآخر موجة ثانية من ثورة 25 يناير , وبغض النظر عن توصيفها فالمؤكد أنها أبهرت العالم إذ لأول مرة في تاريخ مصر يخرج هذا العدد من البشر الذي وصل حسب التقديرات الغربية إلى 30 مليون متحدين خلف هدف واحد

في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير أجد الربط بين الثورتين واجب فهما متكاملتان إلى حد كبير إذ تعتبر الثانية نتيجة للأولى أو بمثابة تصحيح لها فبينما فشلت ثورة 25 يناير في تحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فقد نجحت ثورة 30 يونيو حتى الآن في انجاز دستور جديد يؤسس لدولة مدنية حديثة ونظام سياسي ديمقراطي

والسؤال لماذا فشلت 25 يناير بينما نجحت 30 يونيو؟ , الإجابة في تقديري بسبب مجموعة أخطاء ارتكبتها كل الأطراف بدرجات متفاوتة وعلى رأسها المجلس العسكري حين أدار البلد بشكل منفرد رافضا فكرة المجلس الرئاسي وانحاز مع جماعة الإخوان المسلمين إلى خيار الانتخابات أولا قبل وضع القواعد البديهية متمثلة في الدستور متصورا أنه بإمكانه اقتسام السلطة مع الجماعة , وهو مسار خاطئ ومعكوس يشبه إلى حد كبير وضع العربة أمام الحصان بينما كان يتعين وضع الدستور أولا قبل إجراء أي انتخابات , ولأن جماعة الإخوان كانت هي الفصيل الوحيد الأكثر تنظيما واستعدادا لخوض الانتخابات فقد كان من الطبيعي أن تصل إلى الحكم وأن تنفرد من ثم بوضع الدستور وتأسيس النظام السياسي الجديد

والحقيقة أنه أتيحت أمام جماعة الإخوان فرصة تاريخية لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير وبناء نظام سياسي ديمقراطي ولكنهم أهدروها بمحاولتهم التمكين والسيطرة على كل مؤسسات الدولة وتصفية الحسابات معها مقصين كل الفصائل السياسية الأخرى وفشلهم في حل مشكلات الدولة والمجتمع فضلا عن تنفيذ مخططات خارجية في المنطقة لا علاقة لها بالأمن القومي المصري مثل نصرة سوريا وبيع قناة السويس لقطر وتمكين حركة حماس من سيناء!

لذا كان من الطبيعي أن تقوم ثورة أخرى ضد حكم الجماعة , المدهش أن عدد المصريين الذي خرجوا في ثورة 30 يونيو فاق أضعاف عدد المصريين الذين أسقطوا نظام مبارك , وفي تقديري أن ذلك التفاوت لا يعكس كرها في مرسي أكثر من مبارك بقدر ما يعكس خوف المصريين على بلدهم من الضياع تحت حكم الإخوان , فرغم أن نظام مبارك كان فاسدا ومستبدا إلا أن المصريين لم يستشعروا في عهده خطرا على الأمن القومي المصري كما استشعروه في عهد مرسي وهو ما دفعهم إلى الخروج بالملايين , فإذا كانت ثورة 25 يناير ضد الفساد والاستبداد فان ثورة 30 يونيو ضد الفشل والكذب والنفاق والخداع والاستحواذ والإقصاء والخيانة العظمى

العامل الثاني الذي أعتقد أنه وراء هذا التفاوت الكبير في العدد بين ثورة يناير وثورة يونيو هو حاجز الخوف الذي كان قائما أيام حكم مبارك ثم انكسر بعد قيام ثورة 25 يناير

نعم فشل المجلس العسكري والإخوان في إدارة المرحلة الانتقالية الأولى وتحقيق أهداف ثورة يناير بينما نجح الفريق السيسي في إدارة المرحلة الانتقالية الثانية بعد 30 يونيو لأنه أعتمد مبدأ الشراكة وقام بتشكيل حكومة انتقالية جيدة بناء على معايير الكفاءة نجحت في إنقاذ السفينة بعد أن كادت تغرق كما نجحت السلطة الانتقالية في تشكيل لجنة تأسيسية محترمة ومتوازنة تمكنت من وضع دستور جديد يليق بمصر يضمن تحقيق أهداف ثورة 25 يناير في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية , بقى أن يتم تنفيذ ما جاء في الدستور وألا يكون مجرد حبر على ورق وهي بالقطع مسئولية الرئيس القادم والحكومة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ