الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!

سهيل حداد

2005 / 6 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان
كانت صدمة كبيرة لي أن أرى كيف يتم تصفية جورج حاوي الرجل الذي عرف بوطنيته وعلمانيته ويساريته ومقاومته للمشروع الصهيوني في لبنان ولكل المشاريع الرامية لوضع لبنان تحت الوصاية الأجنبية.
كل شيء في فوضى الأحداث اللبنانية بعد صدور القرار 1559 وخروج الجيش السوري ، وتخبط الخطاب السياسي وارد الحدوث في لبنان، فكل لبنان مستهدف. وهناك من يحاول أن يؤجج الفوضى وينمي روح الفتنة. فلم تمضي أيام على صدور قرار 1559 حتى تمت عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ثم تبعته بعض التفجيرات هنا وهناك والتي كان يراد منها بث روح الرعب في نفوس الشعب اللبناني. ولم تمر فترة طويلة حتى طال الموت الصحفي اللبناني المعروف بمعارضته لسورية في حادث تفجير بالقرب من سكنه. وها نحن الآن نرى أن المسرحية تجدد لتطال مناضل كبير ومثقف من طراز الأول له باع طويل في حركة النضال العربي ضد إسرائيل ومشاريعها في المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الأحداث التي توالت على لبنان في الفترة الأخيرة من وراء استهداف هذا الرمز الوطني المناضل وما هي أهدافه وهل يمكن فصل ذلك عما يحدث في العراق وفلسطين والضغوط المتزايدة على سورية؟. قد يكون الجواب معقداً إذا حاولنا أن نخلط جميع الخيوط ببعضها البعض. ولنعترف جميعاً أن المنطقة بأسرها تمر بأزمة حادة من جراء الاحتلال الأمريكي للعراق الذي يحاول بشتى الوسائل الخروج من هذا المستنقع الذي يستنزف قواه ويكيده الخسائر الفادحة يوماً بعد يوم. وبما أن المتابع لما يدور في هذه المنطقة منذ انتهاء الحرب العراقية الإيراني بات يعرف مرامي ونوايا الإدارة الأمريكية في المنطقة. لذلك وبتبسيط لتسلسل الأحداث نستطيع أن نجد الجواب في دهاليز ومكاتب البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية المركزية والموساد الإسرائيلي. وليس كما يفعل البعض ويتهم سورية بانفعالية وبدون تروي وحكمة وأحياناً بغباء سياسي فاضح أو بردود فعل محضر لها مسبقاً لغايات سياسية أو شخصية. فعلى جميع الأحول وكل الاحتمالات من الغباء السياسي بمكان اتهام سورية بهذه الأحداث في مثل الظروف التي تمر بها المنطقة، وخاصة بأن الإدارة الأمريكية تنتظر أي دليل ضد سورية لشرعنة عدوانها بكل الوسائل. وللمتتبع في قراءة الأحداث يجد أن اغتيال الحريري قد أدى شئنا أم لا إلى:
- تدويل موضوع لبنان.
- زيادة الضغوط على سورية بعد خروجها من لبنان ومحاولة عزلها وتحجيم دورها الأقليمي والدولي وفسح المجال للإدارة الأمريكية وأتباعها أن يصولوا ويجولوا في هذا البلد ممارسين وصاية غير مرئية ولكنها فعالة في التأثير على الأحداث ومجرياتها في لبنان وما يحيط به.
- الضغط على المقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله للتخلي عن سلاحه.
- الضغط على المقاومة الفلسطينية في لبنان للتخلي عن سلاحها ومحاولة إقناع اللاجئين الفلسطينيين بالتوطين في أرض اللجوء.
فهل اغتيال جورج حاوي الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سيؤدي إلى وصاية أمريكية مباشرة على لبنان؟.
لقد انتهت الانتخابات اللبنانية بدون أن يكون هناك أي تدخل خارجي (والمقصود هنا بالتحديد التدخل السوري) عدا التدخل المباشر الأمريكي وفازت المعارضة التي تدعمها أمريكيا بأغلبية مجلس النواب؛ هذا يعني أن ادعاءات أمريكيا تجاه سورية وحلفائها في لبنان لم يكن صحيحاً، وبالتالي يعد ذلك فشل للإدارة الأمريكية بإيجاد أي عذر أو مبرر للتدخل في لبنان وفرض وصايتها بالقوة وتحقيق مآربها في نزع سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانية والفلسطينية.
أم أن الإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل تؤدب كل من سولت له نفسه إذلال وهزيمة الجيش الصهيوني في جنوب للبنان ودحره. وهكذا سيكون الحبل على الجرار والقائمة التي وضعتها الإدارة الأمريكية بمساعدة عملائها وعملاء الموساء لتصفية الوطنيين في لبنان طويلة جداً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر