الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعاج الله

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2005 / 6 / 22
الادب والفن


نحن النعاج ،
ندلي بثغائنا ،
والثغاء هو عين الصوت،
لبّيك ! لبّيك!
نحن الذبيحة في الأعراس ،
و المآتم.
و ما أحوجنا لراع ٍ !
يرعى كرامتنا ،
ونحفظ له الفروج .

إنّ الله أفرد ظله علينا ،
لكي لا نضلّ،
وهو أحكم الحاكمين،
ظلّه سيبقى راعينا ،
ما دمنا متّقين عذابه الأليم،
وراعينا خير الرعاة ،
بايعْنا مندوب الله ،
فقال في خطبته القصيرة:
" حي على الفلاح،
وحي على الصلاح " !

لن نحيد عن سبيله القويم ،
وسنبقى أوفياء لأننا أشرف المخلوقات،
وإنّا له لمطيعون.

مثقّفين ،
نثغو ،
نهتف بحياة الظل ،
وطنيين ،
صدريين ،
هيئة فدائيي الحبيب والروح ،
جند الإمام ،
فرسان صلاح الدين ،
كلّنا نفتدي ظلَّ الله بسحق الورود،
وتمزيق الرؤوس،
كلّنا نعاج الله
و لراعينا مطيعون.
نثغو :
عاش ! عاش !
وما الفرق بين "باش"!* و "جاش"،**؟
طالما راعينا يموت في سبيل الحق ِّ ،
ويستطيع أن يعدل في الأرض بإذن ربّه ،
أو في السماء.

إلى أمام ! إلى أمام !
لا تفوّتوا هذه الفرصة النادرة
في سبيل خضرة المراعي،
ولأجل رقرقة الدماء الزاهية،
ولكي تبقى السكاكين حادة أبدا،
فأنتم عاجزون عن تناول الرمال.

كلّنا نعاج الله ،
وظلّه الإمام راعينا .
ندلي بثغائنا في خُرج الوفاء،
فلا يشعر أحد بما يسرقون ،
ولا يسمع عصفور ما يقتسمون،
وبمَ يُقسمون.

لا نريد أن نتأخر عن القافلة ،
فهذا قدَرُنا،
وإنّا له لصاغرون.
فيا بلاداً ترثيها الشموس ،
و تلطم الأقمارُ لها الخدودَ !
يا مسرح الهزل من الأزل،
كم أنت ِهزلية حين يصعد فنانوك الخشبة ،
ليمثلوا مأساة النعاج في ليالي القدْر وأيام القدَر!

ندلي بثغائنا،
نضرب على طبول مصنوعة من جلودنا المقدّسة،
نحن نعشق مصيرنا،
نموت في سبيل قَدَرنا،
فدائييين مجرّدين من السلاح و الرماح المصقولة في جنائن الفردوس ،
كلنا في الثغاء سواء
لتلعب الريح بلحانا،
ليبلل المطر عويناتنا الغليظة.

عمالا ، رأسماليين و قوادين و مومسات ،
أتقياء مقيمين في ديار العفّة والطهر،
محصناتٍ في الحريم،
شحاذين أمام بيوت الله و باب حرم زين العشيرة،
بيّاعي عبّاد الشمس في مقهى الشعب في السليمانية ،
لواطيي الباب الشرقيّ،
سحاقيات يتجاهلن أحكام السحاق ،
محللين سياسيين وأساتاذة الإقتصاد في جامعات الأمجاد،
كلنا يحدونا الأمل باشراقة بهية للإمام ،
كلنا بشائر خير ،
بجنائن في الأرض لن ندخلها إلا بعد دخولنا جنان السماء.

فليقولوا إننا حمقى،
نحن لنا أصواتنا،
أصوات يحبّها الإمام ، أيّما حبّ!
وهي أجمل هدية نقدمها له في الأعياد
والمآتم مخضّبة بدمائنا القانية،
و ملتهبة بأنفاسنا ،
ومعطّرة بأريج الجهاد.

يا بلادي!
يا أرضا شاسعة تُرعى فيها أفضل الأغنام،
يا صاحبة آلاف البقرات الحلوب،
أحبّكِ حتى الرمق الأخير ،
أعبدك عبادة ،
وما أسعدني حين أمزّق بطون أعدائك !
فمهما كان غدر الزمان ،
ورغم عنفوان أعدائك ،
نحن أولاد الطيبة والحماقات،
نحن الغيارى ،
وأشرف البشر ،
ندلي يأصواتنا ،
أو بثغائنا ،
لراعينا ، وكيل الله .

‏20‏‏/‏06‏‏/‏2005‏


* باش و جاش كلمتان كرديتان تعنى الأولى " جيد" والأخرى تعني " جحش"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا