الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلاق

محمود الزهيري

2014 / 1 / 30
الادب والفن


دائماً لاتريد أن تتسق مع عقلك و أفكارك ورؤاك وتصوراتك .. وكأنك تنتمي لفصيلة من الأرانب البرية .. دوماً تغرد خارج السرب , ولا تجد من يستمع تغريدك الذي تعتقد بأنه شدو شجي ولا يضاهيه شدو..
وقفت فجأة , واستدارت لتكون في واجهة شباك يطل علي الميدان , وظهرها بإنحناءة بسيطة له .. وترددت في توجيه عبارات اللوم المختلطة بمعاني الحرص والمودة التي بينهما والتي تسمح لها بذلك :
ألم تشاهد هذه الجموع التي تهتف له , وتحمل صوره , ولاتخجل من حمل تماثيل تراها أنت أصناماً , وتترجمها إلي جمل وعبارات منظومة متتالية ومن يسمعها أو يقرأها لايجد نفسه إلا لاهثاً وراء تلك العبارات والجمل , وحينما يتفحص المعني أو المراد منها لايجد إلا نظم كلمات تراصت لتصنع جمل فارغة المعني والمحتوي العقلي والأخلاقي .. ألم تسـأل نفسك يوماً الأسئلة الكبري لتصل إلي الإجابات الكبري , أم أنك مصراً علي عرض الأطروحات الجاهزة التي هي بمثابة إجابة جاهزة لأسئلة معدة سلفاً في مصانع تخدم علي صناعة منتجات خادشة أحياناً ومدمرة أحياناً أخري للكرامة والحريات الإنسانية ..
التفتت تجاهه بغضب , لتردد عبارات عنيفة في مواجهته لأنه كان علي الدوام متعالياً علي الشعب , رافضاً أطروحات البسطاء من الناس التي لاتتعدي الخبز وكوب من الماء و مكان للإيواء وقرص دواء .. كان ساخطاً عليهم , ويريد منهم أن يصنعوا مالم يستطيع هو علي مجرد الإقتراب من أسباب صناعته .. يريدهم ثوار .. ومازال هو قابع في سجن التنظير ومعتقل التقعيد , ويعيش حياته كما تحلو له , وليس كما هي حياة الفقراء .. مازال مصراً علي أنه ضد الغوغاء والسوقة , ولم يقترب منهم لحظة إلا لمجرد أن يستمتع بالفارق العقلي المتوهم بينه وبينهم , وهو من رسم هذا الفارق وخط خطوطه الهزلية حد التفاهة .. غريب أمر هذا المتعالي علي البسطاء , فهو يكتب عن آلامهم ولايواسيهم أويقترب منهم , يتحدث عن فقرهم ويعجز عن إيجاد سبيل لهم ليتخلصوا منه , يتأسي من الجوع في كتاباته التي يكتبها لنظرائه ولا تصل للجوعي أبداً .. ثم يلوم عليهم ويصمت علي من سرق الثورة من فقرائها ومرضاها وجائعيها ليوظفوهم خداماً للصوص والسفلة من صناع الفاشيات المجرمين من أدعياء حماة الله أو حماة الوطن ..
هاهو يتبدي مظهره بكلاحة عقله الوثاب للتكبر والتغرطس لائماً من خرجوا ونددوا وهتفوا ضد إجرام السلطة وعنفها الدموي من دعاة حماة الوطن, والمتحالفين معهم من لصوص العصابات الدينية الإرهابية دعاة حماة الله..
وجهت له الكلام بحدة وجلافة ,, استدارت بسرعة وجلست لتشير بأصبعها السبابة قابضة علي باقي أصابعها وتذكره بأنه من انتخب من أمرته العصابة الدينية ليكون قائداً وزعيماً , وهو مجرم جاهل وغبي يعتصم بأوامر ونواه عصابته .. فماذا كنت تريد من الناس البسطاء الذين خرجوا عليه معتصمين بأوامر ونواهي عصابات السلطة , وافرض مثلاً : أن هؤلاء الناس لم يعتصموا بأوامر من قتلوا أبنائهم وذبحوهم في الشوارع والميادين , هل كنت تنتظر منهم أن يذبحوا بأيادي من تحالفوا مع من قتلوهم مرة أخري , هؤلاء يلفقوا القضايا والإتهامات الجنائية الجاهزة ويعتلقوهم ويسجنونهم , والقتل لديهم له حدود, والآخرين القتل والدم لديهم سهل لحد الإفراط .. إنني أراك الأن وقد فقدت صوابك , وتبينت لي ملامحك الحجرية المتصلبة بجلافة عقلك .. يالك من غبي سيطرت عليك هواجس المثالية المصطنعة , والإدعاءات الكاذبة للثبات علي المباديء والقيم والمثل , أرجوك لاتنسي أن هؤلاء الناس مازالوا بين فكي الرحي , تطحن أحلامهم وآمالهم , وتطحن معهم طموحهم لحياة إنسانية كريمة , وفي حالة إستمرارتعاليك عليهم وانعزالك عنهم , فإنني سأكون منعزلةعنك , ولن أتعاليَ عليك .. معذرة :
أري أن الحياة مستحيلة معك تحت سقف واحد والخيار لك.. طلقني ثلاثاً .. أوسأطلقك خلعاً مع تنازلي عن كافة مستحقاتي التي لم أتحصل عليها منك..
خرجت مسرعة وأغلقت الباب وراءها بعنف , لتنزل إلي الميدان وتشارك من تعالي عليهم وتأفف منهم واتهمهم بالجهل والتخلف , راغبة أن لاتسبقهم أو تتخلف عنهم حتي لحظة الوصول لتحقيق المطالب ونوال الأهداف التي يسعي إلي تحقيقها الفقراء والمرضي والمازومين والمهمشين , وهي مازالت معهم .. أما هو مازال أسير التقعيد والتنظير, وينتظر أن يصيغ نظرية ترمي في مؤداها إلي أنه ضد شيعة الشرعية , وضد شيعة الإنقلاب من غير أن يؤسس للبديل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر