الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واوي مع وقف التنفيذ

جواد البياتي

2014 / 1 / 27
كتابات ساخرة


قصة قصيرة
( واوي) مع وقف التنفيذ
في احدى القرى الواقعة على اطراف مدينة العمارة ، كان هناك رجل اسمه ( واوي ) يعيش وحيدا فقير الحال يتجول بين بيوت القرية لبيع بعض مستلزمات العوائل التي يأت بها من المدينة مثل الابر والخيوط الملونة والامشاط الخشبية ومكاحل العيون وبعض الحلي الكاذبة كالسوارات والاقراط والقلائد ويمكن ان يلبي ايضا بعض طلبات البنات ونساء القرية من بعض انواع الاقمشة الرخيصة والنورة في حال التوصيات الخاصة جدا .
ورغم ان واوي رجل معروف في القرية الاّ انه خجول ولا يحب مخالطة احد حتى انه لايشارك اهل قريته في الحضور الى ديوان شيخ العشيرة مساءً. ويفضل الاعتكاف في بيته بعد العمل ويعتبر ذلك اصلح فالعلاقات العامة في رأيه لاتجلب سوى وجع الرأس . وكحال اهل قريته يسكن في كوخ صغير من قصب البردي ملبوخ ببعض الطين في سطحه قام بصنعه لوحده دون مساعدة . ولا يتذكره اهل القرية الاّ عند حاجتهم الى بعض المستلزمات .
في هذه القرية كانت هناك امرأة عجوز تسكن كوخا في اطرافها ، لامعيل لها تعيش على مايجود به اهل القرية ولديها بعض الدجاج الذي يتكاثر تلقائيا فتأكل منه وتبيع القسم الآخر . لاحظت العجوز ان عدد دجاجاتها بدأ ينقص بشكل ملحوظ ، فشكت امرها الى جارتها بأن ( واوي ) يسطو على دجاجاتها فيسرق دجاجة ويهرب . نقلت هذه الجارة لزوجها ما يجري للعجوز واخبرته بأنها تتهم واوي بذلك ،نقل هذا الخبر الى شيخ القرية فأستدعى واوي ووبخه امام الديوان بأنه سيرغمه على دفع تعويض للعجوز اذا لم يثبت عكس ذلك خلال اسبوع ، وراحت تتوالى السرقات وتتكاثر شكاوى العجوز لزوجة جارها وهذا بدوره يخبر الشيخ الذي يقوم بدوره بتوبيخ واوي امام الديوان .وراح واوي يدفع مايفرضه عليه الشيخ من غرامات ولم يجدي نكران واوي لما يجري وقسمه امام الجميع بأغلظ الايمان . بدأت نقوده تنفذ قليلا قليلا وادرك انه على وشك الافلاس . فوجد نفسه مضطرا لحماية دجاجات العجوز من اللص الحقيقي . في احدى ليالي الشتاء المظلمة شاهد واوي شيئا يتحرك باتجاه بيت العجوز فتهيأ نحو الهدف فوجده حيوانا اقل حجما من الكلب فأختبأ ليرى مايجري ، وهنا سمع ضجيج الدجاج وخرج الحيوان قابضا بين فكيه على دجاجة تحاول التخلص منه ، فما كان من واوي الاّ ان يهوي ( بمكواره ) على رأس ذلك الحيوان فأرداه قتيلاً فأفلتت الدجاجة منه وهي جريحة في حالة يرثى لها .
انبلج الصبح واذا باللص ثعلب اعتاد على غزو بيت العجوز وسرقة دجاجاتها . فلما تبين لها الحق من الباطل ، استغفرت ربها . اما واوي فقد حمل الثعلب على كتفه مع ضحيته الدجاجة الجريحة الى منزل شيخ القرية الذي تسبب كثيرا في ايذاء واوي . ولما ظهر للشيخ سوء تقديره دعاه الى جلسة الديوان المسائية واهداه احدى دشاديشه العتيقة الخارجة من الخدمة . ودجاجتان تعويضا لما لحقه من حيف ، ودعا العجوز الى مراقبة دجاجاتها ومن ( واوي ) تغيير اسمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية