الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخويف و سياسة البقاء

محمد فريق الركابي

2014 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



تلجأ الحكومات العاجزه عن تقديم مبررات حقيقيه للاستمرار في حكم الدوله الى اساليب شتى من اجل ابعاد المجتمع عن اساس المشكله و اشغاله بالامور المحيطه بها حتى تبقى هي في مأمن من المسائله و المراقبه و يبقى الشعب في دوامه فارغه من الاوهام التي تجعله يؤيد من انتجها لانه يرى الظاهر فقط دون الباطن و هو ما يعني في النهايه نجاح هذه الاساليب في ابقاء الحكومات الهزيله الضعيفه التي تفكر في البقاء و الوسائل التي تكفل ذلك اكثر من تفكيرها في تقديم منجزات حقيقيه سيكون لها ذات الهدف و هو استمرارها في الحكم فالشعب في الحالات الطبيعيه يختار الحكومه التي تحقق لها مطالبه بصرف النظر عن انتمائها و توجهها و كلما كانت جاده في عملها من اجل الشعب كان الشعب حريصا على بقائها.


لاشك ان العراق يعاني اليوم من فشل واسع النطاق بسبب الممارسات الحكوميه الغير منطقيه و رغبتها في الاطاحه بكل من يقف امامها سواء كان الوقوف من اجل مصلحتها من خلال توجيها و رسم الطريق الصحيح لها او من يحاول النيل منها و من سياستها التي تدعي وجودها و هو ما جعلها دائمة الحرص على وجود ازمه هنا و اخرى هناك لانها السبيل الوحيد لها لابعاد النقد عنها و عن سياستها التي تعتمد تحمل الغير مسؤوليه تردي الاوضاع و ايضا الاقصاء السياسي و الصاق التهم جزافا احيانا و اخرى حقيقيه و لديها دليل ادانه على مرتكبها الا انها تفضل دائما المساومه من اجل كسب الاصوات التي تعمل على تلميع صورتها امام الرأي العام في العراق فأن جائت الرياح عكس ما تشتهي الحكومه فتهمة الارهاب هو الرد الطبيعي.


ان وجود شعورالخوف لدى المجتمع العراقي يجعله يقبل ما لا يعقل و لعل داعش اليوم هي ابرز ما يقلق المجتمع العراقي بأكمله خصوصا مع وجود اعلام منافق يعمل ليل نهار على زيادة حدة التوتر الشعبي و ما حدث بعد مباراة المنتخبين العراقي و السعودي و ما رافقه من تشبيهات كان خير دليل على ان المجتمع العراقي اصبح يرى الامور من منظور واحد و هو ان من يقف ضد الحكومه او بصوره ادق من يقف ضد اتجاه الحكومه (السياسي او الديني و ان كان الاخير هو الاكثر اهميه) يعتبر عدوا للشعب و هو ما يجعله يدافع عنها و ان كانت فاشله او لم تحقق له متطلباته فقط لحماية ما تؤمن به الحكومه و هو ما سبب قلق الشعبي المتزايد من كل شئ و هو بالطبع سيعود على الحكومه التي تسعى للبقاء في الحكم بالنفع الذي سيجعلها تحارب بسلاحين الاول قانوني (حسب وجهة نظرها) و ابعاد من تراه خطرا عليها و الثاني الشعب نفسه الذي بات متاكدا من ان الحكومه هي ملاذه الاخير لتخليصه من داعش (حسب ما زرعته الحكومه في عقول الشعب) و هو ما يعني ان الحكومه جعلت الشعب يدور في حلقه مغلقه اسمها داعش و ابعدته عن الامر الذي لو اكتشفه الشعب لوجد ان الحكومه هي نفسها من سمح لداعش او الارهاب عموما للتوغل في الاراضي العراقيه دون حسيب او رقيب طيلة عشرة اعوام راح ضحيتها مئات الشهداء فقط لان ذلك سيأمن لها البقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة