الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤول وغياب روح المسؤولية

عباس ساجت الغزي

2014 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المسؤول وغياب روح المسؤولية
المسؤولية هي القدرة على الزام النفس بأداء الاعمال المطالب والمكلف بها الشخص , وايضاً الصدق في الوفاء بجميع الالتزامات التي يأخذها المكلف على عاتقه , والمسؤولية متعددة الاغراض منها ( الانسانية والدينية والمهنية والاجتماعية والاخلاقية .. وغيرها ) ويشترك الكثير منا بعدة مسؤوليات تترتب على العمل المناط به , ومن المسلمات التي اقر بها الإسلام تحديد المسؤولية على المسؤول وحده دون غيره , فلا يؤخذ برئ بجريرة مذنب .
ومن اهمية التزام المسؤول قول الرسول الاكرم ( ص) "ما من عبد يسترعيه الله رعية ,يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته إلاّ حرّم الله عليه الجنة ) وقال (ص) " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه, ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) في موعظة للمسؤول للطف بالعباد وفي ذلك قول الامام الحسين (ع) " اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم .. فلا تملوا النعم .. فتتحول إلى غيركم .. وفي رواية اخرى تتحول الى نقم " .
العراقيون يعانون الأمريَّن نتيجة غياب روح المسؤولية في اغلب مفاصل الحكومة العراقية , وكل ذلك نتيجة السياسات الخاطئة في التعامل مع الواقع العراقي والذي ولد مشهد من الياس والتشاؤم بدد فرحة الناس بالتغير وذهب صبر السنين العجاف ادراج الرياح بصحبة الوعود الوردية واصحاب الرياح الصفراء , وكل ذلك نتيجة التحايل في تصدر المسؤولية تحت الشعارات الحزبية والمحاصصة دون الكفاءة والاستحقاق , لينتج من ذلك الواقع المرير الفقر والدمار وتردي الواقع الخدمي وتدمير البنى التحتية وفقدان روح المواطنة .
ونتيجة الضغوطات السلطوية والحزبية واتباع الشيطان والنفس الامارة بالسوء من جهة والضغوطات الجماهيرية من جهة اخرى بات المسؤولون يتبادلون التهم فيما بينهم بالتقصير في اداء الواجب وعدم تحمل المسؤولية ليفوز في تلك المجادلة من يتمتع بصفات ( ان لم تكن تستحي فاصنع ما شئت ) , والمتضرر الوحيد والضحية في كل ذلك المواطن المسكين الذي يدفع ثمن تلك السياسات من عمره الذي يفنيه في خدمة الوطن ومن الثروات الوطنية التي تهدرها تلك القرارات الغير صائبة .
إن القبول بهذه الأمانة ( المسؤولية ) يعني الاستعداد لتحمل جميع النتائج والقبول بمبدأ الثواب والعقاب الذي يترتب على ذلك العمل , ومن يؤمن بوجوب أداء الأمانة أمام الله وأمام الناس ويخلص في عمله يكسب ثقة الناس واعتزازهم به ويشعر بالسعادة تغمره كُلما قام بتنفيذ عمل نافع , وليعلم المسؤول ان متاع الحياة الدنيا ينفذ بزوال النعمة نتيجة طغيان اصحابها وان المناصب والتفاخر فانية والله عنده حُسْنُ الْمَآبِ , واليه مرْجعكمْ جمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بما كنتمْ فيه تَخْتَلِفُونَ.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف