الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولادة عسيرة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2014 / 1 / 28
القضية الفلسطينية


ولادة عسيرة
يوسف عودة

يبدو أنه ومع إقتراب ساعات الحسم فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية حاليا، أن الولادة ستكون عسيرة للغاية، فلا وجود لأملٍ أو تفاؤل بإيجاد حلول جذرية يمكن لها أن تنهي صراعاً دام لعقود، ورغم الفقاعات الإعلامية التي تظهر تارةً هنا وتارةً هناك من الجانبين في غالب الأحيان، إلا أنها لا تبدو صحيحة بالمطلق، وهذا يؤكد على عدم وضوح الرؤية حول ما يحدث في أروقة الغرف المغلقة، وبعيداً عن الإعلام خاصةً فيما يتعلق بحالة الولادة الجديدة، والتي جاءت بعد سنوات من العقم بين الجانبين، بالعودة الى طاولة التفاوض لوضع الحلول الجوهرية لدولتين تعيشان جنبا الى جنب بأمن وسلام.

فمرحلة الولادة التي نعيش تفاصيلها هذه الأيام، لا تقتصر صعوبتها على طرفي النزاع فقط، بل هناك وفي كل طرف عوامل عدة، تزيد من حظورة الولادة برفضها لبعض الحلول التي يدور الحديث المبدأي حولها دون أتفاق أصلاً، ولعل الخطورة الكامنة تنبع من الطرف الإسرائيلي الرافض لجميع المقترحات، والحامل لشعار "اللاءات"، وهذا واضح جليا من خلال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والتهديد فيما بينهما بالعمل على إفشال تلك المفاوضات، والتي أبرزها التهديد بحل الحكومة إذا ما أنسحب اليمين المتطرف، والغريب بالأمر أن عملية الولادة والتي جاءت بعض سنوات من القطيعة، لم تأتي إلا في ظل تركيبة حزبية إسرائيلية غريبة "عنصرية"، فبعض الوجوه الموجودة رافضة الجلوس إلى طاولة المفاوضات أصلاً، وهي على يقين كبير من فشلها، لأنها وأن نجحت فهي تملُك العديد من الوسائل التي تعمل على إفشالها، وهذا الجانب وحده يبين لنا مدى صعوبة الولادة، وأن إنتظار المولود الموعود سيطول أكثر بعض الشيء.

والمهم لنا وبكل صراحة لا يتعلق بنجاح المفاوضات من عدمه، ولا من عسر الولادة أو يُسرها، المهم هو استجماع قوانا كوحدة واحدة، لمواجهة ومجابهة ما بعد هذه الولادة، سواء كان الأمر إيجابي أو سلبي، فبالتالي يجب علينا التوحد والإجماع على قرار وطني واحد يمثل الكل الفلسطيني، ولا يستثني منه أحد مهما كانت توجهاته، نعم أن فرقتنُا تمكن العدو منا، لا بل وتجعل مطامعه بأرضنا أكثر وأكثر، لذا وبهذه اللحظات الحرجة التي نعيشها كفلسطينيين على وجه الخصوص، وكعرب بشكل عام في ظل ثورات الربيع العربي التي لم تنتج غير القتل والتشريد، لا بد من التعاضد وإنهاء الإنقسام لتوحيد الكلمة في وجه العدو، لننتزع حقوقنا ونسترد أرضنا. فمهما كان سير عملية الولادة، لا بد من عودة الفلسطينيين إلى رشدهم بإزالة وصمة العار التي لحقت بهم منذ العام 2007.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا