الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الجبان..وفتوى الصمت السيستانيه

ليث الجادر

2014 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بداية انا اقر بان الشتيمه تدلل على درجه من ضعف الوعي او خلل ما في التعبير عنه ..لكن هذا ايضا لا ينطبق على كل الحالات ..فالتشهير في السياسه هو وسيله لايصال فكره معينه ومحدده عن طريق اختصارها بلفظ او عباره تكون بمثابة الرمز الذي يدلل عليها ..والشتيمه هنا فقط تصبح غير مقبوله وغير لائقه ان هي اطلقت دون وجه حق في ايصال الفكره او جاءت اصلا كلفظه زائده لامعنى لها ..فما هي القيمه في ان تقول (البرجوازي الوضيع) او (الدكتاتور المجرم ) او (الاسلاموي الحقير )..اظن ان البرجوازيه والدكتاتوريه والاسلامويه في جانبهما الاخلاقي انما يعنيان الوضاعه والاجرام والحقاره ! فلم هذا التكرار ؟ لكن ان قلت (يساري جبان )..او (رئيس سلطه سمسار ) او (رجل دين سفاح ) فان الامر هنا يختلف ..ولكي اوضح كيف هنا يتم الاختلاف ..سابدأ بالقول ان كل رموز وناشطي اليسار البارزين سياسيا , هم يساريون جبناء ..ليس لانهم تخلوا عن المنهج الثوري فالربما لهم ذرائعهم ومبراراتهم النظريه ..وليس لانهم متميعون في نقدهم الاصلاحي للوضع فالربما ايضا يبررون هذا بحجج التكتيك الاصلاحي (ولو ان الاصرار على التكتيك في الاصلاح الذي هو تكتيك لايفسر الا بالجبن )..لكنهم هم لكذلك جبناء وبكل ما تعنيه الكلمه لانهم حتى في صياغة مواقفهم الاصلاحيه وتفاعلهم مع الاحداث يساهمون في تاجيل كشف الحقائق بصوره علنيه والتركيز عليها لدرجه تجعلهم يبدون في النهايه وكأنهم ساسه اجيرون لمن هو من المفترض ان يكون الهدف الستراتيجي لنقدهم ...هؤلاء المدنيون اليساريون الديمقراطيون المبتذلون حد النخاع دئبوا على اداء دور المداح المهرج لدور ما يسمى بالحوزه الدينيه ولشخص زعيمها الدهقان علي السيستاني ..عباراتهم الموغله بالنفاق والتي يمجدون بها هذا الشخص ويثنون على ادائه الوطني ودوره الايجابي ..صارت واحده من الوثائق الدامغه التي لاتؤشر على هزالة مواقفهم الاصلاحيه بل انها تدين اصلاحيتهم وتؤشر الى مدى الانحطاط القيمي الذي وصلوا اليه ..وعلى مدى عقد من هذه المسيره المتخاذله والبائسه راح هؤلاء الجبناء ينحدرون الى الهاويه ويتدحرجون اليها باتساق وموازاة متناغمه مع تعري المشروع الاسلامي ليبلغوا في النهايه وفي هذه الايام مكانا من الهاويه التي اجبروا فيه على الكشف عن عورتهم الطائفيه ,حينما اجتمعوا في تحالف مشبوه وهزيل تدلل فيه كل القراءات لمراهناتهم على انها مناطقيه طائفيه ..ومرة اخرى رمى لهم العقل العتيق بشيء من هشيم العشب ليغطوا بعض مما افتضح ..ليؤجلوا فقط لحظة العري الكامل والمعلن من بالاعتراف ..الاعتراف برذيلة طائفيتهم وعمالتهم للامبرياليه ..فراحوا يلوكون حجج البراغماتيه السياسيه التافه ويعدون بتصعيد نشاطهم الميداني ...ولكن يبدوا ان القدر صار مستعجل لكشف زيفهم هذه المره والى الابد ..فها هي الانبار تشتعل بامر وقرار شخص المالكي ..وها هو يعيد وبطريقه مفتضحه استنساخ تجربه الرئيس الامريكي جورج بوش حينما غزا العراق ليستدرج القاعده اليه ,لا لكي يقضي عليها بل ليدجنها ويحتوي امكانيات تطورها في محيط مصالح الولايات الامريكيه ..وهذا هو بالضبط وبالتمام ما فعله المالكي يوم امر ببدء عمليات (ثأر القائد محمد )...استجلب داعش من الصحراء والقى بها في مدن الانبار وليعلنوا لاول مره ومنذ عقد مكانا لعاصمة دولتهم وعلى الارض ...جميع القوى السياسيه هرعت للتدخل ولاسباب مختلفه ..وجميع القوى وباختلاف صيغ اطروحاتها لحل القضيه ..تتفق على ان مايحدث في الانبار انما محصلته الاولى المدانه هي حالة المظلوميه التي يعاني من وطئتها المواطن المدني في الانبار والتي تنذر بملامح الكارثه الانسانيه وخصوصا بعد ان هاجرت عشرات الاف من العوائل المحاصره بين نيران الجهتين المتقاتلتين ...وفي نظر اكثر تفحص فان كل تلك القوى السياسيه المعترضه والمنبريه لمشروع حل الازمه وفق اطار الحوار السلمي الوطني ..هي القوى التي لاترتبط مباشره او هي حره في علاقتها بالمرجعيه الدينيه للسستاني ..ولعل المبادرات الثلاثه التي تم الحديث عنها خلال هذيين اليوميين والتي اعلن التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني احتضانهما لها خير دليل على ما نقول ..اما ما قدمه المجلس الاسلامي فهو ما يحسب للمجلس نفسه وهو لايرتبط بالحوزه الا في التشريعات الدينيه ..وانتماؤه السياسي الخارجي لايحسب الا كضابط ارتباط ايراني ...اما اذا عدنا الى اصدقاؤنا (ضباط الصف اليساريون )...فان سكوتهم باستثناء بيان او بيانين يتيمين صيغا بلهجه توافقيه دبلوماسيه ..فيبدوا انهم ينتظرون موقف سيدهم ومرجعهم علي السيستاني ..وما دام هذا الدهقان لم يتفوه ..وباعتبارهم مقلدون ملتزمون ..فهم يعرفون كم ان هذا الدهقان متمرس في فتاوي الصمت التي يمارسها ويمرر من خلالها رغبته الجرائميه بحيث ينسل من تبعاتها انسلال الشعره من العجينه ..لذا هم يجدون انفسهم في موقف المحرم عليه ما هو حلال ..والحلال هنا ان يمارسوا دورهم البراغماتي ليحرثوا ارض حقلهم الانتخابي ..ان يقولوا كلمة حق لايراد بها باطل لكن تعطيهم حقهم فيما هو باطل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA