الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكم داعش الميدانية , ظاهرة تأريخية وبعثية

حسين الشويلي

2014 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


محاكم داعش الميدانية , ظاهرة تأريخية - وبعثية
حسين الشويلي
(( الرحمة والخلود لشهداء الجيش العراقي المستبسل في الدفاع عن الوطن والأنسان ))


الداعشيون معبأون بتناقضات التأريخ , وسفالة ملوك الجنس والبذخ , ومشايخ الأنحطاط الفقهي .
فهم ليسوا جزء من مؤامرة أو مؤامرة متكاملة الأطراف , بل هم جزء من تأريخ , أعتاد على قطع الرؤوس والتمثيل بضحاياه, وتخريب المدن وأثارة الفوضى والرعب والتمايز الطائفي وكله بأسم الدين .
وتلاقت أفكارهم المريضة مع أفكار أكثر مرضاً لضباط من الحرس الجمهوري الصدامي وبعثيين , ورثاثة شيوخ قبائل تفتقر لأبجديات الرجولة - أمثال علي حاتم السلمان ومن على شاكلته المشوّة أنسانياً .
ومن هذا الخليط خرجت داعش في الأنبار .

مخطأ من يظن أنه لاوجود للطائفية الدينية والمناطقية والسياسية قبل 2003 . وبأنها نتاج ( الأحزاب الأسلامية الشيعية ) ,
الأحزاب الشيعية في العراق كانت نتاجاً طبيعياً ضد طائفية لاتقبل الأخر ومارست بحقه كل الممنوعات في لائحة حقوق الأنسان التي أقرّتها الشرائع الدينية والمدارس الأجتماعية ..
التأريخ العربي , هو تأريخ الدم والغزوات وأحتقار الآخر , وتولي الأمراء من بعد الملوك .. وكلنا سمع ( بمالك بن نويره ) أنّه نموذج من التأريخ المخجل الذي يريد أن يرفضه البعض رغم ثبوته وأعترافه به , لكنه بصفاقة يكدس كل سلبيات الحاضر حول الأحزاب الشيعية . بغباء,, أو تغابي .
وأما ( جهاد المناكحة ) فلها أصول عند البعض الذي يريد أن يختزل الحقيقة الدينية لنفسه - قيل بعد هجوم جيش يزيد بن معاوية , الذي يمثل لداعش وللبعثيين رغم علمانيتهم خليفة مفترض الطاعة وبأن الجيش الذي يقاتل فيه والذي كان يقوده هو كان ( جيش الأسلام ) في غزوة - الحرة - تؤكد كتب التأريخ أن بعد الغزوة بأشهر لم يعثر في المدنية على أمرأة بكر وعثروا على مئات الحوامل !!
وأليك مثالاً آخر يدلل على أن داعش وأفعالها جزء من التأريخ وليس وليدة ضروف معينة في زمننا الحاضر . ففي مقاربة بين التأريخ المملوكي وبين - داعش - ستجد تماثلاً في الحكم ونوع القتل والتمثيل بضحاياهم .
يحدثنا التأريخ عن الفقيه المعلم أبن السكيت وهو يصلح أن يكون مثالاً و نموذجاً تأريخياً على أصالة - داعش - في القتل وتشويه ضحاياها بأسم الدين .

اتفق ان المتوكل العباسي الزم أبن السكيت تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي عليه السلام خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا ( أي بطحوه وأستخرجوا لسانه من قفاه حتى مات صبراً ) . (الكنى والألقاب 1/314، تاريخ سامراء2/232، مواقف الشيعة 2/337، الأعلام للزركلي8/195).

وشواهد التأريخ كثيرا , لكن العقل الجمعي يميل لمفهوم المؤامرة ويتعامى عن الحقائق التأريخية التي لاتقبل التدليس . ومنهم من يتهم الحركات الشيعية كحزب الدعوة الأسلامية في العراق على أنه من جلب الفوضى وعدم الأمن !! وهذه جزء من المعركة والصراع الدائر , فهو صراعٌ سياسي , أعلامي , دعائي . عسكري .

والحقيقة التي يجب الأذعان لها والتصديق بها لكثرة الشواهد والدلائل بأن داعش ليست مؤامرة بل هي جزء من تأريخ كتبته السلطات الظالمة التي لاقت من يخالفها في الرأي والقول والتوجه بأبشع طرق الموت , وأما الأحياء فقد تمّ ألصاق أبشع وأوسخ التهم بحقيقتهم الأسلامية ومحاولات لتجويف مضامينهم وأتهامهم بالتآمر والخروج عن الدين وألحاقهم بأصول هندية أو فارسية .

هكذا يقول التأريخ وهكذا - داعش اليوم .. ولم لا ؟ وأولئك السفّاحون هم ملوكهم وخلفائهم ومثلهم الأعلى .

لايمكن أن نظلّ حبيسي التأريخ وتناقضاته التي أنتجت - داعش - وحتى البعث البائد . نعم كان البعث متدين بدين هؤلاء حتى النخاع , ونلاحظ هذا التلاحم بين النقشبندية التي تمثّل البعث وداعش والنصرة الأرهابية . وأنصافاً للحقيقة وتسمية الأشياء بمسمياتها - ليس هنالك من تمايز بين - البعث وداعش ..

البعثيون هم الواجهة السياسية لداعش , والنجيفي وصالح المطلك هما من أخرج البعث من كسوته العلمانية وألبسوه زيّه الطائفي التكفيري الذي ينتمي الى تناقضات التأريخ . رغم أنه لم يكن علمانياً بل كان - طائفي تكفيري - ونمط من أنماط التأريخ الذي قتل وأقصى وأنتهك الآخرين بأسم الدين . هنالك مغالطة وقع فيها الكثير يجدر الأشارة اليها كي نعمل على أنتاج فهماً لداعش من خلال ممارسات التأريخ القديم والحديث .

لماذا تزامن خروج الجماعات الأرهابية بُعيد ما يسمى بالربيع العربي , وفي العراق بعد سقوط البعث ؟ الجواب بكل وضوح أنّ صداماً كان لايفرق عن أمراء - داعش - لكنه أخفى سلفيته التكفيرية بطلاء مشوّه من العلمانية . بدليل سرعان ما أُطيح بصدام خرجت , القاعدة الأرهابية ثمّ فرخت جيوش تبحث عن الثأر للأطاحة بنظامهم البعثي ! أنها ليست مفارقة , بل من يقرأ التأريخ شريطة أن لاتسبق قناعاته حكمه سيجد , أنّ الدول أو الخلافات التي كانت تتخذ الدين واجهة لحكمها كانت تتموه بالدين وتخفي جاهليتها . والبعث أخفى أصوله التأريخية بأطلاقه شعارات علمانية للتمويه وقد نجح في ذالك .

فلا يصح أن يقول ممتعض من ردائة الواقع الذي فرضته علينا تناقضات التأريخ - هل يكون بدل البعث هؤلاء السفّاحون ؟ الجواب هم البعث بغير أقنعه . والطريق الأوصل لحياة تليق وكرامة الأنسان , وتعامله على أنه قيمة وجودية لايمكن التفريط بها لأنه من يصنع الحياة التي هي هبة الله تعالى للأنسان . لابد من أقتلاع كل بعثي من العملية السياسية ومن كل دوائر الدولة لاسيما الأمنية منها . لأنه سيبقى الجيش العراقي يقاتل - داعش - في الأنبار طالما هنالك بعثيون في العملية السياسية أمثال النجيفي وصالح المطلك . فالصراع بالحقيقة مع البعث وأنه لم يحن بعد ليكون جزء من الماضي , بل هو اليوم يتموضع - بداعش .. في الأنبار وفي ,,متحدون في العملية السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع