الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نغضب ؟

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا نغضب حين يصفنا البعض بأننا عرب متخلفون ورعاع وبرابرة من الطراز الجاهلي و العنيف جداَ ولا نجيد غير القتل ولغة الكلاشنيكوف والقنابل وثقافة الانتحاريين والأحزمة والعبوات الناسفة والتفجيرات للمساكن والمساجد والكنائس والذبح على المذهب والطائفة وتطبيق سياسة الاغتيالات والاختطاف للمعارضين , ونتاجر بالأعضاء البشرية و بالإنسان ونشرع للاغتصاب وقتل الفتيات القصر باسم الزواج اللاتي يموتن في غرف العناية ألمركزه بسبب عدم اكتمال نمو الأجهزة التناسلية ونزيف ليلة الدخلة , وأن هناك الكثير منا مهما وصلت علومهم وثقافتهم ومراكزهم الاجتماعية والسياسية فهم في النهاية يظلون تابعين لأوامر شيوخ القبيلة و الدين الذين لا يعرفون سوى تجهيل الرعية إنسانيا واجتماعياَ وتفريغهم نفسياً وأخلاقيا من إنتمائاتهم الوطنية وجعلهم يعيشون بين مفهوم القبيلة وشيخها وأعرافها وبين شيخ الدين و التطرف والسلاح وانتظار الأوامر منهم ليقودهم كالقطيع نحو الحروب ولقاء حوريات العيون , أليس كل ما ذكرته حاضراً وبقوة في كثير من الدول العربية والإسلامية في سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال ولبنان والجزائر ومصر وأفغانستان وباكستان والشيشان وبذلك استطاع المسلم الفوز بدبلوم الإرهاب والعنف بامتياز وبالمركز الأول عالمياً في ممارسة الكراهية والتدمير ونشر ثقافة القتل على الهوية , اليس بهذه النتائج المفزعة استطاع العرب والمسلمون الذين سخروا من اجل ذلك كل الإمكانيات المادية والمعنوية وشبكات الانترنت والإعلام والصحافة والدين وحولوا الجسد العربي والإسلامي إلى نقطة سوداء مرعبة على خارطة العالم .
اليمن اختفت منها الحكمة والإيمان , شماله يشتعل في حرب مذهبية طائفية وجنوبه تحت قانون الطوارئ غير المعلن عنه ويعيش حالة عسكرة المدن وانتشار نقاط التفتيش العسكرية على طرقها ومداخلها وعشوائية إطلاق الجنود للرصاص على الأحياء السكانية والمدنيين الأطفال والكبار , وأنتشر الإرهاب المتنقل والتفجيرات والاغتيالات والاختطافات الطائفية التي لم تستثني حتى ضيوفنا الأجانب ووصل الأمر قتل المخالف في الرأي والذي لا يعتنق أفكارنا وعاداتنا شعاراً وهدفاً قتلنا من أجله الآلاف في ابين والضالع وشبوة وعدن وصعده والحصبة دون رحمه أو شفقة وآلة القتل في اليمن لاتهداء حتى لدقيقة تُقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في كل وفت وفي كل مكان في المدن والقرى والمستشفيات والبيوت والشوارع وحتى في بيوت الله وتحت مسميات إنسانية ودينية وقبلية وسياسية وعقائدية وحينما يحاول اليمني أن يتحاور مع اخية اليمني من اجل إطفاء نار المشاكل نجد البعض يستغل مكانته السياسية أو الدينية والقبلية في زيادة بث سمومه بين صفوف أبناء الشعب ومن اجلها ينتج الفتوى تلو الأخرى ويوزع البيانات التي تشق الصف اليمني المنقسم أصلا.
اليمن يقف على أرضية هشة تحت اسم الوحدة وعام2014 يعتبر عاماً مصيرياً ومفصلياً لليمن رغم الضغوط الدولية وتنوع المؤتمرات والمشاركات وحوارات ما وراء الكواليس , ففي النهاية الكلمة الفاصلة هي للشعب وهو من سيفرضها وهو صاحب الحق , ولا يهمه ختام مؤتمر الحوار ومخرجاته التي لعبت بها وشكلتها على ذوقها أطراف القوى المتنفذة في السلطة القبلية المشهورة بالعمالة والفساد وحبها للدم وتصر على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم من اجل الحفاظ على نصيبها ومصالحها في الجنوب , أطراف معروفة بقسوتها وشراستها في التعامل مع من لا يوافقها على نهجها وأفكارها, أطراف دمرت الترابط الأخوي والديني والاجتماعي عن طريق القوة و إشعال الحروب والقتل والنهب مع علمها أن عقارب الساعة والحياة لا تعود إلى الوراء وأن حدود الصبر قد انتهت و قد نفذت عند اغلب اليمنيين وخاصة الجنوبيين الذين تعبوا من الاضطهاد والظلم والقتل والتهميش وبلغ بهم السيل الزبى , والذين حاولوا و بكل الطرق السلمية والديمقراطية الحفاظ على الو حده ولكنهم فقدوا الأمل والصبر وأصبحوا يشعرون بأن الوحدة قد انتهت وإنهم محتلون من قبل قوى قبلية ودينية ظلامية فاشلة متنفذه تملك السلاح والسلطة والمال , قوى لها قدم في الدولة وقدم مع الإرهاب استخدمت الخطط الانقلابية والدين والكيد السياسي والمال والابتزاز والتهديد والقتل للحفاظ على وجودها وقوتها وسلطتها وهي اليوم تسقط تحت العد العكسي الزمني لوجودها وتحاول ألان أكثر من أي وقت مضى مجرد البقاء والحفاظ على مصالحها حتى دخلت مرحلة الهوس السياسي والاجتماعي والديني فتقتل أبناء الشعب في الشمال والجنوب تقتل على الهوية المذهبية والسياسية والدينية تقتل بشكل هستيري المواطن والمسئول اليمني والدبلوماسي الألماني والإيراني والسعودي والبريطاني والروسي وتختطف اليمنيين من الأطفال والنساء والرجال , وتختطف السياح الكوريين والفرنسيين والهولنديين من اجل الفدية والسلطة وفرض أمر واقع متخلف بالعنف والدم , فهي كانت وستظل قوى العمالة والقتل والمكر والغدر والدمار وهي الوجه الآخر للإرهاب .


د / مروان هائل عبدالمولى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية ووظيفة البرلمان الأوروبي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. في النصيرات بغزة.. داخل هذا المبنى شنت القوات الإسرائيلية عم




.. الانتقام الشامل.. العقيدة النووية الروسية ..وبوتين يتوعد بتج


.. الحرب في قطاع غزة تدخل شهرها التاسع مع تفاقم للوضع الإنساني




.. ما دلالات سرعة إعلان القسام مقتل 3 محتجزين بعد يوم واحد من ع