الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورجية

سالم لعريض

2014 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


حكيم الثورة : " الثورة قد تستمر مائة عام ... وما على قصيري النفس إلا أن يتنحوا جانبا "إن الإرادوية سلوك طفولي يساهم في بقاء الوضع على ما هو عليه أو تزيد في تعفينه و يمكن تشبيهها بمحاولة إدخال رجلا مقاسها 50 في حذاء مقاسه40 أو العكس بالعكس فلن نتحصل على راحة الرجل حينها-الإرادوية هي أن تريد تحقيق ما تتمناه دون أن تقرأ حسابا لموازين القوى ولا لقدراتك الحقيقية ولا للواقع الموضوعي . وعندما لا ترى أمنيتك تلك - ومن الطبيعي أن لا تراها - تتهم الجميع بالخيانة والفشل والتآمر والعجز والغباء إلخ... .الإرادوية هي أن تكون عامل إحباط عزائم وعرقلة لجهود من تقاسمه نفس الخندق بتعلة أنك تريد الزبدة وثمن الزبدة , إنها ميزة قصيري النفس الذين يتناسون أو لا يعرفون أن هناك فرقا بين المعارك والحروب فيطلبون نصرا سريعا لم تتوفر شروطه بعد .
أصحاب تحليلات الكعكة واقتسامها و مقولة أن ما يحدث هو صراع على الكراسي يعتبرون أبرز مثال للإرادوية اليوم . سلوكهم هذا هو عين ما يقوم به النعام حين يدفن رأسه في الرمال ويتخيل أنه في مأمن من الخطر لمجرد أنه أصبح يرى كل ما حوله أسود قاتما لا فرق فيه بين الحصى والرمل .
مروجو هذا الخطاب ينقسمون لثلاث فصائل رئيسية : شق أول يتكون من أنصار الحكومة السابقة /اللاحقة وممن سلموا البلاد للجراد الذي يحتلها . هؤلاء استعاضوا عن مراجعة مواقفهم و النظر لنتائجها الكارثية بركوب حصان الثورية الزائفة والمزايدة على الجميع بدون استثناء , شق ثان يتكون من الذين استعذبوا الراحة النفسية التي يوفرها الجلوس على الربوة وإطلاق السهام في جميع الإتجاهات فامتهنوا" التنبير" و أحاديث المقاهي. و شق ثالث يتكون من مجموعات سياسية صغيرة خطابها ثوري في الظاهر وسلوكها يميني في الواقع .هذه المجموعات نظرا لانفصالها عن الواقع أصبح يعنيها التباهي بالنقاء الثوري أكثر من السعي للخروج بالبلاد من مأزقها حتى يخيل للملاحظ أنها لا تعي خطورة اللحظة الراهنة .
هذه الأصناف الثلاثة تلتقي سواء ب"الفعل" أو ب"القوة" في كونها تمثل عبئا كبيرا على الثوار و داعما مهما لحكومة الأمر الواقع . ففي الوقت الذي استعد فيه أنصار النهضة وتابعوها وإرهابيوها لاحتمال فشل الحوار الوطني بتشكيل مجلس سموه "مجلس دعم الثورة" و الدعوة ل"قصبة رابعة" وتخزين ما تيسر من الأسلحة قام هؤلاء وهم المحسوبون على المعارضة بشحذ خناجر المزايدات الطفولية لذبح الاتحاد والجبهة الشعبية وبعثوا منابر للعنتريات وحسينيات للنديب والبكاء و التخوين .
إن مقولة" الكل يتحمل المسؤولية بنفس القدر" - مقولة نهضوية المنبع طالما رددها حسين الجزيري وعبد اللطيف المكي على شاشات التلفزيون و أصبح من اليسير ملاحظة أن بعض الصفحات الإخوانية الهوى و التي ساندت طويلا راشد الغنوشي وأبناءه هي أبرز من يروج لها - لا غاية لها إلا عزل الطبقة السياسية الثورية عن الجماهير الشعبية ومنع أي تغيير في موازين القوى حتى تبقى خاضعة ل"شرعية " مونبليزير التي لا تنتهي .وهي ليست مجرد خطاب يتم تسويقه بل هي تكتيك كامل يسهل تحويل العمل السياسي إلى "كنتونة" بعيدة عن أعين الشعب تتحول حينا إلى سوق للمضاربات بالنسبة لمن يقبل البيع والشراء (أنظر سوق نواب التأسيسي ) و إلى جحيم بالنسبة لمن استعصى عليهم شراءه ( يخير بين الصمت أو كتم صوته سواء عبر التشويه و الكذب أو التهديد أو حتى الإغتيال ).
...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية