الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حي المطار بالجديدة.. حيل حْديدان -الحْرامي- ونفايات الصين

هشام بن الشاوي

2014 / 2 / 3
كتابات ساخرة


لعل الأمر مجرد حيلة من حيل حْديدان، هكذا قلت لنفسي مواسيًا، ولا ندري كيف خطرت هذه الشخصية التلفزيونية الكاريكاتيرية ببال صاحب مشروع ديار السلام بحي المطار، وبالتالي، يقوم الفنان كمال كاظمي بالدعاية لهذا المشروع السكني الاقتصادي، كما يزعم أصحابه، بينما هو نقيض ذلك تمامًا، وهذا يجعلنا نفكر بصوت عال: لماذا لم تفوت السلطات المطار لأبناء هذا الوطن، حتى يستفيدوا منه على شكل بقع أرضية بثمن رمزي، كما حدث مع تجزئات سكنية أخرى، بدل تفويته لـ"حيتان" العقارات، ككعكة على طبق من فضة؟.. على الأقل، التجزئات السكنية تحرك ناعورة الاقتصاد المحلي؛ الكل يستفيد.. الحرفيون، بائعو مواد البناء، وأصحاب وسائل النقل... إلخ، بينما مقاولو هذه العقارات، تسببوا في شلل الحركة الاقتصادية بالمدينة خلال السنتين الماضيتين، فحتى اليد العاملة كان يتم جلبها من مدن أخرى، ربما لأنها الأرخص سعرا، وبالتالي، كثر عدد المتسكعين الغرباء في طرقات المدينة، و.. و...
كل ما كانت تحتاج إليه هذه الأوراش الكبرى من مواد البناء - من الألف إلى الياء- كانت تجلب من الدار البيضاء، وأغلبها سلع رديئة الجودة، فمثلا، مواد "السانتير" وما جاورها ليست سوى نفايات الصين وأوربا. والكثير من أصحاب هذه الشقق الاقتصادية اضطروا إلى إعادة الإصلاح!
ألم يكن من الأجدى أن يحدد ثمن هذه الشقق الاقتصادية، بنفس قيمة المبلغ، الذي خصص لموظفي وزارة الداخلية، علمًا أن ذلك هو الثمن الذي يفترض أن يكون لشقق الـ 25 مليون سنتيمًا؟ ومن المستفيد من هذا "السعار" العقاري؟
لماذا تم التغرير بأبناء هذا الوطن من الكادحين والمعذبين في الأرض؟
أطلقت الدعايات بأن ثمن الشراء هو ثمن الكراء، وبعد التورط، اتضح أنهم يطلبون من المستفيدين البحث عن قرض بنكي، وطبعًا، فوائد البنك خيالية، (لسنا مجبرين على تسميتها : "ربا" كما يقول الفقهاء، حتى لا نتهم بالتحجر الفكري)! لأن المنعش العقاري - ببساطة- يهمه أن يقبض، ويحط الرحال بمدينة أخرى..
بعد أن تنطلي عليك حيلة هذا العرض المغري، كباقي الباحثين عن قبر الحياة، لن تنتبه إلى أن مساحات الشقق غير محددة!!! بعد أن يعرضوا عليك رسومًا جميلة وملونة لتلك الأقفاص الإسمنتية، عليك أن تدفع التسبيق (ثلاثون ألف درهما)، لن تفكر، حينئذ، أنك أكبر مغفل في التاريخ.
بعد شهور، سيتصلون بك للتوقيع، وستكون الخديعة الكبرى أنك في حالة الانسحاب، سيتم اقتطاع ثلثي قيمة التسبيق. ولا يمكنك التراجع، وأنت لم ترَ مسكنك الموعود يوم التوقيع، فالأشغال الكبرى لم تنته بعد، وعند السؤال سيشير لك أحد الموظفين بيده: "إنها هناك، حيث يقف ذلك العامل"... هكذا ببلاهة !
ومع ذلك، تمارس حياتك ببلاهة. لن تفكر في الانسحاب، مادام من السهل توفير قيمة الكراء كل شهر، ولن تشغل بالك إن كان مبنى بأربع طوابق شيد على أعمدة خرسانية لا تتعدى (20 سم / 20 سم)، وهذا لا يحدث حتى في البناء العشوائي... لا داعي للتفكير، فالحياة جميلة، امض قدمًا.. لا تنسحب. ولا تتذكر تجربتك في الأوراش الصغرى، حيث مبنى من طابقين يكون تصميم خرسانته المسلحة أكثر صرامة، وأكثر متابعة ومراقبة...
بعد انتهاء الأشغال الكبرى، تم استدعاء المستفيدين - البلهاء مثلك- لتوقيع عقد وعد بالبيع مع السيد الموثق المحترم، والذي صدمك بالمساحة الحقيقية للشقة، فتفكر أنها لا تستحق حتى نصف الثمن المحدد، أيضا تُمنع من رؤية شقتك الموعودة، وتكتفي بمشاهدة شقتين نموذجيتين، وتتحايل على الحارس، والذي طلب بدوره "قهيوة" حتى ترى شقتك... وتفاجأ بأشياء لا يمكن أن تخطر على بال، مثلا أرضية المطبخ تئن تحت قدمك؛ "السيراميك" يحتاج إلى أن يعاد كاملا، وطبعا لن يكون هذا على حساب المنعش العقاري، فأين هي المراقبة؟، عتبة المدخل تمت معالجتها بشكل عشوائي وخطر، بسبب شق، ويظهر هذا على إطار الباب... وهذه التفاصيل أكتب عنها من منطلق خبرتي بهذا الميدان، بغض النظر عن الأبواب جميلة المظهر، والتي ليست في الحقيقة سوى نفايات أوربية منمقة، لا فرق بينها وبين "الورق المقوى" أو بتعبير أنصار الدارجة : (كارطون).
هناك من وثق طلب الانسحاب في المقاطعة، (المقاطعة الخامسة توقفت عن توثيق مثل هذه الانسحابات، فهل بمثل هذا القرار القاسي يتم تسوية هذا الوضع؟)، ووجدتني أحذو حذو من سبقوني، بعد استشارة "السيد الحنون"، وقد احتجت أياما حتى أقابله، وكلما حضرت إلى الفيللا/المكتب تجيبني السكرتيرة ذات المساحيق الفاقعة بأنه لم يحضر بعد أو أنه غادر للتو، وأنظر إلى شاشة البلازما، التي لا تفارق قناة فضائية سعودية، تنبعث منها رياحين تلك البقعة الطاهرة من الأرض.. وأشكر نفسي - للمرة الألف- على بلاهتي.
سيطلب منك "السيد الحنون" أن تسلم طلب الانسحاب لموظفي مكتب البيع.
ووجدتني في حيص بيص؛ فالموثق يتهرب من الإجابة على السؤال المتعلق بذلك البند الكريه في العقد وعن "أجره" بعد إنهاء هذه الإجراءات، ويطلب منك الرجوع إلى مكتب البيع، ومكتب البيع يطلب منك تسوية الأمور قانونيًا مع الموثق، و"السيد الحنون" يستحيل أن يفكر في مص دم الكادحين والأرامل واليتامى، - والشاهد على ذلك قناة "القرآن الكريم" وسكرتيرته ذات المساحيق الفاقعة-... ثم إنه مجرد شريك، وشريكه البيضاوي، ليس مسؤولا عن حيل "حديدان". ولا ندري إن كان شريك "السيد الحنون" ممّن حجوا بيت الله، ويبدلون سياراتهم الفارهة كل شهر.. لا يهمنا، من يهمنا هو "السيد الحنون"، فهو دكاليّ مثلنا!
أحد المنسحبين، لم يتسلم أمواله رغم تقديمه للتنازل منذ أربعة أشهر، ورغم أنه لم يوقع عقد وعد البيع في حضرة السيد الموثق المحترم، لكن "السيد الحنون" أنكر وعده جملة وتفصيلا أمام سيدة وعدها، منذ نصف عام تقريبا، بأن يعيد إليها مالها، على شكل أقساط شهرية، وذلك حتى يبرهن على أن البند الكريه ساري المفعول حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ويدعي أنه مجرد "بناء" ولا صلة له بهذه الأشياء.
أمثال "السيد الحنون" المتطفلون على هذا المجال، تكافئهم الدولة بالإعفاء من الضرائب، ويزدادون ثراء، ولهذا لا غرو أن يطلب من السيدة حل مشكلها مع مكتب البيع..
فمن يوقف مهزلة هذه اللصوصية؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته