الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعوش ، داعوشة ! ..التسمية و بداية الانهيار

ماجد عبد الحميد الكعبي

2014 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك في ان التسمية لها دلائل كثيرة منها المعنوية والنفسية ومنها ما يكون ماديا مثل التسمية التجارية للحفاظ على حق الملكية في الماركات المسجلة والملصقات التجارية. فتقوم تلك الشركات التجارية باختصار المسميات الكبيرة بذكر بعض الحروف من كل اسم لتجميع كلمة غالبا ما تكون سهلة في النطق وتلفت الانتباه في تناسق حروفها وانسجام اشكالها. وهذا الامر معروف في كل اللغات فالاختصار والنحت والاشتقاق لكلمة او جملة والتعويض عن ذلك برمز امر قديم جدا. وقد تميزت اللغة الانكليزية بشيوع الاختصارات فيها لدواع تجديدية او للاتساع اللغوي الذي يسهم في جعل اللغة اكثر حيوية وديمومة. ومن اشهر المختصرات اسماء المملكة المتحدة الذي ينطق بـ (UK ) و الامم المتحدة(UN) ومختصر الولايات المتحدة (USA) . ومن العلامات التجارية المشهورة( (GMC.BBC.BP.MBC.M&S.RT.KGB . وبدأت الالسنة تتداول هذه المسميات في جميع اللغات تداولا لم يثر اية مشكلة لغوية او معنوية.
ويبدو ان اللغة الانكليزية وشهرتها بوصفها احدى لغات العولمة الرئيسة اسهمت في انتشار تلك المختصرات . ويبدو كذلك ان الناطقين باللغة العربية قد تأثروا بما عرف من هذا اللون من الاختصار في اللغات الاخرى فاستحدثوا بعضا منها مثل (البسملة والحوقلة والحيهلة و الكسكسة والكشكشة وغيرها ). لكن بعضا من تلك المختصرات لم تكن مشهورة على مستوى عامة الناس بل يعرفها المتخصصون و اصحاب الشأن اللغوي.
وفجأة بدأ مختصر باللغة العربية يأخذ شهرته ليضاهي تلك المصطلحات المعروفة بالانكليزية منذ زمن بعيد ، على الرغم من انه لم يستغرق زمنا طويلا لكي يثبت (ليبله) علامته التجارية التي تتمثل في صورة لـ (رأس بشري مقطوع تتقاذفه الارجل) طبع عليها مختصر(داعش). فبدأت الفضائيات تتناقل اخبار داعش صباحا ومساء وانتشرت افعالها في وسائل الاعلام الالكترونية والتواصل الاجتماعي ايضا ، لكن تلك الشهرة لم تكن ايجابية بالمعنى الذي كان يطمح له الصناع اذ جاء المختصر ليثير السخرية والاستهزاء بعدما بدأت تتناقله الافواه بتندر وفكاهة ، الامر الذي ينبأ بانهيار تلك المؤسسة التي اختارت( Label) ومختصرا قبيحا لم يسهم في رواج بضاعتها.
ومن تلك السياقات التي ورد فيها مختصر داعش قول احدهم :
- اليوم شفت واحد وجهه مكروه كأنه داعوشي !
ويقول الآخر: وبينما كنت جالسا على ناصية المقهى واذا بـ ( داعوشة ) تهتز اردافها من خلف الجدران الكثيفة لجلبابها الاسود. فلما رأتني محملقا رمقتني بعينيها الواسعتين شزرا من خلف النقاب ، فخفت وارتعدت فرائصي ، وقلت : ( يا ما مي الحقيني لقد دعشتني داعوشة بالسوق فكيف افعل). فسمع الشرطي ندائي ملبيا وقال : اين هذه الداعوشة فقلت له : تلك التي كانها ترتدي على عجيزتها حزاما ناسفا . فصاح الشرطي : قفي يا داعوشة وإلا ارديتك مقتولة . فلما ايقنت الداعوشة انها واقعة حتما في الشرك صمتت واستكانت ولم تنبسس ببنت شفه ، وكأنها خرساء عجماء لا تحسن الكلام فلم ترد على الشرطي الذي بادرها بقوله : من انت ؟ ولماذا لا تنطقين ؟ فقالت بعد ان رأت غضبا شديدا وسمعت تهديدا ووعيدا منه ، قالت وبصوت خفيض : انا لست داعوشة ! انا داعوش وارتدي ملابس داعوشة ، فلما سمع الفتى ذلك (خرً) مغشيا عليه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تعلق على مساعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق


.. من بينهم طبيب ومعلم وطالب.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران إسرائيلي




.. مستقبل السياحة في جزر المالديف لن يعتمد على سحر شواطئها فحسب


.. مقتل 7 فلسطينيين وإصابة 9 باقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين




.. بين سليماني ورئيسي .. ما هو سرّ الخاتم؟