الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟

علي شايع

2005 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



و من البليَّة عذل من لا يرعوي عن غَيِّه وخطاب من لا يفهم..
هذا بيت شعري واحد،بحق أمّة "عروبية" عريضة،أقوله معترفا بعجزي في هذه الأسطر القليلة عن تغيير واقعها الإعلامي المرّ‍..هذا الواقع لا يعنينا منه -الآن على الأقل- غير فهم عربي منطقي،وتفاعل حضاري مع مجريات التغيير،والثقة بالعراق وأهله في إصرارهم على طيّ صفحة ديكتاتورية قبيحة،بدأت منذ إن خرجت الأغلبية العراقية للانتخاب..
الإعلام العربي تلقّف يوم أمس تصريحات محامي الديكتاتور خليل الدليمي،كما لو إنها غيث سماء،حيث نقلوا قوله من ان الديكتاتور"بصحة جيدة ومعنوياته مرتفعة لكنه كان منزعجاً من التحقيق الذي يعتبره سخيفا ً"..وتناقلوا وقائع لقاءه التاريخي ب "الأسد السجين"!،الذي نقل خالص التحيات الى شعب العراق!! ..
وأعتذر للقارئ الكريم عن إيراد هذا الشاهد في الحديث كمقدمة،حيث لا أستسيغه شخصياً كعراقي تفرّس طويلا في المشهد الإعلامي العربي المزعج.ولست هنا بصدد الحديث عن شيء صار معلنا وواضحاً،لكني رغبت ان افتتح هذه الكتابة ب(طلـَـلـِّيَة) يأسنا من العرب وإعلامهم.. وعن يأس شخصي من الثقافة العربية ومن يمثلها الآن من رموز وشخصيات كارتونية بلا موقف..فالكثير منهم ينشغل طويلا بقصد الدفاع المتابع لقضية الديكتاتور البعثي بينما يرزح في سجن أمريكي قرب مدينة البصرة روائي عراقي مبدع هو محسن الخفاجي الذي صار طيّ النسيان العراقي والعربي..
وللأسف الشديد أجدني محرجا في كتابتي التالية وأنا أضع وجهة مقارنة في قضيتين عراقيتين اراهما على أهمية كبيرة. الأولى تتعلق بمحاكمة الديكتاتور الذي حضر جلسة استجوابه مؤخرا،والثانية تخصّ الكاتب العراقي محسن الخفاجي الذي سجن قبل اعتقال الديكتاتور بسبعة أشهر،و لا زال حتى هذه اللحظة رهين حبس دون أي بادرة للمحاكمة. لأسأل بعدها سؤالا مريرا: لقد كان محسن الخفاجي أهم من الصحاف وزير إعلام ودعاية الطاغية،حين أخلي سبيله، وبقي الروائي سجين شبهة،فهل صار كاتبنا اليوم أخطر من الديكتاتور نفسه؟. هل يحتاجون كلّ هذا الوقت لجمع الأدلّة على إدانته،ومحاكمته؟‍. و إلا ما سرّ تأخير هذه المحاكمة؟.
إلا تستفزّ مثل هذه الأسئلة فضول الصحفيين والكتاب العرب على الأقل للوقوف على خطر!! هذا الكاتب في واقع الاحتلال وظروفه؟!.
أين الإعلام العربي من هذه القضية، بل أين الإعلام العراقي،والثقافة العراقية؟.
كتبت عشرات المقالات عن هذا الموضوع،وأرسلت عشرات الرسائل والبيانات،حتى لكأن في الأمر حكاية غامضة،فالوزارة السابقة مضت ومضى معها سؤال أكثر المثقفين العراقيين عن صديقهم السجين..وها أول وزارة عراقية منتخبة كنا نرتجي لها أملا أكبر في التأثير لحسم هذا الموضوع ،لكن مشاغل جمّة حالت دون وصول الأصوات المنادية بمحاكمة شرعية لسجين نرضى أن يبقى متهما حتى تثبت براءته!!،شرط تقديمه للعدالة،كما في أي بلد ديموقراطي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-