الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانكسار والهزيمة وافتعال الازمات !!

ئازاد توفي

2014 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الانكسار والهزيمة وافتعال الازمات !!
بعد الانتخابات البرلمانية لاقليم كردستان في 20/9/2013، حيث احدثت قلقا في الشارع الكردي ولاسابيع، سيما اثناء الفرز وتهافت بعض القنوات الاعلامية العملاقة في الاقليم والتي تمول بشكل خاص من الاحزاب الكردية وقادتها كــ (RUDAW,KNN ,NRT ) والتي تدعي الحيادية والموضوعية في منهجها الاعلامي والمهني، وحيث التغطية الاعلامية تصدرت معظم النشرات الاخبارية وعلى مدار 24 ساعة متواصلة لعمليات فرز الاصوات والانتهاكات وكشف عمليات التزوير والخروقات الجسيمة والاتهامات المتبادلة بين الاطراف المتنافسة من جهة، وغرفة العمليات الخاصة بالمفوضية العليا للانتخابات وكذلك التصريحات الخارجة منها وتصريحات سادة مسؤوليها حول اداء وعمل اللجان الخاصة بالفرز ونسبها اليومية من جهة ثانية ..
وخلال عمليات الفرز ظهر او ولد نوع جديد من عدم تقبل النتائج وعلى الاصح يمكن القول ان بعض الاحزاب قد علمت بالنتائج قبل اعلانها او من خلال مندوبيها في غرف عمليات الفرز فحاولت جاهدة افشال هذه الانتخابات اما عن طريق السطو على غرف العمليات اومحاولة سرقة الاصوات من الصناديق ناهيك عن الكميات الهائلة من الاصوات المغشوشة في الصناديق والتي تجنب الحديث عنها غالبا ومن كل الاطراف القوية لان الكل كانوا مستفيدين من هذه الخطوة.
والطامة الكبرى في ديموقراطيتنا هو الشعب المسكين الذي دائما يقع ضحية هذه الاحزاب والانفعالات الناجمة والمصاحبة من اداءها حيث يتم تجييشها واستغلالها من قبل قادة هذه الاحزاب، والى الان والشعب يدير كفة عقله تجاه هذه الاحزاب بالتاثير العاطفي والعشائري (المناطقي)، وليس بتاثير الاداء الصحيح، حيث هذا الشعب الابي نراه منقادا الى العملية الانتخابية بتاثير وتوجيه شيوخ العشائر المنحازين لبعض الاحزاب بفعل المال والهبات الممنوحة لهم ولاعيانهم، او استغلال الاحزاب لدور المناطق التي يسيطر عليها من خلال التزوير، وشراء الاصوات، والتهديد والترهيب وغيرها من الادوات المستخدمة والملائمة لاهداف هذا الحزب او ذاك.
كل هذا والحرب النفسية المندلعة على القنوات الاعلامية وظهور نوع جديد من الاعلام المرئي الا وهي وضع النتائج بين المتنافسين على الشاشة طول مدة عمليات الفرز وولادة برامج جديدة تناقش عمليات الفرز وتبادل الاتهامات بين المتنافسين وعلى الشاشات، وكأن اعلامنا محايد وعلى الطريقة الغربية، والمحزن والمبكي عند متابعة هذه القنوات كان الكل منتصرا والادعاء مفرط بنجاحه الساحق وحصوله على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية للدورة الجديدة وابرز مثال على هذه الانتصارات هي قناة روداو حيث كانت تعلن نتيجة حزب الديمقراطي الكردستاني على شاشتها وباللون الاصفر من 38-42 مقعد ، وتجاوزت في بعض الاحيان الى 44 مقعد حسب النسب المئوية التي كانت تعلن على شاشتها، وقناة حركة التغيير (KNN) كانت تعلن وعلى مدار الساعة بان الحركة ستحصل بين 28-32 مقعد وكانت تتهم جميع الاطراف بالتزوير وخرق القوانين ....
والدور الابرز في هذه العملية ونتائجها كان من نصيب الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث حاول المستحيل لإفتعال اي ازمة وبالاخص مع حركة التغيير وللعلم المسبق من قادتها على النتائج الوخيمة من العملية الانتخابية والغير المرضية وتخوفهم من مؤيدي الاتحاد وكوادرهم لاجهاض هذه العملية الديموقراطية لكن كلها باءت بالفشل وظهرت النتائج و كانت من نصيب الاتحاد 18 مقعدا للدورة الحالية بدلا من الدورة السابقة 29 مقعدا ( والذي اعلن في يومها من بعض كوادر الحزب الديمقراطي بان الاتحاد حصل على 29 مقعدا برضا الحزب وليس بقوتها في الفترة السابقة لانهم كانوا شركاء في القائمة انذاك )، ومع اعلان النتائج خرجت اصوات متشددة جدا غير مستوعبة قبول النتائج من قبل بعض قادة الاتحاد وكوادرها وبعض المتصيدين في الماء العكر الا ان قوة العقل والحكمة في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني لنزع فتيل ازمة الخسارة في هذه الدورة ..
والدور الريادي والقيادي الذي لعبه د.برهم صالح ومقولته الشهيرة (شكه ستمان هيَنا) وبالعربية (لقد انكسرنا) ونقبل بالنتائج ونعتذر لمناصرينا وكودارنا، اثر وبشكل ايجابي وبجدارة لا يقاس في تاريخ النزاعات في نزع فتيل الازمة اولا ومن امتصاص الغضب العارم من قبل الاتحاد وكوادره وهذه المرة الاولى في حياة اي حزب كردي او حتى شخص كردي بسيط تقبل الهزيمة ويقر بالنتائج وعلى مر العصور لم نسمع بحديث يشير الى أي كردي بتقبل هكذا امر ....
نعم لقد فعلها الاتحاد بجدارة، وهذا ايضا درس في السياسة الكردية ووضع الاتحاد امام اختبار جديد، وهو تقييم اسباب الهزيمة وسبل تفاديها مستقبلا والتقدم الى مسيرة النجاح في المستقبل.
واشارة بسيطة هنا في مقولة الدكتور برهم صالح بما انك قيادي بارع في الدور الذي تلعبه، كان الاجدر بك ان تقول (هزمنا) بدلا من (انكسرنا)، فالهزيمة تعوض بالانتصار في دورات قادمة ام الانكسار فيعني الموت او الزوال للحزب وهذا غير منطقي في لعبة السياسة.
الى ان الاشارة الى او القول بانه انتهت ازمة الانتخابات وانكمشت، فهذا غير صحيح او وارد اطلاقا، بل على العكس ولدت انفجارا آخرا في العملية الديمقراطية، حيث الى الآن وبعد مرور اكثر من اربعة اشهر ولم تنعقد جلسة رسمية واحدة لبرلماننا الموقر ولم تظهر اية بوادر لتشكيل الحكومة الجديدة وبقي اقل من 90 يوما على انتخابات المجلس الوطني العراقي وتتزامنها مع انتخابات مجالس المحافظات للاقليم...الا يوجد مخرج لانهاء الازمة المفتعلة بينكم (الاحزاب).؟؟؟
لو تم التنازل قليلا من كل طرف في العملية السياسية لما وصل بنا الحال الى هذا المأزق، ولو فكرتم قليلا بالشعب او المواطن الكردي المسكين لما وصل الحال بنا الى مفترق طرق لا نهاية له.
الا يكفي والشعب على عتبة نهاية الشهر الثاني في خدمة الوطن واذ يكافيء بحرمانه من راتبه الوضيع، وحرمانه من الحقوق اسوة بباقي العراقيين .
اليست هذه دعاياتكم المغرضة ومن قنواتكم التلفازية الدعائية بانكم ربحتم 12 مليار دولار امريكي من التبادل التجاري بينكم وبين تركيا واين مداخيل اموال بيع ما يقارب 7 مليون برميل من نفط العام المنصرم وحربكم سجال مع المالكي والدولة العراقية حول اموال النفط عدا اموال الميزانية المخصصة للاقليم 17%....؟؟؟؟؟
الاجدر من الناحية النضالية من جهة ومن الناحية الانسانية على قادة الاتحاد الانسحاب من العملية السياسية في هذه الدورة والاكتفاء بدور المعارضة وتفعيلها على الاسس الوطنية الصحيحة في البرلمان وتشكيل حكومة ظل داخل البرلمان ولتكن الخطوة الثالثة في المجد السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وافهام المناصرين وتعليم الكوادر معنى الروح الوطنية وبناء مجتمع راقي تحتذي به شعوب الشرق اوسطية وليكن الاتحاد الوطني الكردستاني مثالا يحتذى به في الوطن بدلا من نهب قوت الشعب وسلب الوطن من قبل الاخرين.
والشعب الكردي يمهل ....ولا يهمل من سلب ارادته ونهب قوته وليكن شعار النصر في المستقبل الزاهر:
من الهزيمة نولد العزيمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية