الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت مين قولي...

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2014 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


زعق بعلو صوته المتهم د. محمد مرسي، الرئيس المصري المعزول، ليجيبه القاضي بهدوء وثقة: "أنا رئيس محكمة جنايات مصر". الرئيس المعزول لا يعترف بشرعية عزله، ولا بمركزه القانوني الحالي كمتهم، ولا بولاية المحكمة التي تحاكمه، وربما حتى لا يعترف أصلاً بشرعية القضاء كله. ربما لو كان المعزول قد أدرك وراعى منذ بداية حكمه الفروق المرهفة بين هذه المراكز القانونية- الرئيس، الشرعية، المتهم، القاضي- ما كان قد وضع نفسه وجماعته في مثل هذا الوضع المهين، وما كان قد تصرف إزاء المحكمة والإجراءات القانونية بمثل هذه الهمجية الفجة لدرجة استلزمت حبسه وراء حاجز كاتم للصوت كما الحيوانات المتوحشة التي يخشى من جلبتها وضجيجها. الرئيس المعزول د. محمد مرسي لا يحترم الإجراءات.

خلال الفترة الماضية، قد اتضح بجلاء أن أعضاء الإسلام السياسي، ومرسي واحد منهم، يجدون صعوبة كبيرة في فهم الإجراءات والمراكز القانونية المختلفة والتعامل معها بالشكل اللائق والصحيح. فعندما اكتسب مرسي المركز القانوني الأسمى في الدولة كرئيس للجمهورية، ظل يتصرف كزعيم كتلة برلمانية، ويخطب كمرشح لعضوية مجلس الشعب، عن دائرة ريفية؛ وعندما ثارت ملايين من الشعب على حكمه في 30 يونيو، ظل متمسكاً بـ’الشرعية‘ وكأن شيئاً لم يحدث على الإطلاق؛ ثم، والحال كذلك، عندما اضطرت هيئة عرفية بممثلين عن الجيش والقضاء والأحزاب السياسية الكبرى والإعلام والأزهر والكنيسة وكبار المثقفين وشخصيات وطنية بارزة إلى عزله غصباً بعدما رفض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو الانسحاب من المشهد في هدوء، ظل منكراً لحقيقة أنه لم يعد ’رئيساً‘ بعد، وأن الشعب الذي أعطاه ’الشرعية‘ قد سحبها منه قسراً بعدما رفض كل مخرج آخر. وأخيراً، عندما انتقل إلى مركزه القانوني الحالي، كـ’متهم‘، كان متوقعاً أن لا يشفى من ’عمى المراكز القانونية‘ هذا بين عشية وضحاها.

ما سر الانتشار الواسع لعرض عمى المراكز القانونية وسط أعضاء الإسلام السياسي بشكل لافت؟

في التحليل النهائي، الدولة هي عبارة عن نسق متكامل من المراكز القانونية التراتبية، بما يضمن وحدة صنع القرار وتنفيذه بطريقة موحدة تغطي تراب الدولة بالكامل. والدستور هو المحدد الأساس لهذا النسق الكامل من المراكز القانونية المتكاملة. هنا تحديداً تكمن المشكلة الأساسية لدى الإسلام السياسي في التعامل مع المراكز القانونية المختلفة، ومع دولاب الدولة عموماً.

الإسلام السياسي يولي أهمية أكبر لوثيقة أخرى يضعها في مرتبة أعلى من الدستور المنظم والحاكم للمراكز القانونية بالدولة: القرآن، أو الشريعة الإسلامية إجمالاً. هكذا، كلما ثار التباس أو نزاع بشأن مركز قانوني، يجد عضو الإسلام السياسي نفسه أمام سؤال واضح لدرجة لا تحتاج إجابة: أيهما له يكون السيادة إذا ما ثارت شبهة تعارض، القانون أم القرآن؟

هكذا يجد عضو التيار الإسلامي نفسه خلال دقائق معدودة قد خرج تماماً عن نطاق القانون، وأصبح يتصرف من منطلق مرجعية دينية صرف. في الأساس هو، بحكم التنشئة الدينية، أقرب إلى مفاهيم ومراكز القرآن منه إلى القانون. وعليه، كلما استشعر خطراً لاذ سريعاً بحمى ما قد ألفه وفهمه منذ نعومة أظافره، وابتعد عن أرض مجهولة ليس له علم بما قد تخبئه له.

أثناء المحن، عضو الإسلام السياسي يتعالى على النظام المدني والقانون ويزدريه بسعادة ونشوة بالغة لأنه، كما يعتقد، قد قطع الشك باليقين ولاذ بمرجعيته وحماه الأعلى- الدين. عندئذ لن تساوي كل المراكز القانونية على وجه الأرض في عينه ’جناح بعوضه‘، وعلى هذا الأساس يتصرف تجاهها بالفعل.

في ضوء ذلك، لا يجب أن يستغرب أحد من هذه الطريقة المتعالية الفجة التي خاطب بها المتهم د. محمد مرسي رئيس محكمة جنايات مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قاض في الجنة وقاضيان في النار
عبد الله اغونان ( 2014 / 1 / 29 - 12:52 )

الكل يعرف محمد مرسي العياط
أول رئيس منتخب عبر التاريخ ومنذ عهد الفراعنة
هل يجرؤ هذا القاضي على محاكمة من قتلوا ثمانية من الاخوان أمام الاتحادية؟ وأولياؤهم تقدموا بشكاوى لم ينظر فيها؟

ننتظر حكم محكمة السماء
وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون


2 - أنت من قولي
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 1 / 30 - 17:47 )
ياأخي عبد الله أغونان
أنا لا أفهم كيف تفكر أنت بهده الطريقة وتفضل أن يحكم محمد مرسي لمجرد أنه إنتخب بطريقة ديمقراطية
محمد مرسي وعصابته إذا ما حكموا مصر فإنهم سوف يمسخون
التاريخ كله وليس مصر فحسب
مرسي ليست له صفة إنسان إنه وحش حقيقي ألم تسمع كيف زعق
كالوحش داخل المحكمة لكن رئيس الجلسة قال له بكل هدوء
أنا رئيس محكمة جنايات مصر
مرسي بعد أن أصبح رئيسا تصور نفسه كما لو أصبح إلها
هذا الرجل لا يصلح حتى زبالا صدقني ياعبد الله
مصر بلد كبير وعظيم ومن الحمق أن تحكمه عصابة دينية
مستحيل


3 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2014 / 2 / 2 - 21:13 )
استاذي عبدالله اوغونان الجميع والله يعرف الحق هم يعرفون انهم ليسوا مع الديمقراطية ولا مع الحداثة احدهم صارحني مرة قال لي اتعلم اما اتسمك بهذا الفكر المادية بالنهاية لانني اعتبر الفكر المادي والعلماني الحتمية له ان يسقطا في المادية المهم يقول لي ان هذا الفكر يعادي الاسلام الذي يجبرني على الوضوء والطهاره احيانا في الليل وهذا يزعجني طبعا اضحكني وابكاني رده كثيرا
الدكتور العالم مرسي لايستفنزك هؤلاء الاقزام امثال ناس حدهوم ولا غالبية المطبلين امثاله فوالله لايملكون الا ترديد عبارات يقول ماركس وانجلز ومش عارف مين وينكرون عقلانيتهم وياسلام لما
يختلفوا بمرجع الذي تم اخذ عبارة منه بتولع على اعلى مستوى في هذا الموقع
المهم الدكتور مرسي استلم الحكم بشكل ديمقراطي وشهد العالم بذالك رغم انف الحاقدين والانسان المسلم بحق يعلم ان الرئاسة ما هي الا شكليات ومسؤولية كبيرة امام الله وعندما سؤل مرسي قبل انتخابه قال حكم مصر والسلطة التنفيذية خصوصا انتحار هو يعمل ضمن مبادىء ربانية لايفقهها الامسلم بحق والتافه كاتب الموضوع الي اصلوا قرد كما يقول دارون هؤلاء حديثوا الانسانية لذالك عليك ان تعطف عليهم

اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة