الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف مدنس !!

محمود الزهيري

2014 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


1
إنتهت النتائج بالتصويت بـ نعم لتقول لا للهويات الدينية المجانية المزيفة , ولتؤكد الرفض المبني علي تداعيات أولويات المصالح المرتبطة بمنظومة أمنية , ليستا مرتبطتين بقرار صادر أو محتمل أن يصدر ممن صوتوا بـ نعم , سواء بالنسبة للمصالح أو الأمن , وعلي أقل تقدير ذهب غالبية من أدلوا باصواتهم ليقولوا نعم , وحسب ماسطرته صديقتي " فيولا فهمي " علي صفحتها بالفيس بوك , كتبت وكأنها تبدو كتابات فطرية وعفوية , بقدر ماتحمل من معاني مزعجة لمن صوتوا بنعم , وقالت : مبروك لكل الموصوتين بـ"نعم"
بس خلينا فاكرين أن الصناديق مصابة بالعقم و مش بتولد ديمقراطيات ولا حريات حقيقية هي بس
بتوضح توازنات القوة على الأرض .... " ..
وهذه المقولة تكاد تصبو إلي مرتبة الحقيقة وعلي وجه خاص في مصر وتخومها من الدول العربية التي تمارس الديمقراطية الموجهة عبر صناديق الإنتخابات بأدوات صنعتها سلطة رأس المال المتحالفة مع سلطة الحكم , ويبقي المطرودين عن دوائر سلطة رأس المال وسلطة الحكم هم من يعانوا من الأمراض التي تنتجها هذه الدوائر من فقر ومرض وجهل وبطالة وعشوائيات وصراعات دينية إجتماعية يتلهي فيها الشعب لتبتعد أفكاره عن هذه الدوائر الإجرامية .. وهنا نقول .. أن سلطات الإستبداد العسكري / الأمني , التي تحالفت مع سلطات الإستبداد الديني / المتحالفة مع سلطة الحكم بأزرعها الأمنية , لايمكن لها أن تعيش إلا في وجود العصابات الدينية الجهادية / العنفية / الإرهابية منها أو الدعوية , وهما من لوازم إستمرار منظومة سلطات الإستبداد العسكري / الأمني , ويمثلان جناحيه اللذان لاغني عنهما ..
2
مازلت مُصراً على أن هذا الترابط بين الفاشية الدينية والفاشية العسكرية , بصفتهما الإستبدادية التي لاتقبل بأي رأي أو رؤية أو تصور مخالف لما تمليه إرادة أياً من هاتين الفاشيتين , إلا أن الأولي تستطيع أن تجد أو تصنع المبررات الدينية بقواعد مصنوعة بواسطة فقهاء السلطان أو السلطة بصفة عامة , ويمكن أن تتعايش بـ التقية , إلي حين الوصول إلي مرحلة التمكين , من باب " تمسكن حتي تمكن " , أما الفاشية الأخري فليس لديها هذه التقية لأنها تستعين بالقوة العارية / الغاشمة , في مواجهة من يختلف معها أو مع مشروعها الإستبدادي العسكري / الأمني ..
ومازلت أري أن إبداعات ثورة 25يناير 2011 , كانت متمثلة في رفضها للفاشيتين , وكانت مستمرة في فعالياتها ضدهما , إلي أن تم الإحتيال علي واقع الثوار , ومعطيات الثورة وأهدافها, ليتم التواطوء بين الفاشيتين ليصنعا بدائل غير ما أرادت الثورة , وينتجا منتجات الإستبداد والطغيان والفساد في صور أخري خانقة لآمال الثورة , ومحطمة لطموح الثوار , وفي هذا الإتجاه يري صديقي الصحفي " مجدي سمعان " ويري ببساطة مفرطة في التصور لدرجة تجعل المتلقي في حالة من حالات الإستجابة لرؤيته حيث يقول :
"كانت ثورة يناير تحدى للعسكر مثلما كانت تحدى للإسلاميين فمطلب التحول الديمقراطي كان سيؤدي إلى ضياع مكاسب العسكر في نهب ثروات البلاد، ومكاسب الإسلاميين في أسلمة البلاد. تحالف العسكر والإسلاميين عقب ثورة يناير .. ومرت علاقة الاخوان بالعسكر بثلاث مراحل، الأولى إفساد المرحلة الانتقالية الأولى، المرحلة التانية مرحلة تسليم العسكر الحكم للإخوان، وإطلاق الأشكال الكريهة من شيوخ الفتنة لنشر الفزع بين الناس، والمرحلة الثالثة هي مرحلة استخدام فزاعة الإخوان لترميم الحكم العسكري . هناك من هو مقتنع أن معارضة العسكر للإخوان حقيقية، لكن وجهة نظري أنهم يقومون بدور الفزاعة، وحين ينجح سيناريو العسكر ويكتشف الناس الخديعة ويثورون مجدداً ضد العسكر، سيعود الإخوان والإسلاميين لصف العسكر، هما يلعبان دور المعارضة كما فعل معارضين مزورين مثل ابراهيم عيسى وكل المعارضة المزيفة التي تروج لعودة الحكم العسكري الآن . " , وهذا علي حدتوصيف مجدي سمعان !
3
مساكين العقل والمحرومين من الحكمة .. أراهم كذلك حينما يتحدثوا عن العداء الخطير والشر المستطير بين الجنرالات والعصابات الدينية , فكلاهما يمثلان خطراً وبيلاً وشراً مستطيراً علي قواعد الدولة وأصول المجتمع , ولايمكن لأياً منهما أن يعتاش إلا متطفلاً علي الآخر , والإثنان ينهبان ويسرقان ويرتشيان ويغشان ويكذبان ويراوغان وينصبان , وفي أرض كل منهما تنشأ أشواك الشر , ونباتات الصبار المر ..ولن تمر شهور قليلة إلا ونجدهما قد تحالفا معاً ضد قواعد الدولة واصول المجتمع ..
4
الصراع الدموي الحاصل الأن بين عصابات الإخوان والجنرالات صراع الغرض منه تحقيق مصالحة مع الجنرالات بشروط معقولة تعود بالنفع علي عصابات الإخوان وعلي الجنرالات معاً في آن واحد ..
سيفوز الجنرال عبد الفتاح السيسي فوزاً مبيناً ساحقاً علي من يفكر في نزول معترك الصراع علي كرسي الرئاسة , إذا كانت إرادة الجنرالات والأجهزة الأمنية قد استقرت علي هذا الفوز لامحالة , وأي تصور بخلاف ذلك فهو محض هراء !
5
يتبقي خيار وحيد من حق المؤسسة العسكرية أن تنحاز له , وهو خيار المواطن قبل الوطن , فالمواطنين الضعفاء المرضي والجهلاء حتماً يكون وطنهم ضعيف ومريض وجاهل بالمعني الأخلاقي والإنساني الحضاري , ومن يعمل ضد المواطن ويسير به في هذه الدوائر سيصنع دوائر من الأزمات لن يستطيع أن ينفك منها أو يتخلص من جاذبيتها المدمرة لمصالحه ومصالح المواطنين وانهيار مفهوم الوطن , وهذا يستلزم أمور عدة مؤداها النهائي الإيمان بالمواطن والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص والشفافية والعلانية والمشاركة في صناعة القرار الوطني علي مستوي التنمية والعمل والإنتاج والمشاريع القومية العملاقة التي يتشارك فيها غالبية المواطنين حسب قدراتهم وطاقاتهم العلمية والإبداعية , ولن تكون هناك تنمية بدون ديمقراطية , ولن تكون هناك ديمقراطية بدون سلم وامن وسلام داخلي وخارجي !
وممايهدد السلم والأمن والسلام الداخلي والخارجي هو عودة الجنرالات والأجهزة الأمنية في إعادة صناعة دوائر التحالف المدنس بينهم وبين العصابات الدينية من جديد !
فهل سيتم إعادة إنتاج هذا التحالف المدنس من جديد ؟!
الأيام القادمة ستحمل وحدها الإجابة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24