الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام في حركة فتح

عدنان الأسمر

2014 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الانقسام في حركة فتح
تعتبر الثورة الفلسطينية من أطول ثورات التحرر الوطني في الكون وتميزت بجملة من الخصائص الفريدة أهمها : عدم وجود مركز إقليمي يشكل عمق استراتيجي للثورة وغياب مركز دولي يوفر الغطاء الحامي والمساند ونفوذ واسع للجغرافيا السياسية على التشكيلة التنظيمية والهيئات القيادية وقيادة الثورة من قبل فصيل ( حركة فتح ) وهي عبارة عن تيار عريض واسع يحتوي على العديد من المدارس الفكرية وتأثر الهيئات القيادية بالمراكز الإقليمية والدولية وانتقال قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى الداخل وممارسة مهامه في ظل محددات دولة الاحتلال الصهيوني .
لقد شهدت الحركة عبر تاريخها الطويل ما يقرب من ثلاث انشقاقات والعديد من الانقسامات الدائمة والمزمنة وجديدها اليوم هو تشكل مجموعة دحلان وخروجها على الطاعة التنظيمية ودفاع عناصر تلك المجموعة عن دحلان وتبرئة سلوكه ووظائفه في الإقليم العربي والساحة الفلسطينية وتوجيه الإساءات الشخصية والشتائم لقيادة فتح الرسمية بل إن العديد منهم يتعمد ذلك في الأماكن العامة ولجؤ قيادة فتح إلى العديد من الإجراءات بحق تلك العناصر مثل وقف مخصصاتهم المالية الشهرية وإغلاق مكاتبهم والأكثر من ذلك تجريد رموز قيادية في الحركة من مناصبهم ومهامهم وإجبارهم على التلبث في منازلهم .
ومظهر أخر من مظاهر الانقسام هو الموقف من المسألة السورية حيث تقف قيادة فتح مع وحدة الدولة والشعب والأرض السورية وتحمل ما يجري في مخيم اليرموك لعناصر عصابات التمرد وخاصة جبهة النصرة وذلك على لسان عباس زكي عضو اللجنة المركزية واحمد مجدلاني وزير العمل وعضو اللجنة التنفيذية بل إن أهالي مخيم اليرموك عندما خرجوا لدفن تسع وفيات قبل عدة أيام اشتبكوا بعنف مع عناصر جبهة النصرة وكادت أن تحدث مجزرة والعجيب إن العديد من عناصر الحركة وخاصة المختلفون مع القيادة الرسمية لفتح يتمنون لسوريا ما لم يتمنوه للعصابات الصهيونية ولا هم لهم إلا إظهار العداء لسوريا وكأن عقولهم وأجسادهم لم ينفعها ماء سوريا السنسبيل وهوائها الندي العليل وطعامها الشهي الوفير وتناسوا أن سوريا ساهمت في التأسيس والانطلاق والتدريب والحماية وان النظام السوري عليه الكثير وارتكب اخطأْ جسيمة إلا أن قواعد التناقض الأساسي وأولويات المناضلين والدفاع عن فلسطين يتطلب الحفاظ على الدولة الوطنية العربية والتصدي لمشروع الإدارة الأمريكية في التجزئة والتفتيت بما في ذلك التصدي لمشروع كيري الذي يتطلب وحدة إرادة حركة فتح والعمل على التوافق على قاسم مشترك أعظم لان انقسام الحركة يعكس نفسه على الشارع الشعبي والمؤسسات ويضعف قوة وحدة الموقف الفصائلي والشعبي .
فهؤلاء الذين تصالحوا مع الصهاينة وصفحوا عنهم واكلو من كريه طعامهم وشربوا من عكر مائهم لم يصفحوا عن سوريا ورغما عنهم سوف تنتصر حركة فتح والشعب السوري وامتنا العربية على كل المرتزقة وأدوات الاستعمار الجديد الذين يخبئون ضمائرهم وسط دولارات راتبهم الشهري فسوريا لا تستحق خيانة صحن الطعام والجحود والنكران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ