الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب و النقابات و الإنفجارات الاجتماعية

محمد السلايلي

2014 / 2 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لحد الان، لم تعلن اي من الاحزاب او النقابات او الجمعيات ذات الصلة، عن موقفها من الاضرابات المتتالية للتلاميذ منذ أكثر من أسبوع. وخاصة تلك الاحزاب و النقابات التي دعمت بشكل او اخر شباب حركة 20 فبراير، قبل أن تبدأ شيئا فشيئا في مراجعة موقفها حتى لا تبقى على هامش اللعبة السياسية القائمة الذي يحرمها من العديد من الامتيازات.

كما حدث مع حركة 20 فبراير، لا أحد كان ينتظر أن ينفجر التلاميذ و يكتسحون الشوارع بمختلف المدن و البلدات للمطالبة بوضع حد لازمة التعليم الممنهجة. لقد تفاجأت الاحزاب و النقابات بقوة الحركة التلاميذية و سرعة امتداداتها و دقة مطالبها و جرأة شعارتها. و مرة أخرى، ستقف هذه الاحزاب عاجزة عن استيعاب هذه اللحظة، أو على الاقل مترددة في التفاعل معها سلبا او ايجابا، كما حدث مع 20 فبراير.

ان انفجار المدرسة العمومية، و اكتساح التلاميذ و التلميذات الشوارع و الميادين، كان متوقعا له أن يحدث، حتى قبل أن يتم وضع برنامج مسار التي تحاول وسائل الاعلام وضع هذه الاحداث في اطاره. فإن المدرسة المغربية، علاوة على ازمتها الهيكلية بسبب سياسة التضبيع، تنفجر من جديد في وجه هذه السياسة الممنهجة، التي يكتوي بنارها التلاميذ و أوليائهم.

تزامنت اضرابات التلاميذ مع توالي التقارير الدولية التي تصنف نظام التعليم المغربي ضمن الأسوء في العالم. و اضافة لسمعته الشنيعة، تفسخ هذا النظام و اصبح ينتج العنف و الانحراف و الجهل و التضبيع.

و مع ذلك كله، تعجز هذه الاحزاب و النقابات، على فهم طبيعة حركات المجتمع الاحتجاجية، و من ضمنها التلاميذ. فاقدة لاي دور طلائعي يسند هذه الحركات و يقوي شوكتها و يرفع من معنوياتها و يجدر مطالبها.

و فيما يوهم الاعلام أن سقف مطالب التلاميذ هو اسقاط برنامج مسار، لازالت الاحزاب و النقابات لم تحسم أمرها بعد : هل ستمضي في موقفها الداعم للحركات الاحتجاجية الشعبية الكبرى كما حدث ابان 20 فبراير، أم انها ستتراجع للوراء و تركز على الجانب المؤسساتي من نضالها فقط؟

هناك معطيين بالغي الاهمية يترافقان مع انفجار الوضع الحالي: الاول اعلان المركزيات النقابية عن اضراب وطني و الثاني، الاعلان عن انشاء كونفدرالية أحزاب اليسار الدمقراطي. و هما اعلانين قد يصحبا تاريخيين فعلا ان عادت الاحزاب و النقابات للنضال الجماهيري.

و بالنسبة للمركزيات، التي لو كانت قامت بالتنسيق فيما بينها ابان حراك 20 فبراير و اعلنت خوض الاضراب العام موحدة، لتغيرت الان العديد من المعطيات. لكن لا احد انذاك كان يحلم بعودة الكفاح النقابي الى صلب المجتمع فبالاحرى الوحدة النقابية التي يتحدث عنها البعض الان؟.
استغلت ذات النقابات نزول المطالب الوطنية الشاملة لاصلاح النظام السياسي ، بإنزالها المطالب الفئوية و تشتيت نضالات النقابيين و الطبقة العاملة، من جهة، و وضعها حاجز الفئوية لمنع التقاء مطالب حراك 20 فبراير بمطالب الشغيلة المغربية من جهة ثانية.

و أكثر من ذلك، قامت مركزيتان كبيرتان، الاولى بالتصويت على الدستور و الثانية بالمشاركة في الانتخابات التشريعية، في ظرف كان فيه الحراك الشعبي في ذروته بالرغم من القمع الشرس الذي لجات له الدولة، و عرى شعاراتها الزائفة امام الراي العام الوطني و الدولي.

اليوم بعد تمرين ضمن مسرحية "زعزعة عرش بنكيران" تستعد المركزيات للاعلان عن الاضراب العام؟ كيف و متى و من كان وراء أن تضع خلافاتها فيما بينها جانبا، هل هو بنكيران بعد أن لوح باصلاح منظومة صناديق التقاعد، و خوفا من فقدان أهم الينابيع التي ترتوي منها النخبة النقابية و المعروفة دوليا باسم" مافيا النقابة"؟

هناك فرصة امام مناضلي المركزيات لتصحيح هذه الوضعية الشادة و تحرير العمل النقابي من قيود البيروقراطية و الانتهازية التي اصبحت مكلفة اجتماعيا. حتى لا يسجل لتاريخ الحركية النقابية بالمغرب، أنها أخطأت موعد 2011، برهانها على تحقيق مكاسب فئوية ضيقة و تحسين شروط مفوضاتها مع الحكومة. في الوقت الذي لعب فيه الاتحاد العام التونسي دورا رئيسيا في الثورة التونسية، و هو المركزية النقابية التي كان الحزب الوطني الحاكم يضعها في جيبه؟

متى تتحمل الاحزاب و النقابات المناضلة مسؤوليتها في تاطير الانفجارات الشعبية ؟ لقد حان الوقت لكي تحسم مع الازواجية التي تجعلها تتردد و تتدبدب في اتخاذ المواقف السديدة من الحراكات الشعبية؟ فالدعم وحده لايكفي، فلجن دعم 20 فبراير بائت بالفشل ان لم نقل أنها تحولت في وقت من الاوقات الى أي شيء أخر الا الدعم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: -الجبهة الشعبية الجديدة- تنظم


.. انتخابات تشريعية بفرنسا: اكتمال لوائح المرشحين واليمين المتط




.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا


.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين




.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع