الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتأبد الضحية دورها

جوان ديبو

2014 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تحاك خيوط اية مؤامرة ضد اي شعب او أُمة ( الضحية ) سواء كان ذلك في العصور القديمة او الحديثة او المعاصرة , فلا يسأل الجاني بطبيعة الحال ذلك الشعب او تلك الأمة ( الضحية ) لتستفتي حول ذلك , او لتمنح صكوك الموافقة والمباركة , ولا يُنعت الجلاد ما جناه بالمؤامرة او بالجريمة او الجناية على غرار ما يفسره المجني عليه , بل على العكس من ذلك تماما فان الجاني يشرعن خطوته ويضفي عليها المصداقية ويسوغها قانونيا , وينافح عنها اينما حل , على اساس ان التاريخ يصنعه ويسطره الاقوياء والمنتصرين فقط ( وهو كذلك بالفعل ), وان هذه هي لعبة الامم وسُنة الدبلوماسية الرعناء ومبادئ العلاقات الدولية القائمة على اساس المصالح والبراغماتية , وانه لا مكان للضعفاء والاغبياء والجهلة في هذه اللعبة القذرة ولا دور لهم سوى التباكي على الاطلال والعويل وندب الحظ العاثر.
قد يكون ما ذكر آنفا لا يعدو كونه من البديهيات التي تُستحضر لانعاش وانتعاش الذاكرة , لكن ما لا يُفهم هنا ويبقى عصيا على المقاربة هو كيف ان الضحية التي تتباكى ليل نهار على مدار ما يقارب القرن وتدعي المظلومية والاضطهاد والتعرض للقهر والجور منذ نكبة الكورد في لوزان 1923 وبعد كل تلك المحن العظام والدروس المستخلصة منها , تتصرف ومن خلال نخبتها السياسية ( الحزبوية ) الناطقة باسمها والمفروضة عليها , وفق عين العقلية والسلوك اللتين كانتا سائدتين قبل تسعة عقود , اذا ما قمنا باستعاضة الولاءات الزعاماتية والعشائرية والدينية المتضاربة آنذاك والتي كانت احد الاسباب في اخفاقنا الدامي الكارثي , بالولاءات لرتل من الاحزاب في غرب كوردستان ( كوردستان سوريا ) لم يكن لها في يوم من الايام اي محل من الاعراب سوى ( الفعل الماضي الناقص وحروف الجر والمفعول به وعليه ) والجعجعة والطحن في الهواء بعد ان ادمنت الرتابة والنمطية والفشل , واخيرا مصافحة الهواء على غرار ما فعله عن عمد او غير عمد احد مؤسسي الحركة الكوردية في سوريا مؤخرا في مدينة جنيف.

الاسئلة القديمة الجديدة التي بقيت برسم الاجابة منذ قرن خلا : الى متى ستعي الضحية ان ما صودر واغتصب منها عنوة لا يمكن استرجاعه بالبيانات والجرائد العتيقة والاطلالات البهلوانية على شاشات التلفزة ؟ والى متى ستدرك الضحية ان انتظارها المزمن على امل ان يعتذر الجاني الاكبر ويُرجع عقارب الساعة الى الوراء ويعيد الوطن السليب , ما هو الا هراء وهباء منثورا ؟ الى متى سنخطئ ونكرر ما ارتكبه الاباء والاجداد؟ والى متى سنستوعب بأن رديف الحق على الارض هو القوة وليس الصراخ والآهات ؟
الى متى سيدرك المتواجدين وليس الموجودين في جنيف 2 باسم الكورد في سوريا جورا وبهتانا وهم أعلم الناس بأنهم ليسوا كذلك , بأنه ليس المهم ان تكونوا موجودين هناك , بل الاهم ان تعرفوا لماذا انتم هناك , وما هو دوركم ؟ واذا لم تستطيعوا في الماضي القريب انتزاع اي اعتراف من الائتلاف عند انضمامكم اليه بالوجود الكوردي او بالحقوق الكوردية المشروعة في سورية كشعب وبالمظالم والويلات التي تعرض اليها على مر تاريخه في سوريا ، وعلى وجه الاخص إبان الحقبة الاسدية البغيضة ، عندما كان الائتلاف ضعيفا مقيد الحركة, فكيف بكم فعلها الان بعد ان قويت شوكته واشتد عوده في جنيف ٢-;- على اساس انه الممثل الشرعي للشعب السوري ؟ اخشى ما اخشاه ان لا يتفق النظام والائتلاف في جنيف 2 او في ( الجنيفات ) القادمة على اي شيء سوى معاداة الحقوق الكوردية المشروعة في سورية باسم العروبة والحفاظ على الوحدة الوطنية ، بعد وفاقهم واتفاقهم الذهني الارادي المسبق في الشعور واللاشعور حول ذلك.
عندما كان يقال في الماضي لا اصدقاء للكورد سوى الجبال , كنا وما نزال نفتخر ونعتز بتلك الجبال التي حمتنا وحوتنا من الضياع والاندثار , وصدت هجمات الاعداء وردتهم على اعقابهم , وانجبت العديد من المناضلين والقادة الذين نعتز بهم واصبحوا فيما بعد رموزا للامة الكوردية على اختلاف الاجزاء والافكار والاحزاب , لكن ان نهبط من ذلك المستوى الشامخ الى الحضيض وان نقول لا اصدقاء للكورد سوى الهواء ( الخواء ) على غرار ما فعله ( ختيارنا ) وممثلنا المبجل المعظم في جنيف 2 عندما صافح الهواء في امتزاج ترميزي تعبيري بالغ الى عمى الالوان والافكار سوية , عندئذ نحيل الكلام للشاعر ابن الرومي عندما قال:
لعمري لقد غاب الرضا فتطاولت بغيبته البلوى فهل هو قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو