الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحة من هذا التآمر على منع تسليح الجيش العراقي ؟

أياد السماوي

2014 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لمصلحة من هذا التآمر على منع تسليح الجيش العراقي ؟
لا شكّ أنّ الأنباء التي تحدّثت عن مطالبات رئيس مجلس النوّاب أسامة النجيفي ومن قبله نائب رئيس الوزراء صالح المطلك , الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد عشائر الأنبار بالسلاح والترّيث في إرسال السلاح إلى العراق لمقاتلة الإرهاب , قد أعاد موضوع تسليح الجيش العراقي إلى الواجهة , فالجميع يعلم أنه بعد قرار الحاكم المدني في العراق بول بريمر بحل الجيش العراقي , كانت هنالك جهودا داخلية وخارجية حثيثة لمنع إنشاء جيش عراقي قوي قادر على حماية أرضه وشعبه ونظامه الجديد , فمبدأ الدولة القوية والجيش القوي يتعارضان كليا مع التطلعات القومية الكردية في إنشاء وطن قومي للأكراد في شمال العراق , ولهذا فإنّ جهود حكومة إقليم كردستان ومنذ سقوط النظام الديكتاتوري في العراق وحتى هذه اللحظة , تنصّب في وضع كل العراقيل والعقبات أمام تسليح الجيش العراقي بالأسلحة الحديثة والمتطورة , مبررة ذلك بمخاوف استخدام هذا السلاح بشن حرب جديدة على إقليم كردستان , ولهذا ترى كل القيادات الكردية ودون استثناء تؤكد على الدوام بأنّ مخاوف المجتمع الدولي ودول الجوار والمكوّنات العراقية الأخرى من تسليح الجيش العراقي هي مخاوف مبررة ومشروعة .
وللاسف الشديد أنّ هذه التبريرات الكردية الواهية ومساعي الأكراد في عرقلة تسليح الجيش العراقي بالمعدات والأسلحة الحديثة والمتطورة , كانت على الدوام تلقى آذانا صاغية من بعض السياسيين قليلي الخبرة وبعض الكتل السياسية المحكومة بالأجندات الطائفية , حيث كانت هذه القوى السياسية على الدوام تفتعل الأزمات والمشاكل أثناء مناقشة ميزانية الجيش العراقي الذي يفتقد لكل شئ يمّكنه من حماية أرضه وأجوائه وأمنه , وقد اشار رئيس الوزراء نوري المالكي في أكثر من مناسبة إلى أنّ تأخر تسليم الاسلحة والطائرات للعراق يعود لتدخل جهات عراقية وإقليمية لعرقلة تسليح العراق , معللا هذا الأمر بأنّ هذه الجهات لا تريد عراقا قويا .
وموضوع عرقلة تسليح الجيش العراقي بالمعدات والأسلحة الحديثة والمتطورة , هو جزء من المؤامرة التي تستهدف تمزيق الوطن العراقي والانقضاض على نظامه الجديد , ومطالبات بعض المسؤولين في الدولة العراقية الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إرسال السلاح للجيش العراقي , هو تآمر وخيانة للوطن وللقسم الذي أقسمه هؤلاء المسؤولين بالحفاظ على استقلال العراق وسيادته والسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي , فمن غير المعقول ولا المقبول أن يصل التآمر على الوطن بهذا الشكل الفاضح والعلني , فها هي الأجندات القومية والطائفية تلتقي في معاداتها للجيش العراقي الذي يقاتل الإرهاب الدولي ويسعى لتأمين حدوده وأمنه اللذان يتعرضان لتهديدات حقيقية من بعض دول الجوار .
إنّ التآمر الإقليمي والمحلي بمنع تسليح الجيش العراقي وإضعافه , قد وصل إلى مديات خطيرة تستدعي الوقوف عندها , خصوصا بعد زيارة اسامة النجيفي وصالح المطلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية وجهودهما في عرقلة إرسال السلاح إلى الجيش العراقي من أجل التصدي للتنظيمات الإرهابية المارقة , وهذا يستوجب من أعضاء مجلس النوّاب إيقاف فصول هذه المؤامرة القذرة , وتوجيه تهمة الخيانة العظمى لهما , باعتبار أنّ مساعيهما هذه تنصّب في خانة أعداء العراق المتربصين لتمزيقه والانقضاض على نظامه الديمقراطي , فالبلد بدون جيش قوي قادر على حفظ حدوده وأجوائه وأمنه سيكون هدفا سهلا لكل طامع يتربص به , ولا بدّ لكل غيور وحريص أن يعي هذه الحقيقة .
أياد السماوي / الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن