الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوة في الاتجاه الصحيح

نور الدين بدران

2005 / 6 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد أن كانوا مكتومين أو غرباء في ديارهم، اعترف ب225 ألف من الأكراد السوريين كمواطنين، ولقرار كهذا يفرح القلب، ويتململ اليأس الذي كادت الروح تأسن فيه، وتتجدد براعم الأمل.
القرار إنساني ،فمن حق الإنسان أن يكون مواطناً،والقرار سياسي فمن حق المواطن أن يعترف به كإنسان،والأكراد جميعاً مواطنون وبشر وهذه حقوقهم أو بالأصح الخطوة الأساسية نحو حقوقهم.
باتجاه تصحيح تلك المعادلة المصابة بخلل مزمن في طرفيها، فإن هذا القرار هو خطوة على الطريق الصحيح، لتعديل هذا الخلل، بجانبيه الإنساني والسياسي، ليس للمواطن الكردي فقط، وإنما للإنسان السوري بغض النظر عن جنسه وقوميته ودينه، لأن سوريا كجملة أوان مستطرقة، لابد لأي سائل أن يستقر ضمنها على مستوى واحد، فمشكلة السوريين الأكراد، مشكلة السوريين الآخرين، عرباً وأرمن وتركمان وسريان وآشوريين، وغيرهم من الثقافات، والعكس بالعكس،ولهذا فخطوة كهذه هي انتصار لسوريا وللسوريين، وليست للأكراد فقط، لأنها تدعيم للمناعة الذاتية للجسم السوري كله.
لقد كان الأكراد عبر تاريخ سوريا، أوفياء لها ومساهمين فعالين في نموها وحياتها،وهم اليوم سيعطونها أكثر وسيضخون في شرايينها الاستمرارية والقوة المضطردة، ورغم ذلك كان بعض المستفيدين من ذوي السلطة وربما حتى اليوم لا يرون أن ثمة مشكلة كردية، واليوم يبرز الوجه الآخر لهذه العملة الباطلة، أي لدى بعض الأكراد(لحسن الحظ أنهم أقلية) حيث تصل المغالاة لدى هؤلاء بالحديث عن الانفصال عن سوريا، ويخلطون بحماقة بين حقوقهم الثقافية والمواطنية والإنسانية وبين الانفصال التام، وكأنهم ينسون أو يتناسون أن هذا ليس من حقهم على الأرض السورية، حيث يشاركهم سوريون من أثنيات عريقة،وربما يكون هذا الطرح مناسباً لبلدان أخرى، ولكن ليست سوريا منها، ويمكن لمثل هذه الأخطاء بل الحماقات، أن تضع السوريين الأكراد في مواجهة السوريين العرب، أو السوريين الآخرين، وتالياً ترتكب أكبر الحماقات بحق سوريا كلها، ومن ضمنها الأكراد.
إن الحقوق الثقافية المهضومة تاريخياً، يجب أن تعود (اللغة الكردية والثقافة والمدارس وغيرها)وأن تصبح شرعية وعلنية، ففي الثقافة الكردية، إغناء لسوريا كلها، و هذا مختلف عن الاستقلال التام أو الانفصال.

ثمة حقوق إنسانية مهضومة لجميع السوريين، فكلنا لسنا مواطنين بالمعنى الحديث للكلمة، والأكراد خاص في هذا العام، وليس منفصلاً عنه، بل لا حل للمشكلة الكردية إلا ضمن الحل الديمقراطي السوري العام، ولا أتكلم إلا على الحاضر، مع أن التقدم البشري يسير باتجاه الوحدة،طبعاً ليست وحدة عبد الناصر وعبد الحميد السراج، وإنما الوحدة الديمقراطية القائمة على التنوع والحرية.

أمام سوريا استحقاقات كثيرة،وهي استحقاقات داخلية وخارجية، وبعضها ملح وعاجل بل تأخر كثيراً، كالحريات السياسية (صحافة – أحزاب – جمعيات ....إلخ)والتحديثات الاقتصادية و القانونية، وهذه كلها مرتبطة بإرادة السلطة السياسية ورغبتها وقدرتها على الإصلاح أولاً، وبعضها مرتبط بعوامل إقليمية ودولية كتحرير الأرض وإقامة السلام مع جميع الجيران دون استثناء.
إن مواجهة الاستحقاقات الخارجية غير ممكن بدون حل معظم الاستحقاقات الداخلية، فالدولة التي مواطنوها أحرار هي الدولة القادرة على مواجهة الخارج بكل تحدياته سواء كان ينشد الصداقة أو العداوة.
إن هذه الخطوة فيما يخص الأكراد، يجب ويمكن ونأمل أن يتبعها خطوات أخرى في استكمال حقوقهم الثقافية، وتحرير لغتهم وإطلاق سراحها، وعدم التعامل معها كوباء، لأنها لغة شعب عريق له ثقافته وأدبه وفنونه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل