الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلهت واحد أم بلهتان

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 2 / 2
كتابات ساخرة


لاتذهبوا بعيداً أحبتي فالعنوان ليس له علاقة بكرّاس (خندق واحد أم خندقان) ذلك الكتيب الذي فرضوه مع بضاعة الأسواق المركزية أيام زمان ليوزّعوه قسراً ليملأ المكتبات دون أن يقرأه أنسان فالجميع حينها في خندق واحد رغم القهر والأذعان , أما هذا العنوان فهو مَثل أقرب الى حكاية تراثية قصيرة سمعتها ولم يتم توثيقها لحسن الحظ , فيها مغزى كونها ترسم للمتلقي خارطة طريق تدحض مفهوم شطر الأشياء , لسبب بسيط , وهو أن تلك الأشياء غير قابلة للتقسيم , وشتان مابين التقسيم والأقتسام , سأروي لكم الحكاية الآن :
كانت هناك ضرّتان , زوجهما كثير السفر والأختفاء , كلتاهما تعيشان شظف العيش مع الحد الأدنى من السلام أنجبت أحداهما ولداً أسمته ( بلهت) , متى ولد ومن هو أبوه الحقيقي , لم يذكر ذلك في الأخبار , الحدث الأخير جعل الضرة الأخرى تثور حائرة فيما تفعل أمام هكذا تهديد بعد أستشعارها لفقد المكاسب والأجحاف مع عدم الأحترام , فهي العاقر بينما ضرّتها فازت بالحظوة والأرث والأطيان , فبدأت بالسعي الحثيث من أجل تغيير المشهد تدفعها الغيرة وعدم الشعور بالأمان ففقدت راحة البال , أقترحت على ضرّتها أن تعطيها (بلهت) لبعض الأوقات , فرفضت , بادرتها بدعوة بأن يكون (بلهت) ولداً لكليهما فزمجرت , توسلت بها أن يكون هذا الولد نقطة الألتقاء للعائلة الكريمة المبتلية بفقد الزوج وتعدد الزوجات , مددت رجليها (أم بلهت) وأخرجت أيديها من الشباك معلنة الغطرسة و عدم الأنصياع , مرت الأيام حتى أتت الضرّة المفلسة بمبادرة عظيمة طرحتها على الزوجة الولودة الفائزة ,فأخبرتها أن هناك طريقة لتقسيم بلهت وهي أن يقطعانه الى نصفين متساويين , وأقنعتها بأن كل نصف سينمو ويكتمل مثل غصن البان والرمان , أعادتها عليها مراراً مابين ترغيب وترهيب وفي النهاية صدقتها وأذعنت لها غريمتها وأسرعت لجلب السكين , وتم شطر الولد الوديع الى نصفين , فمات , فيما الضرّتان فرحتان مبتسمتان , أيديهما ملطختان بالدماء كلتاهما تحملان نصفاً من رفاة راح صاحبها للأبد ضحيةٍ للغباء , كان الناس منذهلين , يستنكرون ويصرخون فتيجبهما الضرتان بصوت واحد :
صار بلهت بلهتان .. صار بلهت بلهتان ... بقيت الضرتان ترددانها حتى أختفتا للأبد في الصحراء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام