الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ارشيف طبيبة2....تجربتي الأولى

حنان فوزي المسعودي

2014 / 2 / 3
سيرة ذاتية


من ارشيف طبيبة 2...... تجربتي الأولى...

  في خريف عام 1996 ابتدأت ممارستي الأولى للطب...تعينت كطبيبة مقيمة دورية في مستشفى اليرموك...شعرت وقتها وكأني شخصية اخذت من عمق الحكايا الخرافية الى جحيم الواقع..لم تكن لدي اي خبرة طبية سابقة سوى ماتعلمته من قواعد نظرية في الجامعة...بالاضافة الى اني لم امتلك اي خبرات حياتية عدا تعاملي مع زملائي وزميلاتي الطلبة خلال السنوات الست الماضية... تجولت حذرة في ردهة الكسور..وهي مكان تعييني الأول وكنت انظر بوجل الى المرضى وكأنهم قنابل موقوتة ستنفجر في اية لحظة...حتى اني اصغيت الى تكتكة تلك القنابل..والى نبضات قلوبهم وانا اتوجس خيفة ان يصاب احدهم بتوقف القلب المفاجئ..وطبعا هذا موضوع بعيد جدا عن ردهة الكسور التي كان يحتاج المرضى فيها الى بعض المسكنات ليلا وحسب..ولكن خوفي من اليوم الأول صور الي ان كل صداع هو نزيف دماغي وان كل الم في الظهر هي ذبحة صدرية..ولا اعرف ان كان خوفي ذلك يفسر بصورة ايجابية او سلبية لصالح مستقبلي الطبي. لم يكن من الحكمة ان تتواجد طبيبة صغيرة السن وحسنة المظهر في ردهة الكسور ليلا...ولكني لم اكن ادرك هذا بسبب حرصي البالغ على مراقبة المرضى وعدم تركهم والذهاب الى دار الأطباء....في ليلتي الأولى كانت الردهات معتمه تقريبا نتيجة  لتلف معظم المصابيح وعدم استبدالها بسبب محدودية ميزانية المستشفيات انذاك في وقت الحصار الأقتصادي...اتذكر ان احد المرضى اخذ يصرخ ويلح بالنداء على الطبيب الخفر...وعندما هرعت اليه وانا احمل جهاز قياس ضغط الدم واحد المسكنات البسيطة..طلب الي ان اقترب منه لكي يخبرني بشئ...وحالما فعلت سألني ببساطة هل تجيدين اللغة العربية ...قلت له مستغربة نعم...فأجابني... عجبا لأنني اعتقد انك مخلوقة من كوكب اخر وليس كوكبنا الأرض....... اتضح ان مريضي كان يحب المزاح...ولايشكو من اي شئ اطلاقا.... وفي تلك الردهة التقيت بهما....غريبين وحيدين منبوذين من المجتمع...كان الشاب يعاني من كسور تهشمية متعددة في اطرافه السفلى.. ..يرقد وحيدا بينما تزوره شابة جميلة كل يوم تقريبا وتحمل اليه الطعام وتطعمه بيديها بينما يتكاثر الهمس الدائر حولهما....وبعد فترة علمت بحكايتهما... كانت تلك الفتاة حبيبته وهي متزوجة...وقد علم زوجها بعلاقتهما فاطلق الرصاص على الشاب بغية قتله وطلق زوجته....ولكن الشاب لم يمت وظل راقدا في ردهتنا لأكثر من اربعة اشهر انتهت خلالها اشهر العدة لحبيبته...وتم عقد قرانهما في الردهة وسط فرحة المرضى واستغراب الأطباء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال للسيدة الطبيبة الكاتبة ...
ديار ( 2014 / 2 / 12 - 21:29 )
اليوم كنبت موضوعا عن مشاهداتك في العمل ( المستشفى ) وتحديد موضوع الامرأة ( الشاذة) وسوْالي هو مالذي تقصدينه سيدتي الكريمة ب الشاذة ؟ هل تقصدين انها ( مثلية ) ؟..وما علاقة ا الامرأة المثلية بالدخول الطارىْ وبيسيارة اسعاف وما هي ملا بسات الموضوع ..الا يمكنها ان تراجع او يجلبونها كمراجعة عادية الى المستشفى النفسي بدل هذا الضوضاء والضجيج والمنظر الفاضح ..اتمنى منك الاجابىة او التوضيح لانك اغلقت نافذة التعليقات هناك ..مع الشكر .

اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح