الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق

جاسم محمد كاظم

2014 / 1 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


حرب الطبقة "الارستقراطية المتوسطة " في العراق

تختلف تسمية هذه الطبقة تبعا للمكان الذي يضع فيه الكاتب قدميه بالإضافة إلى الاتجاه الطبقي الذي يمثله .
يطلق الكتاب المتملقين من نفس الوسط اللا منتج على هذه الطبقة مسمى الطبقة الرائدة أو القائدة التي تمارس الحكم وتهتم بنشر الفكر وتعميمه .

بينما ينعتها الماركسيون كالرفيق النمري بالطبقة الوضيعة ويسمها بالاتي :
" ما تتسم به طبقة البورجوازية الوضيعة. لسنا وحدنا من يقول ذلك، المعترضون أنفسهم يقولونه أيضاً حين يناسبهم القول! ألا يصف هؤلاء المثقفون وطلائعيو الطبقة الوسطى الجيوش الاستعمارية التي تهاجم الشعوب وتحتل بلادها والشرطة التي تقمع العمال المطالبين بتحسين شروط العمل، ألا يصفونها بالإنحطاط والإجرام والقذارة وبكل معاني الضعة!؟ كافة المجندين في الجيش والشرطة إنما هم جميعاً من طبقة البورجوازية الوضيعة، ينتجون خدمات عدوانية يبيعونها للرأسماليين ــ خدماتهم تنحصر في الاعتداء على الناس المسالمين، فأي وظيفة أوضع وأحط من هذه الوظيفة !؟"

تظهر هذه الطبقة وتزدهر في البلدان ذات الإنتاج الريعي حيث لا مكان للعمل الاجتماعي المنتج في تكوين الثقافة العامة .
وينمو جسدها الهلامي ليتمدد بطريقة الانتشار في كل مكان حين يكون المجتمع مشبعا بالخرافة و الانقسامات الطولية المستندة إلى تعدد الملل والنحل المتناحرة فيما بينها على دجل التاريخ وأكاذيبه.
تمارس هذه الطبقة حكما تعسفيا في التاريخ الإنساني يختلف عن كل باقي الطبقات الأخرى لان مكنونها وجوهرها لا ينتج شيئا يضاف لذلك فهي تعادي كل الطبقات المنتجة الأخرى وترى نفسها بأنها المؤهلة فقط للقيادة والحكم وعلى الجميع تقديم الولاء والطاعة فقط .
وبما أنها غريبة على واقع الإنتاج لذلك تستمد مكنونها وشرعيتها في الحكم من التاريخ السالف يوم كانت تتغذى على بيع الكلمات المهلهلة وفي فترة زمنية قصيرة وجدت نفسها في اتجاه متعارض مع السلطة السابقة .
تتدرع هذه الطبقة بنوع من الايدولوجيا الجاهزة المتسايرة بصورة أفقية مع نمط التفكير السائد وتستغل كل أنواع ووسائل إيصال المعلومة من اجل إعطاء نمط تفكيرها درجة اليقين والمصداقية .

وتمتلك ميزة فريدة أساسها التناقض والتنصل من تاريخها السالف لأنها تتمرد بسرعة على كل أعرافها وما تؤمن بة من قبل حين تجد أقدامها سبل الوصول إلى سلم السلطة حين تتمركز كل الامتيازات لصالحها .
فتشرع بسن القوانين التي تجعل كل الموارد وخراج الأرض المخبوء في بواطنها يصب في جيوبها عبر الامتيازات الممنوحة لمتسلطيها وتصبح ميزانية الدولة رهنا لأوامرها وتصب في جيوبها فقط عبر كل الامتيازات الممنوحة للطبقة الحاكمة فقط .

لذلك يعمل أتباعها ليل نهار على تعزيز نمط الايدولوجيا السائد كحقن الدين في بلاد الطوائف بجرع منشطة واستغلال كل شق للنفاذ وبث نوع الشقاق والحقد لا يقبل التصالح مع المذاهب الأخرى .
يعتمد قادة وساسة هذا الوضع الجديد الذي لم يعرفه التاريخ على الوضع الدولي الجديد لذلك تربط الطبقة الحاكمة لهذا النموذج نفسها بسياسات الدول العظمى الراعية لهذا النوع من الحكم وتسير بأعين مغمضة لتنفذ كل ما يقال لها من اجل البقاء في موقع السلطة .
يتذرع ساستها بقيم الديمقراطية الغربية على المنابر وداخل الصالات أمام مايكروفونات جميلات المراسلات لكنهم من الدواخل يرون في شكل هذا الحكم عدوا يجب التخلص منة بكل الوسائل لأنهم بلحظة معينة يجدون أنفسهم خارج مدار السلطة عندما تتغير موازين القوى ويظهر على الساحة من ينافسهم ببيع نفس الترياق وجرع الشعارات المغذية لعقول الأتباع من نفس الملة والمذهب .

لذلك يحاول الأسياد لهذه الطبقة التحالف السري مع الخصوم من الأسياد للملل الأخرى من اجل استمرار عرض مسلسل البقاء الأبدي في سدة الحكم والسلطة .

فيظهر للملا نوع من الحروب المقدسة الطاحنة ومسميات قيادية تحاول تعزيز الغطاء الذهبي لدعايتها المستقبلية حين تلوح بوادر التغيير ويقترب موعد التبديل بأنها المؤهلة فقط للحكم والدفاع عن حقوق المذهب والملة .
ويقابله على الجانب الآخر نفس النوع من الساسة المدافعين عن حق مظلومين أكلت لحومهم جنازير الدبابات وحمم القنابل بلا ذنب سوى أنهم طالبوا بحقهم في الحياة .
ويحظى هذا النوع من اللعب المصحوب بالدعاية المضخمة بمباركة عرابي النظام الجديد من القوى العظمى التي تريد السير بهذا النوع من الحكم الكومبودوري وعدم استبدال ساسته حفظا للأسرار المخبوءة أولا وعدم الإنفاق على دورات تدريبية مكوكية مرهقة قد يصيبها الفشل عندما لا تجد من الرعيل الثاني لهذه الطبقات أتباع جدد يسيرون على نفس الدرب المعبدة بالديمقراطية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز جاسم محمد كاظم
فؤاد النمري ( 2014 / 1 / 29 - 21:05 )
أشكرك على هذا البحث في ضعة البورجوازية الوضيعة الذي يستحق منا أبحاثاً كثيفة نظراً للدور التخريبي الذي لعبته في تقويض الاشتراكية السوفياتية ثم في العالم منذ بداية الربع الأخير من القرن العشرين
الرأسماليون عادوا الشيوعية لكنهم مع ذلك هم الذين استحضروها وخلقوا طبقة البروليتاريا
عداء البورجوازية الوضيعة أشد حقداً وضغينة وهي أكثر استنزافاً للبروليتاريا ومحوها

مع خالص تقديري لرؤاك في علم الماركسية لكن علي أن ألفت انتباهكم الكريم إلى أن استخدامكم لكلمتي (الأرستقراطية) و (الكومبرادورية) ليس صحيحاً بمعنيهما العلمي
كل الحب والتقدير لرفيقنا العزيز جاسم محمد كاظم


2 - خالص التحية للمعلم النمري
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 1 / 30 - 13:04 )
معلمي منك نتعلم خالص التحية واسمى اعتبار

اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م