الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سفر الطغاة

محمد حسين علي المعاضيدي

2005 / 6 / 24
حقوق الانسان


(قضية واقعية من ملفات القضاء الصدامية)
محمد حسين علي المعاضيدي
لم يكن يوم 24/1/1970 يوماً عادياً في حياة مجموعة من ابناء هذا الشعب المخلصين فقد طالت يد الدكتاتورية والطغيان الصدامي هذه المجموعة الشريفة بالعقوبة التي تعود عليها الكثير من ابناء هذا الشعب الصابر .. وادمنوا سماعها يومياً حتى اصبحت مفردة عادية من مفردات الحياة اليومية الا وهي ( الاعدام شنقاً حتى الموت ) .
اما ( مصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة ) فقد اصبحت هي الاخرى صفة ملازمة لكل قرارات الطاغية صدام اللعين المميتة .. وعلى هذا النحو فقد قضى كثيراً من ابناء شعب العراق نحبه وظل الكثيرمنهم ينتظر .. فما بين فقدان الاب بحبال الجلد القوية وتيتيم الابناء وترميل الامهات .. وكلمات الخزي والعار والخونة التي ظلت تلازم حياة ابناء هؤلاء الابطال وهي تتارجح على السنة ازلام نظام صدام المقبور وحاشيته وامنه واستخباراته ومخابراته وامنه الخاص وحزبه واجهزته القمعية الاخرى .. حياة مليئة بالعذابات والحرمان والعسر .
لقد سالت دموعنا جميعا عندما كان السيد صلاح مهدي حسين الخفاجي يروي لنا قصة اعدام والده في ذلك اليوم المشئوم وقال والحسرة تملأ صدره ان والدي رحل عني وانا ابن الستة اعوام .. لقد سرقه منا الطغاة اذاقوه شتى انواع العذاب ثم اعدموه شنقا .
سألناه : كيف كنتم تقضون ايامكم بعد اعدام والدكم ؟
أجاب : تخيلوا في زمن يحكمه طغاة وثعابين مثل صدام وزمرته ويعدم احد أولياء اموركم وبتهمة التامر على صدام نفسه .. فماذا سيؤول اليه مصيركم ؟ .. وكيف ستكون الحالة ؟.. أنها بلا شك عذاب وقهر لايوصف فما بين فقدان والدي وحنيني اليه وشوقي الى حضنه الدافىء ودموع أمي وأخوتي التي كانت تقطع قلبي كل يوم وبين عسر الحال ولوم اللائمين وشماتة البعثيين الحاقدين كنت أقضي نهاري والوذ منه بليل طويل أسود حالك .. حتى سقوط النظام وقد لاتصدقون اذا قلت لكم باننا جميعا نبكي ونددب في الخفاء وهذه حقيقة .. لأننا نخشى ان يسمعنا احد من ازلام نظام صدام القذر فسيعتبروننا حينها خونة مارقين حاقدين متامرين .
رايته يبكي ويتنهدد وهو يستذكر تلك الايام الخوالي ويتحسر على مافات منها تحت العذاب والحرمان فاشفقت عليه وطلبت منه سؤال اخير فقط .. قال تفضل بلغة تخنقها العبرات .. فقلت له ..
هل ذهبت الى جهة مسؤولة معينة بعد سقوط النظام لاثبات حقوقكم وطلب تعويض معين او راتب او ماشابه ذلك ؟
أجاب : نعم ذهبنا الى جهات كثيرة وضعت عليها لافتات طويلة عريضة وبالوان زاهية تدعوا جميعها الى حماية حقوق الانسان ورفع الغبن والضرر عن كاهل العراقيين .. والنتيجة واحدة في كل مرة هي عبــارة ( أنشاء الله ) وعلى الرغم من قداسة هذه العبارة وقربها الى قلبي وعقلي .. لكننا مللنا من الوعود ومن السين والسوف ومن المراجعات واختراق الطوابير وتقديم الطلبات والملفات والاوليات .. وللحق أقولها والحمد لله ان شيئا واحدا قد تغير عن الروتين السابق في ذلك الزمن الغابر .. الا وهو ان جميع الطلبات التي نقدمها بهذا الخصوص معفية من رسم الطابع المالي وهذا هو الشيىء الوحيد الذي فزنا به ثمنا لاستشهاد أبي ورفاقه ومن الله التوفيق 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء