الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحسوبية والمهنية

عباس ساجت الغزي

2014 / 2 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المحسوبية والمهنية
رحم الله صاحب القول المأثور ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) فلابد ان يكون قد عانى الامرين من المتناقضات الكثيرة في زمن تتحكم فيه شريعة الغاب وتسموا النفس الحيوانية على النفس البشرية ليتحول المجتمع والوطن الى صراعات مريرة تكون السبب في تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكك وحدة الوطن الداخلية القائمة على العيش بسلام قبل بلوغ المغرورين لمرامهم في تنفيذ اجندتهم المصلحية الفردية الخبيثة .
والصور دائما تختزل المواقف وتترجم الواقع بنظرة ثاقبة دون الحاجة الى التفلسف في الاحاديث , وقد اثار حفيظتي كاريكاتير نشر على صفحة التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) ويظهر فيه المرشح ( المسؤول فيما بعد ) وهو يحمل الناخب ( المواطن ) على اكف الراحة ليدليه بغرور في بئر الخداع في سرقة علنية امام انظار العالم ليضمن عدم خروج الصوت من ذاك البئر الا بالتأييد له , وبعد انتهاء التصويب يحمل المواطن لكن هذه المرة ليرميه في وادي المتاهات ليعيش الفقر والموت وهو مسلوب الارادة هذا ان كتب الله له الحياة بنجاته من انياب ذئاب الارهاب المفترسة والافاعي الجائعة المتعطشة لطعوم ذاك المسؤول الذي خلق له دورة حياة جديدة عناصرها من الناس المغرر بهم .
لقد رسمت لنا المعاناة التي نعيشها اليوم الكثير من صور الخداع والتضليل , وفي جميعها كان المواطن المسكين هو الضحية في وطن كانت احلام وامنيات المواطنين الشروع ببناء دولة رصينة يشعر فيها المواطن بالحرية والكرامة وينال جميع الحقوق فيها , لكن الاختيار الحاصل كان بناء حكومة الشراكة الحزبية لتنتهي بالمحاصصة لنفقد بذلك دولة المؤسسات التي من المفروض ان تؤسس على اساس الخبرة والكفاءة من اصحاب الاختصاص .
ونتيجة فقدان العمل المؤسساتي بتدخل الحزبية والمحاصصة في مجريات العمل , فقد اصاب المؤسسات العجز في ادارة شؤنها بالصورة السليمة التي تكفل تحقيق ادنى نسب الانجاز , وبالتالي تأخر عجلة التقدم في البلد واصابة المواطن بخيبة الامل نتيجة فقدان الثقة بعمل الحكومة .
والطامة الكبرى والمصيبة العظمى ان تطال تلك التدخلات الغير مسؤولة المؤسسة الامنية بأقسامها المختلفة وبالتغيرات السريعة والتوقيتات الغير مناسبة في الظروف المعقدة المحكومة بالأزمات الامنية والسياسية ليفقد المواطن فيها احدى النعمتين وهي الامان .
وهنا يتسأل المواطن المغلوب على امره والمستهدف نتيجة ذاك الارباك .. هل من حلول لتلك التدخلات في عمل المؤسسات الحكومية العريقة بإدارتها ونظامها الوظيفي المعد وفق الضوابط المهنية في الاداء والتمكن ؟ وهل تلتفت الحكومة لتلك الاخطاء التي ترتكب على مرأى ومسمع القيادات العليا في الحكومة ؟ ام ان الاخيرة هي مغلوب على امرها من قبل الاحزاب !!
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات