الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنيف ، والمعارضة ، والظرف التاريخي

محمد زكريا السقال

2014 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ما كان ذهاب وفد الإئتلاف الى جنيف بهذه البساطة، فكثير من العوامل والمعارك خيضت كي نستطيع ان نقنع الأكثرية ونتخذ قرارا بالذهاب محصنين بثوابت أولها عدم التفريط بدماء ضحايا ثورة الحرية والكرامة وحلمهم وأملهم بتحقيق بناء دولة المواطنة والمؤسسات بقانون ودستور وعدالة وقضاء، وانتزاع قرار دولي يشكل ضمانة للإنتقال للديمقراطية وترحيل نظام العسف والقتل والإجرام. نحن نعي أن جنيف قد لا يشكل ولا ينتج هذه الأهداف، إلا أننا أمام مؤتمر دولي يجب أن يكون الشعب السوري حاضرا وقادرا على دحض كل هرطقات النظام الذي لا يريد جنيف ولا يريد أي حل سياسي وهو جزء من المعركة وأحد محاورها القتالية.
لا يمكن لجنيف ان ينجح اذا أعتقد المفاوضون أن المعركة هي طاولة المفاوضات فقط وبعض حرتقات النظام وجدل حول سوريا. كما لا يعترينا الشك من أن التفاوض في جنيف هو معركة مركبة شائكة، وتحقيق اختراقات تشكل أهمية خاصة وانه سيحرض الكثيرين على كسر حالة البلادة والجمود وهو ما يدعونا للتداعي على خط مواز للعب دور يسهم بتصليب الاداء
1 ـ تأييد الوفد المفاوض وتحذيره من التفريط ومتابعة ادائة ضمن العملية التفاوضية والتذكير الدائم بالمحددات التي انطلق على اساسها وتحديد المخاوف
2 ـ فتح ملف الثورة ونقد التجربة وحالة الإختطاف التي تمر بها وتسليط الضوء على الأطر المتطرفة الغريبة التي دست بجسد الثورة وضرورة التصدي لها .
3 ـ التداعي من أجل انضاج توافقات وطنية بالتوازي مع وجود وفدنا المفاوض ، وعقد لقاء وطني يضم كل قوى المعارضة والحراك كي نتوصل لانتاج ماكينة وطنية تدير الصراع وتحسم الوضع لصالح سوريا ووحدة شعبها وأراضيها .
مع دخولنا الى استحقاق جنيف واجهتنا ردود فعل على مستويين:
1 ـ المستوى الشعبي وهو ملفت للنظر ويدلل على ان شعبنا سابق بكثير من الحيوية والوعي العفوي، على خلاف بعض المتنطعين الذين يسمون أنفسهم معارضة ،، فقد رحب شعبنا وهلل للذهاب لجنيف وكانت مطالبه ومخاوفه تدلل على عدم العودة للوراء والتأكيد على مطالب الثورة التي اطلقها وتحرك من اجلها وقدم لها التضحيات الجسام.
2 ـ المستوى السياسي لاداء بعض أطر المعارضة التي هللت وطبلت سابقاً لجنيف وللمشاركة به، وأعرضت عنه عندما حان أوانه وبدأنا نسمع نحيبها وحجج عدم التمثيل الحقيقي للقوى الديمقرطية....الخ - مع نغمة عدم تمثيل الداخل التي باتت تستعمل بغير وجه حق- اشتراك النظام نفسه في حرصه على تمثيل المعارضة الحقيقية وغيابها عن مؤتمر جنيف (كيف تتلاقى المصالح هنا ، طبعاً دون تشكيك) . وأطر أخرى لا يمكن وصف ادائها الراهن إلا بالبلادة السياسية، حيث قررت عدم المشاركة في جنيف، وهذا ما يمكن توصيفه بالعجز والإجترار والإدعاء دون رؤية متبصرة تنطلق من عدم الهروب من الاستحقاقات التي سوف تؤثر على مصير شعبنا وبلدنا، ومسؤولية لعب دور الرافعة السياسية لثورتنا وآمال شعبنا.
وللأسف ، حملات الردح والتخوين وانتظار الهفوات للشماتة، نراها يومياً، عبر وسائل الاعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، لكنا نرى جعجعة وليس في حقيبة أحد خيارات عملية تسهم في ايصال ثورتنا الى بر الأمان.
لنا ملاحظات كثيرة على جنيف كما على المناخ الذي يعقد به، لكن من ذهبوا الى هناك يتكلمون باسم معاناة شعبنا وطموحاته في التغيير والانعتاق من نير الاستبداد وعلينا تصليب موقفهم حتى يتمكنوا من اداء هذا الدور وتحمل هذه المسؤولية. نحن نراهن على أداء مقبول ونرى ضرورة دعمه والإلتفاف حوله، من زاوية تحصينه، مع التحذير من تقديم تنازلات مجانية، كما نذكر بانه لا بد من المطالبة بالإنفتاح على الجميع وبالاستشارة وتهيأة المناخ لكي نعود ثورة بسياسة وبرامج وأداء
يعتقد بعض معارضينا بضرورة وجودهم شخصياً في كل المواقع وبامتلاكهم للحقيقة المطلقة، هؤلاء كلهم لا أستثني أحدا منهم فعلاً يعتقدون أنهم فعلا يمتلكون الحقيقة !! ولا يأتيهم الباطل! ولا يقومون بتقديرات خاطئة ! هم ملهمون وقادرون ووجودهم ضمانة للنجاح!! بالاختصار نحن أمام مفترق تاريخي يا حبذا لو تواضع بعض معارضينا كي يريحونا من بعض هذياناتهم، فلدينا كثير من العمل - فسوريا ومستقبلها فوق كل أمراضنا يا "سادة"-.
يعتقدون ان الذهاب الى جنيف جاء هكذا وبسماء صافية، هم لم يدركوا المعركة التي خيضت للوصول الى وثائق ومؤتمر القاهرة لضبط أداء المعارضة السورية تحت محددات سياسية واضحة. البعض منهم كان جزءاً من هذا العقل الذي عمل على افشال نتائجه والحد من تطويرها، كما انهم لم يلحظوا العمل على توسعة الائتلاف ولم يروا فيها سوى معركة ضارية على امتيازات زائفة لهم، تلك المعركة التي بذل فيها الكثير من الوقت والجهد كي يحسم أمر الوقوف بوجه سرقة الثورة وخطفها، لم يرغبوا في رؤية كيف عمل آخرون وبهدوء النمل لتحريك السياسة لكي تكون وطنية والنضال المستميت لانتزاع القرار الوطني السوري وسيادته، ومن ثم معركة جنيف التي لا نعول عليها إلا بما تشكل حالة عصف لبعض العقول التي توقف نموها السياسي عند مرحلة معينة، فقد تخطاها الزمن وعلكها الموت ولكن للقدر أن يضع مآسيه للعبرة والإعتبار...ولنا بردود فعل بعض من المعارضة أجار الله منها الوطن والمواطن من غلوائها عبرة ومثلا ،، إلا ان ما يشجع ويعزي ويفرح ان هناك شعب مازال على مصمم على انتزاع الحرية والكرامة وتسفيه هؤلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم