الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوا ما يمكن..!

سنان أحمد حقّي

2014 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أسوا ما يمكن
عجز غالبية أو كل الطاقم السياسي الحالي من أن يُدير حوارا هادئا وصريحا بين جميع الأطراف رغم مشاركتهم البعض الآخر في العمليّة السياسيّة الحاليّة
بل تفاقم الأمر وازداد جفوة وقطيعة أكثر بكثير مما كان عليه الأمر أول عهد الحكومة الحاليّة ولم يدّخر أي من الأطراف السياسيّة التي تقود العمليّة السياسيّة وسعا من أن يزيد أوار النزاعات ويُلقي على النيران بما يمتلك من الحطب بالرغم من مناداة معظم أبناء الشعب إلى التفاهم والتصالح وضمان الحريّات العامّة وتعميق الأمن والإستقرار لإمكان الخروج من أزمات لا نهاية لها .
واسوأ ما يحدث الآن أن كل طرف عندما يريد أن يوصل رأيا له أو وجهة نظر أو مطالب فإنه لا يتوجّه بشجاعة وصراحة إلى الأطراف الأخرى ولا نعني بالشجاعة والصراحة ما يفهمه البعض من معاني التحدي والمشاكسة ونقول أن الأطراف المختلفة في هذه الأحوال بدلا من أن تقوم بالتفاهم والحوارفإنها تذهب إلى سلوك طريق طويل بالإتصال مع جهات أجنبية أو إقليمية ويذهب هذا إلى بعض الدول الخليجية أو إيران أو تركيا أو السعوديّة بل إلى أمريكا وإلى الإتحاد الأوربي أو روسيا أو غيرهم بهدف إيصال وجهات نظرهم أو مطالبهم أو افكارهم إلى أطراف الشراكة الأخرى وهذا الطريق الطويل كما هو معروف يضرّ بالمصالح الوطنيّة أشدّ الضرر ويوجّه ضربة كبيرة لمستقبل إستقلال البلاد وحريّتها ووحدتها ولا أظن أن مثل هذا الذي يحصل اليوم قد حدث سابقا ولاحتى في أيام الإنتداب البريطاني حيث كان للجميع تفاهم مشترك وقنوات شعبية وسياسية سالكة على الدوام ، إن هذا الذي يحصل اليوم هو أسوأ ما يحدث للبلاد وأكثر ما يحصل من تأثير يضرّ البلاد والعباد .
إن الطريق المباشر والقصير بين الأطراف المختلفة هو الطريق الأمثل لإدارة حوار ومناقشات هادئة ورصينة ومسؤولة .
وقد بيّنا في مقال سابق كم أن طريق تدويل المشاكل له أضراره الجسيمة وقد رأينا كيف كان سبيل تدويل القضيّة السوريّة وكيف آلت الأمور من مطالب لأهالي درعا إلى أن إنتهى إلى قضية أخرى بعيدة كل البعد عن المطالب الشعبيّة وهي قضيّة الأسلحة الكيمياويّة وهي قضيّة دولية وبذلك تم إعتبار أن التسوية قد حانت هناك .

لسنا الآن نرى سبيلا سوى بناء أسس لحوار هادئ ومسؤول ومباشريستهدف بسط نفوذ الدولة على جميع أرجاء البلاد وما يتبع ذلك من أهداف أخرى تجعل السلام الأهلي أقرب منالا وتُزيل أسباب التهميش والمعاملة غير القانونيّة وغير الدستوريّة لأي مكون من مكونات الشعب العراقي والنظر في المطالب المشروعة للمواطنين على إختلافهم ،
كما نأمل أن يكف جميع القادة السياسيين عن محاولات تدويل المشاكل الداخليّة لأنها لن تفضي إلى حل وستزيد من التدخل الأجنبي وتضاعف المزايدات وتسهم في تصديع إستقلال البلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر