الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة كتاب حوار حول العلمانية لدكتور فرج فودة

امال عبد السلام

2014 / 1 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



مؤلف الكتاب هو فرج فودة ، احد ابرز المفكرين المدافعين عن مدنية الدولة. ولد في مصر سنة 1945، متحصل على دكتورا فلسفة في الاقتصاد الزراعي . ينتمي د. فرج فودة الى العصر الثاني للتنوير في مصر و قد عرف بجراته في تناول العديد من المواضيع اهمها الجماعات الاسلامية المتطرفة. اثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة، وليس عن الدولة أو المجتمع.. تم اغتياله على يد جماعة إرهابية في 8 جوان 1992 في القاهرة
د.فرج له كتابات في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار المصريتين الى جانب العديد من مؤلفات منها حوار حول العلمانية.
لهم عقول ولنا عقول، ولهم ماض يهربون اليه و نحن نهرب منه ولديهم مستقبل يهربون منه ونسعى نحن اليه" الصفحة " .
بهذه الكلمات يفتتح د.فرج كتابه "حوار حول العلمانية "
يتكوّن الكتاب من مقدمة و مجموعة من الفصول مبوبة . ففي المقدمة يبين اهمية الكتاب الذي كان نتيجة خلاصة تجربة الصراع الفكري القائم في الثمانينات 0
الاسلام دين و ليس دولة يصرخ الكاتب بهذه العبارة في الجزء الأول من الكتاب 0 و يؤكد أن ان الخضوع للدين و ليس للمتحدث فاغلب المتحدثين مزورين للاحداث هاتفين امام حقائق التاريخ
مقدما بذاك تجربة احمد لطفي في العشرينات من القرن العشرين بطريقة ساخرة الذي اعتبر انه كافر و ملحد لانه اعتنق الديمقراطية التي اعتبرها المجتمع المصري نبت شيطاني دخيل من الامبريالية و الصهيونية
كما يربط د فرج هذه الاحداث بالثمانينات من نفس القرن مبينا مدى تغلغل المفاهيم الخاطئة داخل المجتمع و يقدم الديمقراطية كمفهوم مختلف خاص بكل دولة نظرا لارتباطها الوثيق بالظروف الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية
يقر د فرج في دفاعه عن العلمانية باختلاف مفهومها بين الدول مثل فرنسا تفصل الدين عن الدولة و في بريطانيا فان راس الدولة هو نفسه راس الكنيسة و يؤكد الكاتب ان تجربة مصر يجب ان تكون مختلفة اولا يجب فصل الدين عن السياسة لا عن الدولة
كما يجب على الدولة ان تختار قيادات المؤسسات الدينية و تحتفل بصورة رسمية بالاعياد
كما يبين الكاتب على تعارض الدولة المدنية مع الدولة الدينية التي تسعى لتطبيق الشريعة و اعتبار ان المدافعين عن الدولة المدنية في حكم المرتد امام قوة الحجة برفع سيف التكفير و و اعتبار حضارة الغرب شذوذ
و يعتبر فرج فودة ان انكار العلمانية جهل بالحضارة ويقترن معها الدعوة لدولة دينية جهل بحقوق الانسان و يفسر ذلك لطبيعة الدولة الدينية التي تتناقض مع مفهوم التسامح الديني فالدولة الاسلامية لا تتسامح مع الكفرة الا في ظروف النشاة و الفتح
كما يؤكد ان المواطن تحت نظام الدولة العلمانية يستطيع عرض افكره لا فرضها كما يدافع عن منهجه بدلا من دفع الشعب لتبنيه ويواجه الاخرين بدل ان يوجه
و يفكر كما يحلوا له دون ان يكفر الاخرين فالمواطنة هي اساس الانتماء دون لنظر للدين الذي تحمله او الاديولجيا التي تتبع
ثانيا اساس الحكم الدستور الي يجب ان يساوي بين المواطنين و يكفل حرية العقيدة المصلحة العامة و الخاصة هي اساس التشريع و اخيرا نظام حكم مدني
حركة التاريخ لا تعود قهقري وايقاعه لا يعود للر دة الحضارية ابدا فالتطرف السياسي و الديني مصيره للزوال

اخطار هذه الدعوة
ميول الشعب المصري لهذه الدعوة
نجاح المتطرفين في استقطاب عدد كبير و تشكيلهم في مجموعات صغيرة تدين بولاء تنظيمي لامراء مع التركيز على المظاهر الشكلية مثل الزي و الاسلوب
الى جانب تبني العنف كاسلوب وحيد و هذا كله تحت مسمى وحيد الحكم بما انزل الله
التطرف السياسي الديني المشكل الاساسي للدولة المصرية التي تحتل ازلى الاولويات
نظرا الى انها مشكلة انية تتميز بالشمولية أي من الجانب السياسي و الاجتماعي و الثقافي بصفة ادق لتغيير النظام السياسي للدولة اما بالعنف او بالسلم
يؤكد الكاتب أن هذه المشكلة ليست محلية بل تتعدى ذلك لتصبح شرق أوسطية و يتعلل بذلك من خلال تكرار مظاهرها إلى جانب وجود أيادي إقليمية و دولية للاستفادة من نتائجها المحتملة لتحويل مصر إلى دولة دينية يحكمها نظام شبيه بنظام الخلافة الإسلامية
يعتبر فرج فوده أن محاربة هذا الوضع تتم بأربع مراحل أساسية
لا صمت أمام الجهل -
لا سلبية أمام التخلف -
لا تشرذم أمام التجمع -
و لا تراجع أمام العنف -
كما أن سلبية مواجه الجهل بالصمت فيبدأ التخلف الذي بدوره نواجهه بالتشرذم الذي ينتج عنه دورة تصاعدية للعنف و العنف الشديد
كما يحمل فرج فودة مسؤولية الاخطارالتي تهدد الكيان الوجودي لمصر الى الاعلام الذي كان يلعب دور ايجابي لاخونة الدولة و قد قدم عديد الشهادات مثل قضية الفتاة المغتصبة من قبل ستة أشخاص و تركيز الإعلام على هذه القضية بالرغم من إثبات أن الفتاة عذراء إلا انه وقع الضغط على القاضي بإصدار حكم الإعدام على خمسة من المتهمين لفرض سن قانون حد الحرابة و لن القوانين الوضعية لم تعد صالحة
كما ذكر فرج فوده استغلال قضية الشاب المريض نفسي الذي قتل أبويه ومساهمة الإعلام تغيير سير القضية و اعتبار أن سبب فعل الشاب هي الفلسفة الوجودية و أن الإلحاد و العلمانية يهدد المجتمع
إذا يبين الكاتب أن السوسة الحقيقية التي يمكن أن تضرب المجتمع هي النظام الديني و أخونة السياسة و استغلال العاطفة الدينية للمجتمع المصري المتدين و تهديد النظام العام للدولة لزعزعة ركائزها و تغيير بنيتها و نعيد و نكرر أن هذا كله ليس من الدين بل من اجل عوامل عديدة و التي يجهلها العديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فودة ومبارك
محمد بن عبد الله ( 2014 / 1 / 31 - 16:54 )


سقط مبارك يوم سقط العظيم فرج فودة

كشف اغتيال فرج فودة عورات نظام مبارك ومن سبقوه في رئاسة مصر

سكت مبارك إما جبنا أمام المتعصبين أو حتى توافقا مع أفكارهم العفنة

فمبارك في الأصل ابن طبقة عادمة العلم والثقافة أقصى طموحاتها الانتساب للجيش فلم ينل من الثقافة إلا النذر اليسير وكل ما تعلم كان فنون (؟) الحرب وقيادة الطائرات وكيف تدافع عن نفسك وتقتل العدو ثم ما لبث أن وجد نفسه مسئولا عن رئاسة دولة وقيادة وتوجيه رواد العلم والفكر والصناعة فيها دون خلفية تؤهله لذلك

ما كتبت عن مبارك ينطبق على من سبقه من مغامرين افتقدوا الحكمة الضرورية لقيادة دولة عظيمة كمصر حسنت نواياهم أو ساءت


2 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2014 / 2 / 1 - 15:06 )
بعض المفكرين الكبار في اوروبا في الثمانينات بدؤوا بطرح الاسئلة التي تسبقها كلمة ماذا بعد
بمعنى ماذا بعد العلمانية وماذا بعد الدولة المدنية والليبرالية وانت الان تنقل تعود بنا لسرد حكاية شخص عاش في الثمانينات ويعرض لمفهوم العلمانية وفي زمنه فقط لم ارى عندما ادخل لمكتبة عملاقة او الانترنت كاتب يكتب عن العلمانية بشكل ارتجالي هذا الامر يدفعني الى القول الحق الحق اقول ان العرب بجوهرهم ومن دون وعي يوجد بداخلهم رفض للعلمانية وايضا كما يقول الاستاذ عبدالوهاب المسيري رحمه الله لا يوجد هنالك عربي علماني بالمفهوم الحقيقي

اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة