الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار حافلتي الّتي لن تأتي

شفيق طارقي

2014 / 2 / 3
الادب والفن


لم أكن أنتظر أيّا من الحافلات ولكنّني كنت مثلهم كلّما تناهى إلى سمعي صوت حافلة أطلّ برأسي أحاول استجلاء الرّقم، وكنت مثلهم أتأفّف كلّما تأكّدوا من أنّ الحافلة الّتي حلّت ليست بالّتي ينتظرون، بل وأقطّب جبيني، وأتمتم مثلهم بكلمات أشتم الدّهر ساعة، والحكومة أخرى، كانت المسألة شبيهة بعمليّة طرح متواصلة، كلّما ركب بعضهم الحافلة الّتي ينتظرونها جاء فوج آخر، فأشارك أهله محنة الانتظار، أعضّ على شفتيّ، وأضرب باطن كفّي اليسرى بظاهر اليمنى، وأراوح في المكان، أذهب مترا ونصف المتر، وأجيء، ألتفت دون موجب للالتفات، وأتبادل أحاديث متقطّعة مع بعضهم، أبتهج لابتهاجهم، وأمتعض لامتعاضهم، وأسايرهم فيما يقولون، يحصل أحيانا أن أبقى وحيدا، ولكن سرعان ما يتدفّق فوج، صارت اللّعبة تمتعني أجتزئ من نهاري ساعة أو ساعتين، لأنتظر مع أناس لا أعرفهم حافلتي الّتي لن تأتي، هنالك ساعة أو ساعتان من كلّ يوم لأشتم الدّهر حينا والحكومة حينا آخر ... الحكومة المستقيلة والحكومة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | صناعة الموسيقى لا تتطلب آلات فقط بل أيضاً إحساس.


.. أول ظهور لفنان العرب محمد عبده بعد إعلان إصابته بالسرطان




.. «جمع ماشية ورحيم ومرادف البؤس».. أسئلة أثارت جدلًا في امتحان


.. تششيع جنازة والدة الفنان كريم عبد العزيز




.. تشييع جثمان والدة الفنان كريم عبد العزيز.. وتعديل موعد العزا