الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعريف المثقف ودوره

علاء رحم
(Alaa Rn)

2014 / 2 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(مشكلة المثقفين إنهم أضحوا أكثر من العاهرات وارخص منهن في نفس الوقت ولكنهم أسوأ عهراً فحينما تجلب الأموال الكلمات تختفي حروفها واحده من جرائم المثقفين ما حمله الطبري للتأريخ عن العيارين وثورة الزنج وأبي ذر من الإجحاف وحظر للحقيقة يضاهي ما حملة رجل الدين للمعبد من الخديعة .) (1)
المثقف من المفاهيم الملغومة والتي كثيراً ما اختلف البعض في تحديدها ولا يزال الاختلاف في تحديد هذا المفهوم مستمر فهو يختلف عن لقب الدكتور او المهندس او الأستاذ وغيره من العناوين التي تمنحها جهات رسمية فمصطلح المثقف لا توجد جامعه في العالم او معيار يحدده فكل يقدم رؤيته النابعة من طريقة تفكيره وهناك نوعين من المثقفين هما المثقف الديني والذي يستمد ثقافته من داخل الدين و المثقف اللاديني بمعنى انه يستمد ثقافة من خارج الدين ولا يعني إنكاره للدين بالضرورة.
و يوجد متعلم ليس مثقف وهناك مثقف لا يمتلك أي شهادة جامعية اذا نظرنا الى المثقف من زاوية الوعي التجريبي الميداني وقبل الدخول بعرض بعض المصاديق لمفهوم المثقف وأدواره التي لعبها علينا معرفة ان طبقة المثقفين تشكلت نتيجة اضطهاد الكنيسة المسيحية ومحاربتها للعلم والمتعلمين ومطاردة اصحاب العقول المفكرة وذلك في العصور الوسطى تقريبا منذ القرن السابع عشر وبدئت بالانتشار في جميع دول العالم في الشرق وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ومصطلح المثقف في اوربا يطلق على المعلمون وأساتذة الجامعات والمحامون والقضاة والسياسيون وقادة الاحزاب والفنانون والنحاتون والأطباء والمهندسون ورجال الدين والفلاسفة الخ.. لكن يقول الدكتور عل شريعتي في كتابه مسؤولية المثقف { المثقف الذي لا يستند على قاعدة عقائدية وسعة أفق في التفكير ويستقرئ واقع مجتمعه وأمته من موقع المسؤولية والتكليف هو ليس بمثقف فالثقافة ليست مهنة كما هي عند الغرب لأننا نشاهد الكثير من المثقفين (المفهوم الغربي) تطرح أمامه مشاكل تمس مجتمعه وتمس حياته لكنه لا يستوعبها ولا يدري أنها تمس حياته فيكون تعليقه على أنها ليست من شأنه في حين أنها من شأنه تماماً فهذا ليس بمثقف ومن هنا فليس المثقف وحده هو الذي يزاول عملاً فكرياً فقد يكون حداداً وصاحب حرفة لكنه يملك أفق تفكير واسع وشعور كبير بالمسؤولية ويمارس نشاطاً فكرياً وعقائدياً والعكس نلتقي بأناس أكاديميين حملة شهادات عليا ويقومون بأعمال عقلية لكنهم لا يفهمون واقعهم جيداً ورؤاهم مضطربة وقراراتهم غير عقلانية وبهذا نصل إلى نتيجة وهي أن المفكر بمعناه الاصطلاحي (صفة لفكر إنسان ما) أما المثقف بمعناه اللفظي فهي صفة لعمل إنسان ما.}
ومن الأمور المهمة التي يعاني منها المثقف عموماً هو التحرر فالكثير منهم يقولون ان المثقف يجب ان يكون متحرراً وغير خاضع للسطه ويجب ان يكون معارضاً وهذا غير صحيح لأن التحرر يجب ان يكون لانطلاقة للعقل واذا كان العقل مقيداً بمفهوم المعارضة لا يمكنه ان ينفتح على العالم وبنفس الوقت أذا استهلك المثقف في الانتماء السياسي يكون عرضه لتحكم السلطة فيه ويكون تابع لها او يتحول الى بوق للسلطة او الحزب او الجهة التي ينتمي اليها. لذلك اعتقد يجب على المثقف ان يتخلص من (فوبيا الانتماء) بمعنى عليه ان يتخلص من الارهاب او الخوف النفسي والقلق الذي يفرض عليه الانتماء يجب التحرر من أي نوع من أنواع القيود .
والمثقفين لهم دور على مر التأريخ وأن لم يكن يطلق عليهم لقب المثقف كان عيسى عليه السلام الوديع يغضب ويقول بكل قوة ايها القادة العميان وكان يقصد بالقادة العميان الكتبة والفريسيون وكان يعني بالكتبة المثقفين الموظفين الذين يوحون ان لا مخرج للعقل من اعتقال القوة وان لا قوة للروح في مواجهة من يحصدون الجسد إن ممثلي العقل والروح الذين هم الكتبة والفريسيون مستقبلون ساكتون ولا يصرخون مثل يحيى عليه السلام الذي كان يصرخ مبكراً بأن ملكوت الله قادم.
وأبو ذر كان مثقفاً من النوع الرافض للعنف والقوة وما فعله مع مجتمع قريش دليل على ثقافته لما بدأ المجتمع يخرج من كلمة السواء فأنكر أبو ذر هذه الظاهرة التي بدأ يتحول إليها المجتمع والتي فعلاً وصل إليها المجتمع فلم يتمكن المجتمع من حل المشكلة بالعودة إلى كلمة السواء وإنما فتح باب القتل وأستخدم العنف للتفكير وهذا التوجه الذي حدث وكان ينكر أبوذر الطرفين ينكر الإنحراف وينكر مواجه الإنحراف بالإنحراف والدخول إلى هذا الأسلوب عودة إلى الوراء وخروج من نهج النبوة وخروج من الرشد إلى الغي وإلى تحكيم القوة ويمكن أن نقول أنه كان فتحاً لباب جهنم الذي إلى الآن نتلظى بناره و لا قدرة لنا للعودة إلى الرشد .
للمثقف دور مهم بنقل الإحداث وتشخيصها في مجتمعه واذا تغافل عنها او همشها لسبب ما يكون شريك للمتجبرين والكهنة الذين زيفوا الحقائق والوقائع وكتبوا ما يحلو لهم فمثلاً في رسالة الدكتور علي شريعتي لتي بعثها للعبيد ممن شارك ببناء الأهرامات بعد ان زار مصر ورفض زيارة الأهرامات وكتفا بمقبرة العبيد الذين بنوها يقول عبدالرزاق الجبران في كتابه جمهورية النبي ان العبيد الذين دفنوا على هامش الاهرمات ليس من قبل الفراعنة لكن من قبل المثقفين رغم معرفتهم بمن بناها فهو يرى ان شريعتي اكتفى بزيارة العبيد لأنهم في وعيه يمثلون الحضاره الحقيقية .. او بمعنى اخر العبيد في التأريخ هم من بنوا هذه الحضاره لكن المثقفين همشوهم .

(1) عبدالرزاق الجبران –جمهورية النبي /بتصرف









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دور المثقف
صادق الغرابي ( 2014 / 2 / 3 - 17:31 )
هنا يبرز دور المثقف في التغير لا بالتسميه فالانسان المثقف هو من غير واقع مجتمعه وانتشل ممن غرقوا في ضحالة التصرفات ليرفع من شأنهم ويريهم المستويات الصحيحه في التعامل ..ليكون هنالك مجتمع ينعم بعيش رغيد


2 - رد على تعليق صادق الغرابي
علاء رحم ( 2014 / 2 / 4 - 21:54 )
نعم سيدنا فالمثقف يجب ان يكون في مجتمعه نبي حيث لا يوجد نبي شكراً لمرورك الكريم

اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على