الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفريقيا : الديمقراطية .. القتل .. المرض .. الامية

كور متيوك انيار

2014 / 2 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


إفريقيا : الديمقراطية .. القتل .. المرض .. الامية
كور متيوك

هذه الايام ينعقد بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا اعمال الدورة العادية الثانية و العشرون لقمة رؤساء الدول و الحكومات الاعضاء و يهيمن عليه موضوعي الحرب الدائر في جنوب السودان منذ ديسمبر من االعام 2013م و الذي راح ضحيته ما يفوق العشرة الف قتيل وفقاً لمنظمات دولية و كان اخر إحصاء من حكومة جنوب السودان هي الف قتيل و لقد تشرد إلى دول الجوار و نزح البعض من اماكن إقامتهم خوفاً على حياتهم من العنف و يعتقد إن عددهم يقارب 500 الف بالإضافة إلى النزاع في إفريقيا الوسطى ، يغيب مصر عن هذه القمة لاول مرة منذ نصف قرن بسبب الإطاحة بالرئيس مرسي في يونيو من العام الماضي من قبل الجيش حيث تقوم الاتحاد الافريقي بتجميد عضوية اي دولة يقع فيها إنقلاب عسكري حتى يتم إنتخاب حكومة جديدة ، ولقد سعت مصر مؤخراً في القيام بحملة دبلوماسية من اجل إرجاء عضويته و طلبت من جنوب السودان التوسط في ذلك و كذلك من السودان لكن لا يمكن إرجاء عضوية مصر قبل إنتخاب رئيس جديد و هو موقف سليم من الإتحاد الافريقي ؛ على الرغم من تلك الإجراءات التي يتخذها الاتحاد حول الانقلابات العسكرية إلا إنها غير كافية لإقناع القادة الافارقة بالامتناع عن الاستيلاء على السلطة بالقوة و يجب البحث اكثر حول إجراءات صارمة تفرض على قادة اي إنقلاب عسكري .
يركز هذه القمة على تطوير الزراعة بالقارة تحت شعار " عام 2014 هو عام الزراعة و الأمن الغذائى لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لتبنى البرنامج الأفريقى الشامل للتنمية الزراعية " حيث سيتم خلال القمة بحث سبل تحويل مسار الزراعة فى القارة الأفريقية و تسخير الفرص من أجل تحقيق النمو الشامل و التنمية المستدامة فى القارة ، تعودنا من القمم الافريقية إن تنعقد و يذهب كل رئيس عائداً إلى بلاده دون تغيير على مستوى تفكيره كقائد او على مستوى الشعوب و هو ما يقلل من اهمية مخرجاتها التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، فالقارة الافريقية تعيش شعوبها في فقر ليس لها مثيل و عطالة و امية ، لكن ليس هناك جهود كافية من قبل الرؤساء الافارقة للنهوض بالاوضاع المعيشية لمواطنيهم و جُل ما يهمهم هو الإقتراض من البنوك الدولية ( البنك الدولي و صندوق النقد ) و المؤسسات المالية العالمية التي لا تجد حرج في تقديم خدماتها لهولاء المسؤولين عديمي الضمير حيث يستخدم تلك المبالغ التي يتم إقتراضها من اجل مشروعات وهمية تنموية لاغراض الدفاع عن السلطة و قمع الشعوب و تكديس السلاح في المخازن بمختلف انواعه من طائرات و دبابات و غيرها بينما الالاف من المواطنين يموتون جوعاً بالقرب من تلك المخازن ؛ امراض مثل الملاريا و التايفود مازال تفتك بالشعوب الافريقية و الايدز تنتشر إنتشار النار في الهشيم ، و نسبة الشباب غير المتعلمين يزداد يوما بعد يوم ، كما إن مسالة الطاقة التي طرحها الرئيس اوباما كمشروع شراكة مع افريقيا هي مسالة مهمة جداً حيث إن ما بين 30% إلى 80% من المدن الإفريقية تكون مظلمة ليلاً حيث تفتقد إلى الإنارة و هو ما يؤثر في الإنتاج بالاضافة الى إنها تساهم في إنتشار نسبة الجريمة .
إن الصراعات الدائرة حالياً في كل من جنوب السودان و افريقيا الوسطى يطرح سؤال مهم حول مدى مشاركة و مساهمة الإتحاد الافريقي بصورة فعالة في مراقبة و مساعدة الدول التي تعاني من مشاكل سياسية و امنية للخروج منها قبل إنفجارها بتقديم النصح و المشورة من اعلى قمة الاتحاد الافريقي لرؤساء تلك الدول والقادة الذين لديهم تاثير للخروج من الازمة قبل إستفحالها مثلاً قضية جنوب السودان قديمة و كانت هناك مؤشرات تدل إن الوضع ستؤدي إلى صراع دامي إلى إن دور الاتحاد الافريقي كان خجول فيها ؛ يجب إن يضع الاتحاد اليات لتعزيز موقعها كقوة فاعلة في افريقيا حيث يجب إن تشرع قوانين تمنح الاتحاد قوة التوسط في حال شعورها إن الاوضاع في دولة ما سيؤدي إلى حرب و فرض عقوبات بالتعاون مع مجلس الامن الدولي و الاتحاد الافريقي يشمل كافة اطراف النزاع من حكومة و معارضة لإجبارهم على إتخاذ مواقف اكثر مرونة للتخفيف من حجم التوتر و الخطر و القبول بحلول يرضي الطرفين ، إن قوات الاتحاد الافريقي التي تشارك في حفظ السلام في كل من دارفور و الصومال و جنوب السودان في منطقة ابيي و افريقيا الوسطى تفتقد إلى وضوح اليات عملها و حدود مسؤولياتها ، حيث يتم نشر القوات في بقعة صراع من ثم تترك في الارض دون متابعة دورها و هو ما يضعف دور تلك القوات و الاتحاد . يرى بيتر بام من مجلس الاسلطي في حديث لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية العدد ( 12848 ) إن الرد البطئ للاتحاد الافريقي في ازمة افريقيا الوسطى يشير مرة جديدة إلى الضعف المؤسساتي للمنظمة في مجال إدارة النزاعات و قال إن هذه الازمة تسلط الضوء على صعوبات تشكيل قوة احتياط افريقية يمكن نشرها بشكل عاجل في النقاط الساخنة من القارة ، و هي موضع نقاش منذ نحو عشر سنوات غير انها لم تتحقق حتى الان . قوات الاتحاد الافريقي اثبتت فشلها في العديد من الدول التي نشرت فيها لذلك هي تحتاج لتقويم و إنتاج اليات جديدة تتواكب مع مهمة تلك القوات مثل التفويض الذي يمنح لهم ، إن المشاكل التي تدور في العديد من الدول الافريقية اغلبها مرتبطة بشكل كبير بالسلطة لذلك يجب على الاتحاد الافريقي إن تضع برنامج إفريقي للحكم في القارة و التي من الممكن إن تنعكس إيجاباً على بقية الحياة للشعوب الافريقية ، يقول جيسون موسلي من مركز تشاثام هاوس للابحاث إن الازمات التي تتكرر بشكل متواصل حجبت القضايا الجوهرية التي تستحق النقاش لكنه يرى إن الاتحاد الافريقي لا يستطيع غض النظر عنها لانها ستفقد مصداقيتها و يرى إن التنمية لا يمكن فصلها عن السلام ؛ لكن يظل المشكلة الكبيرة هو إن فرص تحقيق السلام في ظل إعوجاج نظام الحكم في القارة سيكون صعباً و في نفس الوقت لا يمكن توقع تنمية حقيقية في مثل تلك الاجواء ، لذلك اقترح على الاتحاد الافريقي إن تبدا مشروع إصلاح نظم الحكم في إفريقية بتشجيع كل رئيس تجاوز فترته في الحكم اكثر من خمسة عشر عاماً بالتخلي عن السلطة مقابل إن يحصلوا على اولوية في لعب ادوار قيادية في القارة بالإضافة إلى إستحداث صندوق الحكم الرشيد مثل الذي يقوم عليه المليادير مو ابراهيم يساهم فيه كل الدول الافريقية على إن يحصل الرئيس الذي يتخلى عن السلطة على مبالغ ضخمة من الاموال بالاضافة إلى فرض عقوبات صارمة على اي رئيس في السلطة الان يتجاوز الخمسة عشر في الحكم – إن معالجة إشكالية الحكم في القارة هي الطريق السليم لتحقيق التنمية و الازدهار و تقليل حجم النزاعات و الحروب في افريقيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟