الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة فلسفية في عبقرية النص اللبناني .. فاطمة منصور انموذجا ...

مصطفى عبد الرحمن الهيتي

2014 / 2 / 3
الادب والفن


قراءة فلسفية في عبقرية النص اللبناني .. فاطمة منصور انموذجا ...

من اين ادخل جمهورية الرائعة معلمتي (الشاعرة فاطمة منصور) !! نبدأ من فلسفة اللغة .. وتبدأ شاعرتنا بالضمير المخاطب المستتر لغة .. وهو الرمز /المنال المرتجى/ .. انت دفئني .. انت امنحني .. وهذا الضمير /انت/ اسم اشارة في محل رفع مبتدأ .. محذوف جوازا لغرض الاستتارة والترميز .. لا زال الضمير المخاطب يتجول ازقة نص (فاطمة) مجتاحا شطر بيتها الثاني .. وفية /بخور صلاتك/ .. القصد .. صلاتك انت .. ثم تعود لقلب دلال الضمير في الشطر الثالث .. الى الضمير المتحدث المخاطب وتقديره (انا) .. انا اصلي .. وووو الى اخره ..

هذا التوازن الفلسفي العميق من حيث اشتغال دلالة الضمير .. اشتغال ديناميكي مستمر .. في الحفاظ على كينونة النص ... اذن العملية تكنيكية من خلال تقديم ضمير المخاطب (انت) وضمير المتحدث (انا) .. انا اعتقد ان فاطمة منصور تتأرجح ماسكة عصا التوازن على خيط رفيع .. تأخذ باللغة كيفما تشأ هي مع الحفاظ التام على فعالية اللغة .. فيما اذا كانت جملة فعلية او اسمية او .... .

تبدأ عادة بجملة استدراكية ترفة تماما من حيث المراد .. لغة ترجي ومسامحة وطلب العون وهذه من سمات المفردة المنتقاة من رحم قاموس واجندة واضابير وفهرست ذاكرة فاطمة منصور .. لترتجي هذا الرمز الآتي من المستقبل /المنقذ/ وهنا تتحول العلاقة الاستدراكية منها الى روحانية ميتافيزيقية عبادية لخلق طقس جميل مع الاله الرب (يسوع) .. / امنحني وجد عينيك/ و / اصلي في مقام مجيئك / ، وهذه برأيي من سمات الترمزي / .. حالة خلق اجواء احتضار الضير المخاطب /انت/ ثم العودة به الى انطلاقته .. بادئ ذي بدئ .. من نقطة البداية الى النهاية .. وهذا مرتجاها الفلسفي البحت ..

المسألة الاخرى الا وهي .. التعامل مع الفكرة /الثيمة/ وكيفية اشتغال في مشغل الشاعرة ضمن مساحة النص .. تبدو العملية كبيرة جدا .. لان مساحة النص صغيرة جدا مكونة من سبعة اشطر منثورة نثرا شعريا .. لتبدو للقارئ وكأنها عبارة عن انثيالات صورية متدفقة هديرة ( واحيانا يصيبنا الطوفان ) عند القراءة هذا الطوفان الايجابي الغزير بالمفردات المعرفية /الفلسفية/ المتواترة .. وكأنها عبارة عن جرعات لاشعورية تغدقها لنا الشاعرة بنوع حسي ارداكي .. غير ملموس ..

تحاول الشاعرة جاهدة مرارا وتكرارا على قلب الرؤى التجريدية رأسا على عقب من خلال توظيف هذا الترميز المعطاة في ذاكرتها .. وانها وربي لمغامرة مستمرة للتجول في لغة التميز من خلال استخدام الضمائر وزجها في مكنونها النتاجي الابداعي الوافر .. وهذه صفة مميزة في عالمها التكويني الشعري ..

الخلاصة :

تأخذ الشاعرة على عاتقها اشتغال الفكرة /الثيمة/ .. وكيفية توازنها لتخلو اشطر ابياتها من عملية السرد .. وانها من سمات الحداثة والى ما بعد الحداثة .. لتخرج بنمط جديد ومتفرد تماما .. عالم خاص بها /عالمها المعقول/ .. وانها وربي اعلان حالة ابداع غير منقطعة النظير ..


وهذا نصها :

دفئني...وامنحني وجد عينيك
غيوما من بخور صلاتك
كيما أصلي في مقام مجيئك
وقباب نورك
حتى يمتلىء الغياب
بجلال حبيب يستوي
في القلب عرشا من هطول ٍ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته