الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقلال الفوتوشعري الفلسفي / مروان سليم الهيتي انموذجا

مصطفى عبد الرحمن الهيتي

2014 / 2 / 3
الادب والفن


الاستقلال الفوتوشعري الفلسفي / مروان سليم الهيتي انموذجا

في بادئ ذي بدئ .. وفي ثورة معلنة جهرا واتقانا .. وفي بزوغ نمط حداثوي من حيث التسلسل الزمني ، لتطور وافتراضات متوقعة في التحديث .. والتجديد .. والتشكيل .. هي اشراقة جديدة .. لفارس اعادة صياغة وبرمجة المنظومة الشعرية .. بمنظومة شعروفلسفية وفق صياغته .. معتمدا .. ومستندا .. على تصوراته وتأملاته المنطقية .. محاولة منه لتخريجنا بنمط غير مألوف من حيث اشتغال الثمة وتكنيكها ، وبهرجتها باكليل فوتوشعري فلسفي .. تبدو زواياه اكثر انزياحا وخروجا عن الخط العام والجدار المألوف في مختبره الشعري الابداعي !!
يبحر بنا الشاعر "المروان" عبر عالمه المعقول بمدركات حسية نقية خالية من الترهل المفرداتي المحشورة بلا معنى او توظيف .. وانها – وبرأيي - ليس ترفا لغويا او تلاعبا بالمفاهيم والمصطلحات .. وانما يحاول مرارا وتكرارا على قلب صياغة الجمل الشعرية .. رأسا على عقب .. وصولا الى حد فلسفتها .. تفلسفا عقلانيا .. وفق آليات واجتراحات يفترضها .. وهذا ما يضفي جمالية عالية من حيث الاسلوب .. وما هو لافت النظر العنوان والعنوة .. " الرحلة في الاتجاه المفقود " ... وهو عنوان شامل يمثل ثمانية عشرة قصيدة شعرية .. وهو بالاصل عنوانا لقصيدة له .. قد تأثر بها وأثرت به .. فالرحلة هنا (برأي) .. هو الاستكشاف غير المسبق والمعرف عبر فضاءات وطقوس يحاول رسمها او افتراضها .. باتجاه / صوب / .. / بالتحديد / .. المفقود !! والمفقود هنا .. يعني غير الموجود اي الذي لا اثر له .. فهو يبحث عن الاثر .. المبهم .. غير الموجود .. فيعود حاملا معه رزمة من المعارف وحقائب من الثقافات عبر استقرائه لاشياء واشكال والوان عصيت الفهم لدى الكثير , ويحاول فلسفتها تفلسفا منطقيا عقلانيا برؤاه الفكرية واضعا اياها موقفا نقديا سديدا لتعديل .. وتصحيح .. وترميم كثير من المواضع .. والمواقع .. والخطابات .. تحليلا .. وتفسيرا يدهشنا بها .. فانا اعتقد هي الرحلة باتجاه الذات .. لاكتشاف واستقراء كوامنها وابعادها .. مستعينا بلغة وصفية جمالية نقية .. لتمرير الكثير من الخطابات والرؤى والمواقف ضمن مساحة نص صغيرة وبكثافة عالية وببناء نسقي متكامل من حيث الشكل والترتيب ..

• الاستقلال الفوتوشعري الفلسفي :

انا لست بصدد التحدث بشأن التفلسف والاستقلال الفلسفي ذاته .. وانما اتعامل مع الطريقة التصويرية الشعرية الفلسفية التي ينهجها شاعرنا في عملية صياغة جمله الشعرية .. فهنا اعني بالاستقلال .. هو التفرد في طرح الفكرة تفردا كليا .. ويستقل بها استقلالا جوهريا .. ويصورها تصويرا تجسيديا .. وتكثيفيا متعدد الزوايا والرؤيات.. وهذا ما يعطي روحية لفكرته لتكون اكثر دقة وجمالا دون التأثر بسابقه .. مستخدما المذهب الرمزي العالي .. صورة لتمرير تلك الافكار التي صورها لنا بأحتراف وبداعة ..

وكما استقرأتها في عدد من قصائده في ديوانه الموسوم :
(رحلة في الاتجاه المفقود)

- رعاش من السهو
- بعد انتحارات القدر
- في ارض عارية بوجودك
- يا منبع الليل
- مثالية الوهم والذات
- الحياة .. صدقيني هي لحظة الموت .
- في سطوة التأمل يفضحه الصدى
- للضوء صدى
- طقوس .. لدفن النور والمطر
- في غفوة لخزعبلات حسي
- حتمية وجودي
- مثالية الوهم والذات
- ميتافيزيقية الالوان .


الان .. اتحدث بشأن بعض التراتيب الاساسية التي وظفها شاعرنا في نصه الابداعي ..

1. تراتبية الازمنة .. الزمن مهم جدا .. وانا ممن يهتم بفلسفة الزمن .. على اعتباره .. هو الآن الذي نكرس به لحظاتنا .. بالتأكيد ، وانا اتجول في اروقة قصائد "المروان" .. اتلمس بدقة عالية كميائية توظيف الزمن .. واختيار الوقت في ترابط الحالة .. حالة الوصف والموصوف المراد طرحه...
فمثلا : وردت عدة دلائل للزمن في كل القصائد ومنها :
الشفق و المساء و الليل و الآن و السنون و أمس و تأتي و لحظات و احلامي و الخريف و اليقظة و الصباح

• اما توظيف الزمن فهو بديع جدا عنده :
- سكون الشفق
- حبات مساء
- في حضرة الاوهام تأتي
- كلانا الان تائه
- شظايا خريف
- ظلمة الصباح
- كان الفجر ليلا
- زمن النار
- منذ غدا
- تنام الاحلام
- بمصير معلوم ........... الخ

والجميل اني التمس جيدا , توظيف وقت الليل مكررا في عدة قصائد .. وأنا برأي اعتقد ان / الليل / , وهو السكينة والاطمئنان والراحة التي يجد فيها الشاعر انه يتأمل بهدوء , الحبيبة والقصيدة والقضايا والمواقف التي شاهدها يوميا والعالقة في ذهنه طوال اليوم او الشهر او السنة ....


2. تراتبية الامكنة .. الامكنة .. برأيّ ، تمثل الانتماء والالتصاق .. ضمن الزمن .. هكذا اراها .. والامكنة عند المروان تمثل .. السكينة والهدوء والراحة والامان .. صورة من صور .. حب الوجود والتثبيت والدلالة .. وهذا هو الاعتزاز والتفاخر بها .. فالترتيب المكاني .. كان حاضرا في كل قصيدة .. اشارة .. لمكان الحدث .. مكان الوجود .. وهذا ما اضفى برأي جمالية الى المشهد التكويني التصويري في بنية النص ..

• واهم التراتيب والدوال المكانية ..
الوطن و الينبوع و انهار و الموج و نافذة و الاقمار و السماء و جسدي و جسور و غرفة و القبور و الغابات و الهامش و الجدول و الارصفة و مراقد و بستان ووو ...

توظيف الامكنة في النصوص ..

- فانتشلتك حلكة الوطن
- الروح ينبوع ضمآن
- يسبح في انهار جفت بغيابك
- يسرح بين الموت والموج
- يأتيني من نافذة مغلقة
- تحملني بين اناث الاقمار
- ما زلت ارى السماء اصغر من طائر
- في ذاكرة القبور والتكوين
- نزعت الغابات سترها
- عانق المجرات
- الجدول المراهق .....


الخلاصة ..

ان لمن دواعي سروري وابتهاجي .. ما دمت مؤمنا " بان العمل للانتاج والجد للابتهاج " مقولة فيلسوفنا الراحل /المدني الصالح/ .. المعرف الذي لا يعرف .. بان عقولونا تعمل على انتاج فكري مستمر ، اما كتابي حرفي
( شعر وقصة وووووو ) او اما فني ( لوحة و زخرفة ونحت ووووو ) ...
صورة لنقل وحمل وايصال ، رسالتنا الانسانية الادبية الثقافية الاخلاقية عبر الاوطان .. لاجيال تتبع اجيال .. محاولة لطرح افكار جديد وصور بعدة زوايا وهذه ما سميتها برأيّ ( الفوتوشعرو فلسفية) .. اعني التفلسف في صياغة الصورة الشعرية وتكنيكها ... وصولا الى حد الاستقلال .. فأنا ارى ان شاعرنا يحاول ان يستقل استقلالا جوهريا في عملية وجرأة الطرح الفكرة في جسد قصيدته البكر عن سابقه من الشعراء الشباب سيما بعد تحديد شعراء (جيل التسعينات) .. كالشاعر زيدون الرائي ومالك عبدون وخالد الحسن وكاظم خنجر وزاهر موسى وهنادي جليل وافياء الاسدي وصابرين كاظم ومريم العطار ومصطفى الهيتي وووو .. الخ ، ضمن آليات واجراءات نسقية يحددها هو .. فهي ليست تشبثا بالمصطلحات والمفاهيم .. وانما هو توظيف لخلق صورة شعرية لها شواخصها وتركيباتها ومثلما قلت بعيدا عن الترهل والحشو المفرداتي ..

المروان السليم .. يحاول ان يخلق اجواء وطقوس .. في الانتماء والسكينة (اعني الوطن الممثل بالامكنة) .. في كل الازمنة التي تناولها .. لعيش حالة أمان نفسية .. للزهو بالحب والعيش بشفافية الهدوء ....

اخيرا ..
احيي من الاعماق .. بداعة صديقي على اسلوبه الشعري الكبير .. واتمنى ان تكون نصوصه جنبا الى جنب .. اودونيس وانسي الحاج ويوسف الخال ووو .. مثلما حدثني صديقي الكبير الرائع الفنان والصحفي والاعلامي المؤسس لجريدة الجمهورية واكاديمية الفنون الجميلة لبنان .. اللبناني الاصيل ابن الاصيل .. ابن الخامسة والثمانين .. (انطوان خليل) الذي هو من ضمن المؤسسين لمجلة شعر اللبنانية عام 1956.. بولادة شعراء شباب خطرين حد البركان والثورة في العراق ولبنان ومصر ....

تحياتي لك ايها الشاعر ... محبات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال