الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي مشيراً و رئيساً و مرسي سجيناً

كور متيوك انيار

2014 / 1 / 29
السياسة والعلاقات الدولية



ثورة 25 يناير الذي اطاح بالرئيس مبارك لا يخلو من الفكاهات و المواقف الساخرة على الرغم من سخونة المرحلة التاريخية الخطيرة التي يمر بها مصر ، لكن عُرف عن الشعب المصري تحويل كل شيء إلى فكاهة يسعدون به حياتهم ، كما كان يفعل الكوميدي باسم يوسف الذي كان يحول كل موضوع و كل رجل سياسي إلى مادة ساخرة و لقد وجد برامجه قبولاً و شعبية كبيرين ، و تضايق الاخوان من المادة الذي كان يقدمه و كذلك بعد إن تم الإطاحة بالرئيس مرسي منع من الإستمرار في تقديم برامجه بامر قضائي .
في مقال كتبته في شهر اغسطس من العام 2013م بعنوان ( الفوضى الخلاقة و الشرق الاوسط الجديد ) تساءلت عن السبب الذي جعل مرسي يقبل بالسيسي وزيراً للدفاع و تحدثت إن الاخوان لم يراجعوا ملف السيسي جيداً بل إكتفوا بما يشاء عن ميوله الاخواني و الاهم من ذلك كله هو إن الورقة البحثية الذي كتبه السيسي في اكاديمية الحرب التابعة للجيش الامريكي بعنوان ( مستقبل الديمقراطية في الشرق الاوسط ) و اعتقد إن الورقة في حال إضطلع عليه الاخوان المسلمين فربما يكون هو السبب الذي جعلهم يصادقون على تعيينه و قتذاك لم يكن الاهتمام الكبير للاخوان هي القضايا الداخلية المختصة بمشاكل الشعب المصري و همومه اليومية بل كانوا مهتمون بشكل كبير بالملف الخارجي و خاصة الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة و دعم حركة حماس و القضية الفلسطينية بشكل عام بالإضافة إلا إنهم كانوا يشاركون إيران في كراهيتهم لإسرائيل و إزالته من الوجود و كذلك كانوا قلقين عن اوضاع اشقاءهم ( الحركة الاسلامية ) في السودان لذلك وجود رجل بهذه المعرفة بالمنطقة العربية و الشرق اوسطية سيساعد الاخوان في تنفيذ مشروعهم من خلال الدعم الامني و العسكري ، لكن فيما يخص ورقة السيسي حول الحكم في الشرق الاوسط فهي ملتبسة نوعاً ما و لا يؤكد مدى قناعته بالاهداف التي طرحه بل يبدوا إن الدافع إلى ذلك كان ما يسميه بالحكام الاستبداديين و ربما اعتقد إنها الطريق الاسلم لكي يكون القائد عادل و مهتم بشعبه في حال كان النظام خليط ما بين ما تم النص عليه في الاسلام حول الحكم بالاضافة الى النظام الديمقراطي ؛ سأتساءل مرة اخرى كما فعلت في المقال السابق هو كيف وصل السيسي إلى منصب وزير الدفاع ؟ .
لقد إرتكب الاخوان خطأ سياسي لا يغتفر عليه و ضاع عليهم 80 سنة من الانتظار و العمل السري و التنظيم و التاهيل لكن سقطوا في اول سنة لهم من الحكم ، من الغريب إن الاخوان على الرغم مما يتسمون به من تنظيم و إنضباط شديدين إلا إن افكارهم شبيهة شبه شديد بافكار مليشيات عسكرية و هذا ظهر اثناء فترة حكم مرسي كانوا يميلون إلى اخذ حقوقهم او مطالبهم بالقهر و التهديد ، إن دولة مثل مصر يلعب فيها الجيش دور مركزي و يعتبرالعمود الفقري للدولة لا يمكن لك إن تختار فيه شخص لكي يكون مسئولاً للجيش دون إن تدرسه جيداً لان وجودك كحاكم مرتبط بشكل كبير بمدى تفكير ذاك المسئول العسكري و خاصة عندما يكون الرئيس من جماعة الاخوان المسلمين الذين ظلوا في حرب دائم مع الاجهزة الامنية و الجيش .
السيسي الذي عينه مرسي وزيراً للدفاع و ادى القسم امامه اصبح هو الشخص الذي امهل مرسي 48 ساعة للإستجابة لمطالب الشعب و إلا إن الجيش سيتدخل ، لا يمكن لاحد إن يشعر بمرارة ذلك غير مرسي ففي تلك الليلة مر شريط السيسي في خيال مرسي منذ لحظة دخول المجلس العسكري في إجتماع و إتخاذه قراراً بإختياره وزيراً للدفاع و موافقته ( مرسي ) على ذلك و لحظة دخول السيسي للقصر لاداء القسم بينما كان يمشي في خطوات عسكرية ثابته بزيه العسكري حتى لحظه تبادلهم التحايا بالايدي ، لا بد إن مرسي تمنى لو إن يعود الزمن للخلف حتى يرفض إختياره وزيراً للدفاع ؛ بعد إن مضى الفترة الذي حدده الجيش تم اخذ مرسي إلى جهة غير معلومة و عزله و اصبح السيسي هو رئيس مصر الفعلي من ذاك الوقت بينما ظل مرسي حبيساً يتنقل ما بين محبسه و المحكمة الذي يرفض الاعتراف به و كذلك يُفعل الامر مع زميله في الحكم مبارك ، و هذا يذكرني احد من خطابات مرسي الذي كان يقسم فيه إنه لن يجعل فلول مبارك يهربون من مواجهة العدالة متعهداً بإقامة محاكم ثورية حتى لا يفلتوا من العدالة .
السيسي إستحق عن جدارة ترقيته إلى رتبة المشير بالدور الكبير الذي قام به في لحظات تاريخية حرجة جداً كانت ستهدد مصر كدولة ، و اكد في 24 يونيو 2013م إنحياز الجيش لإرادة الشعب و قال إن " الموت اشرف لنا من أن يُمس احد من شعب مصر في وجود جيشه " مضيفاً " ليس من المرؤة إن نصمت امام تخويف الشعب و ترويع اهالينا المصريين " و لقد كان رسالة قوية للاخوان المسلمين و مرسي ، لقد إحتل السيسي مكانه بين 9 عظماء في الجيش المصري إستحقوا شرف نيل لقب المشير منذ 1952م بدءاً بالمشير عبدالحكيم عامر و إحتل مكان رجل العام على مستوى كافة الدول العربية و الشرق الاوسط ، و تعد رتبة المشير اسمى و أعلى رتبة عسكرية في القوات المسلحة و لا يصل إليها إلا القائد العام للقوات المسلحة و لا يسمح أن يكون هناك اكثر من مشير واحد في الخدمة في نفس الجيش .
بعد إن كثر المبادرات التي تطالب السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية ، إشترط قبوله بذلك بحصوله على تفويض من المجلس العسكري و هو ما حصل عليه بالفعل و لا اظن إن المؤسسة العسكرية كان يمكنها إن تعترض على ترشيحه لان وجود السيسي على راس الدولة يخدم اهداف المؤسسة العسكرية حتى لو بصفة مدني إلا إنه سيظل وفياً للجيش ، كما إن مطالبته بالحصول على تفويض امر منطقي جداً طالما هو ما زال عسكرياً حتى اليوم و لقد تعامل مع الامر بعقلية العسكري المحترف الذي يريد إن يظل يحسب على المؤسسة العسكرية حتى بعد مغادرته و كما إن الجيش سيظل وفياً له لذلك لن يواجه مشاكل و صعوبات كتلك التي واجهها مرسي .
بعض القوى السياسية المصرية متخوفين بشدة من إن يكون شخص عسكري رئيساً لمصر و هو ما يعتبرونه فشلاً لكن الحقيقة هو إن وجود شخصية مثل السيسي رئيساً لمصر هو مفتاح الاستقرار الحقيقي لمصر حتى تحقق الثورة اهدافها و ذلك لا يعني إن السيسي يملك عصا سحري لحل كافة مشاكل البلاد فبعد إن يتم إنتخابه رئيساً سيتراجع شعبيته في العام الثالث تقريباً من فترته لان توقعات الشعب اكبر من إن يتم تحقيقه و هو ما يحتاج من الاحزاب السياسية المصرية و مجتمعات المدني و شباب الثورة إن يلعبوا دوراً موازياً لتذكير السيسي دائماً باهداف الثورة دون ذلك سيتخبط السيسي في الحكم ، بالاضافة الى ذلك إن السيسي ضمانة حقيقية سيمنع الجيش من التدخل مرة اخرى في الشان السياسي خلال فترة الاربعة سنوات القادمة كما إن إرتفاع حجم العمليات الإرهابية في مصر مؤخراً يحتاج الى شخص مثل السيسي .
يجب على السيسي إن لا يتعامل اثناء فترة حكمه مع الاخوان المسلمين كاعداء بل يجب إن يعمل كل ما في وسعه حتى لا يشعر الاخوان إنهم منبوذين بل جزء اساسي من النسيج الاجتماعي المصري و ذلك بإتاحة هامش من الحريات للسلميين من الاخوان من ممارسة حياتهم بطريقة عادية دون مضايقات امنية .
يمكن الجزم بإن السيسي سيفوز في حال دخل السباق الانتخابي بالفعل و إن لم يحصل معجزة بما لا يقل عن 80% من مجمل الاصوات الصالحة ، سيواجه السيسي صعوبة في التعامل مع العديد من القضايا خاصة ملف العلاقات الخارجية لكن سيتم التعامل معه كامر واقع خاصة امريكا لكن مصر تمتلك مؤسسة دبلوماسية عريقة لها تاريخ طويل و سياسة خارجية واضحة المعالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلاق العراقي
نبيل السوري ( 2014 / 1 / 29 - 10:53 )
حال مصر يذكرنا بقصة الحلاق العراقي
و لمن لم يسمع القصة
كان هناك رجل في بغداد معه ابنه البالغ حوالي 12 سنة من العمر، و دخلا إلى دكان الحلاق، ثم طلب الرجل من الحلاق أن يبقي ابنه عنده ريثما يذهب لقضاء حاجاته فقبل الحلاق. وعاد الرجل بعد ساعة فوجد الحلاق قد أنزل بنطاله و الولد يلعب ب... نعم ما فهمتم، فصرخ به الرجل: ماذا تفعل أيها النذل، فأجاب الحلاق: و الله خفت أن يلعب إبنك بالسكين (أي موس الحلاقة)، فأجاب الرجل بلهجة عراقية: يعني ما يصير، يا عي...ك يالستشين، أي أليس هناك حل إلا أن يلعب بعضوك أو بموس الحلاقة

بالنسبة لمصر: ألا يوجد خيار آخر غير الإخوان أو العسكر؟ مسكين الشعب المصري
و ربما ليس مسكيناً إذا كان هو من يختار إحدى العاهتين

طبعاً ينطبق ذلك على سوريا أيضاً: إما النظام القذر أو المتطرفين المتخلفين الوجه الآخر لنفس العملة القذرة

اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة