الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء تونس الإيضاح والتوضيح الطريق الصحيح في سبيل الإنقاذ والخلاص

يوسف الحنافي

2014 / 1 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


نداء تـــــــونس الإيضاح والتوضيح الطريق الصحيح في سبيل الإنقاذ والخلاص
هذه مساهمة بسيطة و مهمة حول ضرورة قراءة الفكر البورقيبي و استخلاص ايجابياته قد تكون هذه المقالةاستجابة لآراء العديد من شباب الفكر البورقيبي الذي ارتدى عمامته بعضهم بنزعة انتهازية لتحريك الشعور القومي الوطني لدى المتحمسين ....,خاصة موقف حزب نداء تونس الغريب بعد سقوط النظام السابق و وقوع احتلال الترويكا للحكم في تونس .
لقد تمنيت أن يستمع الأستاذ الباجي قائد السبسي لكل الاطياف بين صفوف حزب نداء تونس خاصة و أن انتقادات حادة و لاذعة تصدر من إطارات فاعلة بين صفوفه و أصدقائه والمقربين منهومن آخرين انشقوا عنه أو مستقلين,يحرصون على ضرورة قيام الحزب بدوره الذي كان منتظرا منه في استنهاض الجماهير والدفاعالشجاع عن مصالحها..لقد كان لبعض القيادات التي تنطوي على نفسها أو تحاول الانزواء و غيرها ممن كانت لها شجاعة التمرد واضحا رغم اقتضابها وعموميتها في بعض الفقراتتجنبا ( لغضب القيادة ) كما اعتقد,لأنهمحساسون جدا من أي نقد وان كان بناءا ومفيدا وصادرا من اقرب الناس أليهم..
هذه المقالة فيها نقدمباشر و صريح لسياسية حزب نداء تونس الذي اتقاسم معه عديد الأفكار ودعوة للنهوض وليس للتجريح كما قد يفهمها البعض.لكني قد اغضب إخوة آخرين فينبرون بعضهم بإطلاق العبارات التي تعبر عن الغضبوالانفعال و أصحابها هؤلاء يحتاجون إلى وقت طويل لقراءة الفكر البورقيبي الصحيح لا أن يتوارثوه بالكذب و البهتان ، قراءة متأنية كي يتقبلوا النقد العلمي الواقعيولتتسع صدورهم للآخرين حتى وان اخطئوا حسب اعتقادهم وان يردوا النقد بالنقد الأقوى والتصحيح الأدق وذكر أسماء المسميات و إحاطة العبارات الناقدة حتى يكونوا دقيق يندقة الناقدين وحصيفين حصافة الحق الذي عنه يبتعدون,منشغلين بعبارات لا تليق وبتسميات مبتذلة لا تحل أزمتهم .
قراءة الفكر البورقيبي باستمرار,ضرورية جدا للبورقيبي الصادق كشخص وكحزب,لأنه سيكتشف في كل مرة ومرحلة أشياءجديدة وحلول لأختنا قات فكريةوتطبيقية,ولمن اخطأ فهمه وطبقه كتجربة واحدة معاشة في بلد واحد اتخذ في وقت ماالمثال الوحيد الذي يقتدي به وترك بورقيبة وفكره, و أصبحت الأحزاب البورقيبية و الدستورية ذيلا لتلك التجربة تستنسخ وتطيع وتلبي,وقد أهملتظرفها الوطني ومشاكلها المحلية. فالبورقيبية هي نظرية الجديدة المعاصرة التي لم نتفطن إليها في زمن العبقرية التي تطبق في بلادنا بصورة تختلف عن البلدان الصديقة الأخرى باختلاف الزمان وظروف المكان المتغيرة والمتجددةومراحل التطور التي بلغتها . لهذا نجحت التجارب الذاتية المحلية الأصلية المتجانسة مع البورقيبية و أصبحت مدارس,أخرى ناجحة (كالتجربة السوفيتية الماركسية لينين) والصينية(ماوتسي تونغ) والكوبية_الأمريكية اللاتينية (فيدل كاسترو وكيفارا)والكورية(كيم ايل سونغ) والفيتنامية(هوشي منه وجياب) واليوغسلافية( جوزيف بروتستتيتو) و الألبانية(انور خوجه) وغيرهم , فلنا بان نفتخر ببورقيبة يوغرطة تونس الذي نجح بالبورقيبية .
و حيث لم تنجح خلال و بعد الثورة التونسية أحزاب أخرىومن ضمنها اغلب الأحزاب التي كانت ضمن الائتلاف الحكومي أو بالمعارضة ,لأنها تركت ظرفهاالوطني وتجربتها المحلية وراحت تنظر إلى تجارب الغير,محاولة استنساخها والتطبيل لها,بحيث أصبحت تابعة لها لا تناقش ولا تعترض إلى أن سقطت تجربتهم بعد فشلهم الذريع . ولم تنتقد هذه الأحزاب نفسها ولم تراجع برامجها وسياساتهاالسابقة,بل اتجهت معظمها وقياداتها اتجاها متهافتا .
أما المراحل اللاحقة فاتسمت بالارباك والارتباك وكثرة الأخطاء خاصة ما يتعلق بالمشاركة في الجبهات الوطنية الفاشلة التي دعى لها حزب نداء تونس والتي شارك فيها من موقع خاطئو جنا منها مصائب كبيرة و عداءات مختلفة و تناقضات بين كودره التي تختلف في الفكر و الرأي و النضج و الاديولوجبا ,لأنه لم يستخدمالنظرية البورقيبية و أسسهاوشروطها وتطبيقاتها إزاء ضرورة الجبهات وطريقة تشكيلها ومهامها وقيادتها فلن يخزينا التشارك و التناصف و التناسق مع جبهات دينية إسلامية إذا كان الهدف منها واحدا موحدا . فلقد كان الحزب الشيوعي الفيتنامي مثلا يقود جبهة التحرير الوطني الفيتنامي التي اشتركت فيها جميع الأحزاب الوطنية الفيتنامية ومن ضمنها أحزاب دينية هندوسية وغيرها. قادها الحزب و وجهها إلى حين تحقيق النصر على الأمريكان وهزيمتهم دون أن ينفرط عقد تلك الجبهة أو أن تواجهمشاكل مصيرية.أما في بلادنا فكانت مشاركة حزب نداء تونس في الجبهات الوطنية السابقة بناءا على قرارات عاطفية لقيادات تفتقد الحكمة والاستقلالية الوطنية في اتخاذالقرار,أو أنها كانت واقعة تحت تأثير و أملاءات أجنبية (فرنسا و الاتحاد الأوروبي ) وهذا مااعني به ( فقدان الاستقلالية الوطنية).أما التحالفات الحالية في العملية السياسيةفمشاركة حزب نداء تونس فيهاكانت دون تشخيص وتحديد لموقعه,فهي مصيبة المصائب,وان درسا عمليا أو مراجعة منطقيةللتجارب السابقة لم يحصل قط..لهذا كان الأصدقاء و الأعداء يقدرون قيمة و أهمية حزب نداء تونس ,ولكن قياداته لا تشعر بذلكولا تقيمه كما ينبغي,لهذا أوقعته في مطبات فقد فيها الكثير,وسواه من الأحزاب السياسية لا يمكن لأي منها النهوض من جديد, لو يتعرض حزب نداء تونس إلى تغير مفاجئ لا فدر الله على قيادته العليا . , لقسوة الضربات ولعمق الأزمات, و قد لا ينهض بعد انتكاسة بسبب غياب إسناد الجماهير للقيادة بالصف الثاني و الثالث و لبعد كوادره منها.
ثم تخطأ القيادات وتعوددورة المعاناة والانقسامات..وكأنما خلق الحزب ليمر بدورات من المعاناة و الأزمات وخلقمنتسبيه ليعيشوا هذه التصادمات ما بين القيادة المركزية و الجهوية و التي خلناها انقرضت مع فكر الحزب الواحد و القائد الواحد .
وهل ستستمر على هذه الحال؟ لهذا توجب النقد الصريح والمباشر منخلال الدعوة إلى ضرورة قراءة الفكرالبورقيبي المعاصر.ماذا علينا عمله اليوم؟ يسأل أنصار حزب نداء تونس والحزب لا يجيب بالتأكيد..حزمة من الأشياء يجب أنيعملها من يؤمن بالديمقراطية و البورقيبية
1- صعود قيادة جديدة للحزب شابة في عقليتها وعلميتها وثوريتهاالهادئة واستقلاليتها ووطنيتها تراجع الماضي وتنقده بحكمة وذكاء وتبني للحاضر والمستقبل
2- نقد العملية السياسية نقدا علميا وعمليا منخلال النتائج والممارسات السلبية الكبيرة التي جاءت بها بحق الشعب والوطن وان تطلبالامر الخروج منها
3- دعوة مخلصة من خلال برنامج عمل سياسي وثقافي واجتماعي وطني يجمعأطراف الوسط الدستوري التونسي كافة
4- دعوةمخلصة من خلال برنامج سياسي عام يجمع القوى الوطنية كافة باستثناء الطائفية فيجبهة وطنية عريضة واضحة الأهداف والمعالم والاستراتيجيات وتحت قيادة سياسية وطنيةمشتركة
5- الالتحام بالشعب من خلال إعداد منوال تنموي متغير و متحرك ؟ أ قول فكرة الجبهات ليست مخطئة لكنها لم تدرس بما فيهالكفاية ، فكرة الجبهات في رأيي مهمة وضرورية حيث لا يستطيع أي حزب سياسي أن يعملويتحرك بين الجماهير بدون أن يشترك مع الآخرين في جبهة منسجمة ثابتة تغطي على الأقلمرحلة نضالية محددة الأهداف والغايات والبرامج و الأحزاب والشخصيات المشاركةوتوزيع الأدوار والواجبات..لم يشترك حزب نداء تونس لحد ألان في جبهة منسجمة المبادئ و الأفكار فيها نسبة معقولة منالثبات,بل في جبهات مؤامرات ترتكز علىجعل الدستوريين أداة المصيد من أوكاره وتناقضات وصيد في مياهبركها الآسنة يخسر حزب نداء تونس فينهاياتها الحزينة.أما الجبهة الحالية فهي ابخس و أتعس الجبهات..لا شيء فيها يوحي بأنهاجبهة وطنية معتدلة فكل يعزف على وتر و كل يغني على ليلاه ..ولا مكان يعترف به للحزب إلا مواقعوظيفية هامشية لبعض قياداته . (ارتباك واضح في مسيرة الحزب الحالية)
حزب نداء تونس يفقدالكثير من خصوصيته عندما يجد نفسه بعد فترة ما بسبب انفراط التحالف ليس نابعا من أخطائه فقطبل من زئبقية أفكار وهوية تلك الجهات ـ لقد فقد حزب نداء تونس خصوصيته منذ اشتراكه فيالعملية السياسية مع أحزاب يسارية لا تؤمن بتاريخ الحركة الدستورية ,لأنه لميؤسس لحزب له تاريخ بكامل الوضوح والعلنيةولم يبق من خصوصية إلا اسم الحزب وقد يكون في ذلك قصد وهدف في نفس كسيلة وآخرين.
ما يحدث اليوم وما حدث بالأمسمن اصطفاف متستر عنه مع قوى سياسية لازالتفي الحكم من خلال المجلس التأسيسي مسألة يجب إعادة النظر فيها جذريا ـ و إعادة النظر الجذريةتتطلب بالضرورة نقد العملية السياسية جملة وتفصيلا والخروج منها إذا كانت غير منصفة من خلال الإقصاء و التهميش ..هذا الذي أردت أن أقوله..أاليس صحيحا ؟ فلماذا تغضبوا مني أيها الأخوة لأني قلتهابصورة مباشرة ـ والمباشرة لا تعني سوء الأدب بل تمنع تفسير والتأويل
على حزب نداء تونس أن لا يخشى النقد أو يتجنبالكشف عما حدث فيه عبر ثمانية عشر شهر صاخبة..على الحزب أن يصارح أعضائه بالحقيقةالكاملة.فالخشية من النقد ليست من صفات الدستوري الذي يمتلك العلم و الفكر ومنطقه والثقافة وبحورها وسعة الاطلاعوآفاقها.فكيف يخشى دستوري بورقيبي من نقد وهو ما كسب ولم يكسب من الحياة غيرسجونها ومعتقلاتها إبان الحركة التحريريةالتي قادها آباؤنا وتشريدها ولجوئها وغربتها عبر تاريخالحركة التلمذية و الطلابية و حرها وبردها وجوعها وعطشها بالمطبات الحقيرة للمبيتات الجامعية خلالالثمانينات وحرقة الحنين إلى القرية و المدينة و الوطن بحثا على التربية السياسية و العلم ..؟
و قد يقول بعضنا (قليلة سنتين في عمر حزب نداء تونس ) دليل الأمل في النفس و التفاؤلالذي تكتنز في سبيل المستقبل لتونس ..أيةحقيقة كاملة يصارح بها حزب نداء تونس جماهيره؟وهل صارحهم بجزء من الحقيقة؟ لقد بدأ البعض يكتب قصة حياته السياسية الشخصية وفيبعضها جوانب من الحقائق المؤلمة..و أوعد آخرونبكشف الحقائق. كم هي كبيرة عقولنا وقلوبنا و نحن تختزن تجارب ونخفي حقائق؟ لأننا نحب حزبنا وحب الحزب هو حب النضال وعندما يتوقف أو يبردالنضال يتوقف و يبرد الحب ويختفي الحبيب عن المحبوب. متى بدأ حزب نداء تونس تقييم المرحلة والتجربة مجددا ـ أين علاماتهاومؤشراتها ؟ وما هي الحركات و الأحزاب الإسلامية (الوطنية) التي يجب أن يصطف معها حزب نداء تونس ؟ أين هي التطورات الداخلية والفكرية في حزب نداء تونس رغم محدوديتها التي يجب أنيقرأها المنتقدون و أنت منهم يا أستاذالباجي ؟ أرجو أنترتقي قيادة حزب نداء تونس للتعاملمعها وحسابها في عداد النقد البناء وان تصحح المسار نحو عمل حقيقي يوحد ولا ينعزل.. والى مزيد من الإيضاح والتوضيح عسى أن يسلك الخيرون من أبناء شعبنا الطريقالصحيح في سبيل الإنقاذ والخلاص.

يوسف الحنافي
متصرف عام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا يحذر من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي|#غرفة_الأخ


.. حزب الله يعلن تنفيذ 18 هجوما على أهداف إسرائيلية قبالة الحدو




.. خليل العناني: الرئيس الأمريكي يبحث عن خروج آمن من حرب غزة


.. أم تبكي طفلها الشهيد نتيجة التجويع الممنهج من قوات الاحتلال




.. مراسل الجزيرة: استمرار عمليات القصف الإسرائيلي على وسط مدينة