الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاعر أم

امال طعمه

2014 / 1 / 30
العلاقات الجنسية والاسرية


اليوم ستفارق حضني الذي تعودت الجلوس عليه والاستمتاع بكأس النشوة خاصتك الذي لايشاركك فيه احد! اليوم ستفارق ذراعي ولن ارى نظرتك المطمئنة وانت تحتسي ما خلقه الله فقط لك! سأشتاق لنظراتك المطمئنة بأنك ستلقى ما يرويك دوما في احضاني ساشتاق لجسمك الصغير يشعرني بالدفء وبأن الحياة كلها لدي وكلها تكمن فيك!
نعم ستظل تأتي الي متدلعا ومتذرعا ببكاء سرعان ينتهي ما أن احملك! لكنك لن تنظر الي تلك النظرة ولن تجلس في حضني ترتوي من كأس نشوتك البيضاء! على اقل من مهلك.

نعم ستشير بأن أحملك وأرفعك لتشاهد الاشياء التي لايستطيع جسدك القصير- الذي يحتوي دنياي ومافيها - مشاهدتها،سأحملك الى النوم في سريرك بعد ان انهكك تعب النهار من جري ومن صراخ وبكاء مطمئنا أني لجانبك وسأبقى بروحي الى جانبك حتى بعد الفراق الاخير!نعم دوما ستكون ذراعي ملجأ ان وقعت حين تركض مسرعا نحو شيء جذبك لونه البراق من بعيد!سأبقى دوما معك وحين تكبر وترفض ان اكون بجانبك ستكون صلواتي من اجلك وسترحل معك لا بل تسبقك!
يعز علي ان تفارق حضني هكذا ، لكنه مكتوب ومعلوم منذ ولدت بأنك ستفارقني بعد حين حتى تكبر باشيائك وتنضج و تشب وتستقل ولا تعود تكترث بأن أكون موجودة او لا الى جانبك في السرير!ولعلك تريدني ان ابعد حينها حتى لا ارى ما انت فاعل!وحتى لا امطرك بنصائح الام الحنون التي تعرف ان ابنها لا يستمع ولو لحرف واحد منها !وتستمر في كلامها عله يوما ما يستمع الى صوت حبها!

اعرف ان ذلك اليوم بعيد ولكن الايام تمر بسرعة ، تسيل دمعة من عيني وانا اتخيل انك تطلب مني البقاء بعيدا وعدم التدخل بشؤونك ! وكأن شؤونك غير شؤوني وهمومك غير همومي! ولن تعرف حينها ان الكون كله عندي اختصر معناه بأن اراك سعيدا وناجحا، لن تعرف حينها بكم تعبت حتى اراك شابا بهي الطلعة حسن الاخلاق ،لن تعرف كم كنت اخاف من الزمن وكم كنت اصلي لاجتاز عتبة الخوف مع كل محنة تأتي! لن تعرف كم كنت ابكي اذا شعرت اني قصرت بحقك ، لن تعرف كم كنت اغضب من نفسي حين كنت اعنفك على فعل الخطأ ومن داخلي اريد ان احضتنك، لن تعرف، لن تعرف اني كنت اراك عظيما وانت لا تفقه شيئا،لن تعرف اني كنت اصفق في داخلي حين خطوت اول خطوة وان قلبي بكى حين التفت إلي لأول مرة ونطقت ماما! لن تعرف أني ركبت فوق السحاب حين فضلت البقاء معي لا مع غيري، كطفلة صغيرة تخطت امتحان صعب! واني كنت افضل صحبتك مع بكائك على الجلوس في مجالس احاديث النساء البغيضة!

لن تعرف اني شعرت بفخر كبير وقد صرت تعرف الالوان والاشياء من حولك واصبحت تتكلم وتنطق الاشياء كاملة ولو متأخرا فأنت سبقت الكل بنظري! انت عبقري منذ أن ولدت ولو لم تخترع شيئا!لن تعرف ان عقلي سيكون مازال يحفظ يوم سأشاهدك تحمل حقيبتك الصغيرة فرحا بها في اول يوم دراسي !اشياء كثيرة اختزنها قلبي قبل عقلي وسيظل يختزنها ،لن تعرفها كلها اكيد، ولن تعرف اني كنت ارى الدنيا كلها هي انت وانت الدنيا .

شاهدتك أول مرة وأنت في داخلي وارتسمت ملامحك الحلوة في قلبي وراح عقلي يصور شكل عينيك وشفتيك وحتى نظرتك نحوي رحت أرسم بالألوان محياك على ورق من عاطفة التشوق لما سيكون! كنت انظر الى صور الاطفال الجميلة كلها واقول في قلبي انك ستكون اجمل! فأنت فقط مني وليس واحد منهم! وانت الذي ستحمله ذراعي مبتهجة بلقياك! وانت من كنت أحاول تصوير ملامحه حينها في ثواني حتى تبقى في الذاكرة ما دمت حية،وانت من كنت سأمسك باصبعه الصغير لاستشعر حقيقة اكبر معجزة في الحياة وامسكت به لأستشعر حينها ذهولا ما بعده ذهول وحب وخوف وأمل امسكت به لأستشعر ..لست ادري ماذا اقول؟
وكنت أدرس ملامحك استقرأها لأعرف هل تشبهني ام تشبه ابيك اكثر!
مررت بألم كثير حتى شاهدتك بين ذراعي ،تأوهت كثيرا وصليت ان يمر الامر سريعا لاراك فأنسى عذابي وكأنه حلم مضى ولأشعر بالحب من اول نظرة!
وما الم مجيئك للدنيا بأكبر من الم فراقك ولو لهنيهات!

هكذا الدنيا لقاء ففراق،ثم لقاء ففراق ومن بعدها فراق أبدي!
لكن يعز علي ان تفارقني ولو لحين يعز علي ان لا ارى الاطمئنان وانت تتمدد في حضني مستقرا وهانئا بما له لك منذ ولدت ،يعز علي ذكرى النهوض في الليالي والاستسلام لرغبتك بالحضن الدافئ!
سأشتاق لهذي الايام وهذي الليالي! سأشتاق لكل يوم يمضي وتكبر فيه لتبعد عني وتنفرد بذاتك وتتحد بإمراة اخرى لم تعرفك يوم ولدت ولم تعرفك وانت تكبر يوما بعد يوم بل عرفتك رجلا لتحبك كرجل!
أما أنا فأعرفك فقط واحبك فقط كطفلي الذي دوما أشتاق الى رؤية نظرة الطمأنينة والارتياح وهو في حضني!

هل تسرعت بقراري ان تبتعد عني هكذا هل اؤجل الفراق الى حين فيصبح الفراق اصعب! يعز علي ان ارى الدموع في عينيك وانت تطلب ماهو حق لك وماهو أمام عينيك !
اشفق عليك بل اشفق على نفسي من عذابي وانا اتخيلك تبكي ألما على فراق ما تعودت عليه ولكنك ستنسى انت صغير لن تظل الذكرى في نفسك بينما انا سأظل اتذكر !وكم سأتذكر لحظات الم لكن أملي ان فرحتي فيك تنسيني كل ما اختزنته من حزن !
احبك صغيري لكنه الفراق المؤقت ستبعد عن حضني الى حين وستعود اليه !
بعض الاحيان ستعود باكيا وبعض الاحيان ستعود سعيدا فرحا لكنك ستعود اليه حتما او هكذا انا أأمل!
يوما سأمضي في طريقي الى غير رجعة وسيكون العناق الاخير وحينها لن اقدر على احتضانك بذراعي ليس طوعا واختيارا بل انه قدر مكتوب فسامحني!

أراك تركض من حولي فرحا لا تعرف ما ينوي الزمن فعله غير مدرك ما نخبئه من الاعيب نحن الكبار وبئس تلك الألاعيب!
مالي اليوم اراك فأتلهف على احتضانك اكثر من باقي الايام! قلبي الأن لايريد شيئا سوى احتضانك، لقد اشتٌقت لك يا حلوي فتعال الى حضن امك مرتاحا ومطمئنا انك ستلقاه دوما وستلقى ماتحب!
تعال وتعلق برقبتي واستقر برأسك على ذراعي.

تعال فأنا لا اقدر على فراقك اليوم،وكأني يوما ما سأقدر!
فلنؤجل فراقنا يوما اخر!واذا استطعنا فلنؤجل القدر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشاعر أب
سامى لبيب ( 2014 / 1 / 30 - 14:20 )
ياااه يا أمال ما أروع قلمك -أحس بضآلة ما أكتب أمام سخاء وتأثير قلمك
أنا لا أجاملك فقد قرات مقالك عدة مرات لأحس بكل كلمة فيه وأشرد كثيرا ليمر امامى شريط حياة ابنى وكم كان جميلا دافئا حميميا لأجده قد نما وكبر وبدأ يخجل من البوح بمشاعره فهو يريد ان يخرج من جلباب أبيه فأشجعه على هذا حتى اصبح طبيبا يريد الاستقلال التام فأشجعه بعقلى ولكن يبدو ان فى داخلى شئ ما يرفض هذا البعد.
تعصبت عليه منذ يومين وغضبت لحساسيته المفرطة بالرغم ان غضبه جاء أثر رغبتى الزهو به لأحزن واقاطعه ليومين ولكن لم يمنعنى كأب ان اتوجه لسحب نقود لزوم غربته ولكن فى داخلى حزن منه
بعد أن قرأت مقالك إنسابت ذكرياتى ومشاعرى لأجد نفسى بدون إرادة اتوجه لغرفته واقبل رأسه وتنساب دمعة ليست حزينة وغير معتنية بأى حسابات ومن المخطئ ومن يجب عليه أن يعتذر فلا ينتابنى اى شعور بالخجل بل حب كبير يتدفق وإحساس ما بفقد هوية
أنا ممنون لقلمك ومشاعرك التى دونتيها عن ابنك والتى اخرجتنى من شرنقة غبية فإبنى سيغترب لأصير جذع شجرة فى سبيله للجفاف لأتوهم الحياة فى الإلتهاء بقضايا اكون فيها محاربا
رائعة يا آمال -الكتابة بالمشاعر هى الأفضل دوما


2 - مشاعر أب .
سامى لبيب ( 2014 / 1 / 30 - 14:31 )
ياااه يا أمال ما أروع قلمك -أحس بضآلة ما أكتب أمام سخاء وتأثير قلمك
أنا لا أجاملك فقد قرات مقالك عدة مرات لأحس بكل كلمة فيه وأشرد كثيرا ليمر امامى شريط حياة ابنى وكم كان جميلا دافئا حميميا لأجده قد نما وكبر وبدأ يخجل من البوح بمشاعره فهو يريد ان يخرج من جلباب أبيه فأشجعه على هذا حتى اصبح طبيبا يريد الاستقلال التام فأشجعه بعقلى ولكن يبدو ان فى داخلى شئ ما يرفض هذا البعد.
تعصبت عليه منذ يومين وغضبت لحساسيته المفرطة بالرغم ان غضبه جاء أثر رغبتى الزهو به لأحزن واقاطعه ليومين ولكن لم يمنعنى كأب ان اتوجه لسحب نقود لزوم غربته ولكن فى داخلى حزن منه
بعد أن قرأت مقالك إنسابت ذكرياتى ومشاعرى لأجد نفسى بدون إرادة اتوجه لغرفته واقبل رأسه وتنساب دمعة ليست حزينة وغير معتنية بأى حسابات ومن المخطئ ومن يجب عليه أن يعتذر فلا ينتابنى اى شعور بالخجل بل حب كبير يتدفق وإحساس بقرب فقد هوية
أنا ممنون لقلمك ومشاعرك التى دونتيها عن ابنك والتى اخرجتنى من شرنقة غبية فإبنى سيغترب لأصير جذع شجرة فى سبيله للجفاف لأتوهم الحياة فى الإلتهاء بقضايا اكون فيها محاربا
رائعة يا آمال -الكتابة بالمشاعر هى الأفضل دوما


3 - الاستاذه امال طعمه المحترمه
سناء بدري ( 2014 / 1 / 30 - 14:44 )
انا مع رأي الاستاذ الكبير سامي لبيب المحترم انت كاتبه واعده وما تكتبين رائع. اتمنى ان تستمري على هذه الهمه والنشاط
تحيه وتقدير وموده لك وللجميع


4 - هي أمي
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 1 / 30 - 16:56 )
عزيزتي أمال
تحية صادقة .
كم أتمنى أن أختبئ في حصن أمي ولا أفارقها
فالمشاعر والاحاسيس متبادلة
وأجدت في التعبير عنها لغة وتصويرا
لك شكري


5 - الاستاذ الكبير سامي لبيب
امال طعمه ( 2014 / 2 / 2 - 10:20 )
شكرا لاطرائك وما سجلته من كلمات رائعة
وايضا اسفة لانشغالي وتأخري في الرد
الابناء لا يعرفون حقا كم نحبهم ونقاسي من اجلهم عندما يكبرون يا استاذ ويتزوجون وينجبون سيشعرون بما كنا نشعر به لأننا نحن كنا نفس الشي زيهم مع انه الجيل هذا متطلب ومتذمر على الدوام
وليس كما كنت انا وكنت انت ايضا
سعيدة ان خاطرتي اثارت عاطفتك تجاه ابنك الذي لن تكف عن حبه والرغبة بأن يكون حاله احسن من حالك ككل الاباء
لكن يا ليت اولادنا يعلمون؟


6 - استاذة سناء المحترمة
امال طعمه ( 2014 / 2 / 2 - 10:23 )
شكرا استاذة سناء على كلماتك المشجعة دوما
عذرا لتأخري في الرد نظرا لابتعادي في رحلة قصيرة
شكرا مرة اخرى


7 - الاستاذ قاسم محاجنة المحترم
امال طعمه ( 2014 / 2 / 2 - 10:28 )
شكرا استاذنا على ما تفضلت به من كلمات واشادة بطريقة تعبيري
قلت كم اتمنى ان اختبئ في حضن امي ولا افارقها
نفس الامنية لدي لكن ياليتها تعود للحياة !امي الحنونة لاختبئ في حضنها الدافئ وانعم بالطمأنينة كطفلة صغيرة
ما أقساك ايتها الحياة
لك شكري وامتناني مرة اخرى استاذنا

اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة